لعبة مسرحية مارسها أبطال عرض «على مبارك» على مسرح متروبول مع جمهورهم من تلاميذ الشهادة الابتدائية فى إطار بروتوكول التعاون لمسرحة المناهج بين وزارتى التعليم والثقافة. فقد اقترب العرض من وجدان التلاميذ فى البيوت والذين يعانون صعوبة فى تلقى وحفظ أحداث قصتهم، فقدم أسرة من أب وأم قررا تجسيد الأحداث لطفلتهم بشكل تمثيلى تسهيلا عليها، وهو ما منح الصغار فرصة لمشاهدة أنفسهم فى العرض والتفاعل معه.. العرض بطولة عزة لبيب وأشرف طلبة وإخراج باسم قناوى.. خدمة الدراما للمجتمع أهم إيجابيات هذا العرض، فقد قام صناعه بتوزيع ورق أسئلة لأحداث القصة على المشاهدين من الأطفال، وحثتهم الفنانة عزة لبيب على إجابتها وتسليمها بعد نهاية العرض لاختيار عدد من الفائزين وتكريمهم بالظهور فى لقاءات بالتليفزيون المصرى والتصوير مع الممثلين ايضا، وهو حافز تشجيعى جذاب يتناسب مع وعى المرحلة العمرية التى يخاطبها العرض وحققت كثيرا من التركيز والتفاعل بين التلاميذ والأحداث، خاصة أن فكرة اللعبة التى افترضها المخرج باسم قناوى سمحت خلال الأحداث بتحدث الابطال مع الجمهور وتوجيه الأسئلة لهم باعتبارهم فى عمر ابنتهم فتجاوبوا معهم فى الاجابة عنها.. كما سمحت الفكرة أيضا بتغيير الديكور امام المشاهدين ودون اظلام الخشبة، وهو ما يمنح العمل فرصة اخرى للتنقل بين اى نوع من المسارح والعرض فى وضح النهار بلا أى معوقات. الاستخدام المبسط لفكرة المسرحية داخل مسرحية جعلت عزة لبيب تلعب دور الأم ودور راوية الأحداث فى قصة على مبارك بأسلوب سهل تغلب عليه روح الأمومة، بينما جسد أشرف طلبة دور الأب ودور على مبارك - ابوالتعليم المصرى - فى كبره ويقوم برواية الأحداث والتمهيد لها والاجابة عن اسئلة ابنته بلغة عربية رصينة ومتمكنة حرص عليها طوال العرض باعتباره الحامل للمادة العلمية فى النص، بينما تحدث ابطال العرض الآخرون بفصحى مبسطة تارة وعامية تارة اخرى للتقرب الى قلوب الاطفال، فجسد هادى خفاجة على مبارك فى مراهقته ثم اخوه فادى خفاجة نفس الدور فى مرحلة الشباب الأكثر نضجا وثورية على نظم التعليم واساليبها البالية، واصراره البالغ على تلقى العلم وافادة مصر به حتى ولو على حساب اسرته الفقيرة التى كان ينفق عليها، وهو ما أهّله لمناصب مهمة جدا فى الوطن منها نظارة التعليم واصدار لائحة إصلاحه، وقيادة مشروع إعادة تنظيم القاهرة على نمط حديث، وإمداد القاهرة بالمياه وإضاءتها بالغاز، ولا يزال هذا التخطيط باقيًا حتى الآن فى وسط القاهرة، شاهدا على براعة على مبارك وحسن تخطيطه، بالاضافة لتولى وزارتى الاوقاف والاشغال.. ولا يمكن ان ننسى تحية الممثل الشاب محمد سلامة الذى تنقل بين ادوار الشيخ فى الكُتاب ورجل الحسابات وناظر مدرسة الهندسة ببراعة رسم من خلالها تفاصيل كوميدية مختلفة لكل شخصية فكان مجرد ظهوره على المسرح باعثا لضحك الجمهور.