حلم راوده طوال فترة شبابه .. بأن يتزوج و ينجب طابورا من البنين و البنات وعلي الرغم من ظروفه القاسية بعد أن ضاعت منه سنوات طفولته في العمل مما إضطره إلي ترك المدرسة لمساعدة والده في الإنفاق علي أسرته. حتي شاءت الأقدار و توفي والده، وأصبح أبا لأربعة أشقاء هم الميراث الثقيل عن والده ومضي من عمره ثلاثون عاما قضاها في الشقاء و العناء راوده خلالها حلم الزواج الذي كان كالسراب بالنسبه له و بعد أن واصل الليل بالنهار إستطاع بالكاد أن يحصل علي شقة بالإيجار وبعدها ظل يبحث عن شريكة العمر التي ستعوضه عن آلام و شقاء ثلاثين عاما تكون له عوضا عن الماضي وتشاركه معاناة الحاضر و أمل المستقبل المجهول حتي أرشده أصدقاؤه و اقاربه علي إحدي الفتيات بالمنطقة وقالوا له الكثير عن حسن اخلاقها وانها الملاك الذي هبط من السماء علي ارض حياته. وبالفعل تقدم لها ووافقت أسرتها وتلقي خبر قبولهم بفرحة شديدة و ماجت الأرض تحت قدميه فلم يكن يصدق أنه سيكون أسرة و ستكون له زوجة تضمد ألامه و تكون عوضا عن سنوات الشقاء، واستمرت الخطبة ثلاث سنوات لم يذق خلالها طعم النوم وكان كل همه أن يوفق ما بين الإنفاق علي والدته واشقائه وتوفير نفقات الزواج حان حان الوقت وتم تحديد يوم الزفاف الذي اعتبره يوم مولده وفي حفل عرس بسيط جمع الاهل والاصدقاء كانت ليلة العمر و إنفض الجميع و تحول الحلم إلي كابوس عندما اغلق الباب علي العروسين ليكتشف العريس أن عروسه ليست بكرا فكاد قلبه يتوقف وانفطرت عيناه من البكاء كأنه ليس مقدرا له الفرح حتي ولو يوما واحدا وما بين آلام الماضي وحاضر أشد قسوة و مستقبل ضاع قبل أن يأتي إسودت الدنيا في عينيه وتوقف لسانه عن الكلام و أصبح بين خيارات أحلاها أشد مرارة من الصبار فهل يفضح نفسه ويقول للجميع في الصباح ان زوجته ليست عذراء وحلم العمر تحول إلي كابوس أو يكتم سره وكما تحمل ألام الماضي يكمل معاناته دون ان يعلم أحد شيئا يتحمل مرارة المستقبل وتذكر شقي عمره والذي جمعه بالكاد و لن يستطيع أن يجمع أموال للزواج مرة اخري أيام وليالي والنوم لم يعرف له طريقا حاولت خلالها الحية التي تتلون بلون الوسط الذي تعيش فيه أن تقنعه بل توسلت إليه أن يتستر عليها و الا يفضح أمرها و انها كانت ضحية يتوافد عليه أقاربه و أصدقاؤه للتهنئة والتبارك وهويتمني أن تنشق الأرض وتبتلعه حتي توقف عقله عن التفكير ولم تترك الحيه الفرصه حتي أقنعته بأنها ستعيش خادمة له وتحت قدميه واستمرت الحياه حاول ان يتناسي قدره إلا انه لم يتمكن فكان دائم الشك بها خاصة بعد أن رفضت أن تفصح له عمن فعل بها ذلك رغم محاولاته المتعدده سبع سنوات قضاها معها لم يتمكن خلالها أن ينسي وكلما حاول أن يتناسي يهاجمه الشك حتي كاد ان يجن فالنيران المتوهجة داخل صدره يمكن أن تحرق منطقة كرداسة التي يعيش فيها فتارة يصدقها بأن ما حدث كان خطأ وأخري يتملكه الشيطان بأنها علي علاقة بهذا الشخص خاصة مع رفضها الدائم للإفصاح عنه أنجب خلال تلك السنوات طفلين ومع تطور الشك في صدره أصبح يعتقد أنهما ليسا من صلبه قتله التفكير دون أن يصل إلي حل حتي أنه و نظرا لأنه يعمل طباخا قد يضطره عمله إلي المبيت خارج المنزل وبعد سبع سنوات كاملة من العذاب وما بين مشاجرات مع زوجته ومحاولات منها لتبديد شكوكه مرت تلك السنوات إلا انه قرر أن يتخلص من هذا الكابوس الذي ظل يلازمه ليل نهار سواء نائما أم مستيقظا فطلب من زوجته أن يخرجا ليتنزها في الخارج وتركا طفليهما لدي والدته وأثناء سيرهما بالطريق بعد أن غافلها وبمنطقة نائية أصر علي أن تبوح له بسر السنوات السبع ومن الذي فعل بها فعلته إلا أنها و كالعادة أبت أن تبوح بالسر فقرر التخلص منها و أخرج من بين طيات ملابسه سكينا و قام بذبحها كالشاه وعاد إلي منزل والدته ليجلس مع طفليه ويبكي أمامهما بعد أن أفقده الشك عقله وهو يتساءل هل هما من صلبه أم لا حتي أتت قوة بإشراف اللواء جرير مصطفي مدير المباحث الجنائية بالجيزة وقام المقدم عطية نجم الدين رئيس مباحث كرداسة بالقبض عليه وأمام اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة إعترف بتفاصيل الجريمة وانه غير نادم عليها وأمر اللواء كمال الدالي مدير أمن الجيزة بإحالته إلي النيابة التي تولت التحقيق.