الكلام عن إنجازات المرأة وأيضا عن حقوقها للأسف مازال مجرد كلام، فبعد كل ما حققته من إنجازات فى ثورتى 25يناير و30يونيو ووقفتها البطولية فى الاستفتاء على الدستور واعتراف المجتمع بأهمية هذه الأدوار وتأثيرها الإيجابى، إلا أنه فى أول تجربة بعد هذا الاستفتاء خزل هذا المجتمع المرأة ولم يمنحها أدنى قدر من المساندة.. فعندما قررت خوض الانتخابات الرئاسية وأعلنت اثنتان من بنات حواء دخول التجربة وهما المهندسة هدى الليثى ناصف والإعلامية بثينة كامل، أدار لهما الجميع ظهررهم فى تجاهل تجاوز كل التوقيعات، فالإعلامية بثينة كامل والتى كانت لها مواقف نضالية خاصة فى خلال فترة حكم الإخوان ودفعت ثمنا لا يستهان به عقابا لها على هذه المواقف لم تحصل سوى على خمس توكيلات فقط لخوض الانتخابات!! والغريب أن ذلك لم يلق أى اهتمام من المسئولين ولا المواطنين ولا حتى من الإعلام الذى لم يكف عن الكلام عن المرأة وأدوارها وإنجازاتها وحقوقها.. فلماذا هذا التجاهل أو بالأدق الجحود من المجتمع تجاه المرأة؟ وكيف يرى المهتمون بشئونها ذلك ؟ تقول السفيرة د.ميرفت التلاوى رئيس المجلس القومي للمرأة: أشعر بحالة من عدم الرضا, فهناك تجاهل من قبل الدولة لمطالب المرأة، حتي التشكيل الوزارى الجديد كان مخيبا للآمال، هذا بالإضافة إلي أنه لم تكن هناك أى استجابة لمقترحاتنا لضمان تمثيل عادل للمرأة فى البرلمان! وتضيف: إن التمييز ضد المرأة لايزال مستمراً فهناك تهميش فى الوزارة الجديدة حيث لم تعين سوى أربع وزيرات فقط بالرغم من وجود الكفاءات؟! فالمرأة فى مصر مجاهدة وشاركت فى كل القضايا العامة بإيجابية شديدة وكان لها دور كبير وفعال فى إقرار الدستور, وفى ثورتى 25 يناير و30 يونيو ولكن للأسف هناك من يريد عودتنا للخلف. وأشارت إلى أن الدستور أعطى حقوقا كثيرة للمرأة وكفل لها الحق فى التمثيل المناسب في المجالس النيابية والوظائف العامة دون تمييز ضدها ولكن كل ذلك لا ينفذ، فما الفائدة والمرأة المصرية قدمت كل ذلك وتتقدم للترشح للانتخابات الرئاسية؟ فنحن مازلنا محكومين بالثقافة المجتمعية المتعصبة ضد المرأة. ويبدى محمد عصمت السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية استغرابه الشديد لعدم وجود دعم لأى سيدة كمرشح رئاسى، رغم أنها كان لها دور مشرف وعظيم في ثورتى 25 يناير و30 ويونيو ولها الحق في أن تترشح للرئاسة، فقد أثبتت جدارتها فى الظهور على الساحة الانتخابية! وأضاف أن الرئاسة والحكومة هما السبب فى الحيرة التى ظهرت حول قانون انتخابات الرئاسة لذا كان من الطبيعى ألا تشهد الساحة الانتخابية مرشحين جدد سواء رجال أو نساء. وتري د.تهاني الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية سابقا أن للمرأة كفاءات بلا حدود وتستطيع أن تخوض تلك التجربة وتثبت وجودها أكثر من الرجال، ومن حق الشعب المصري إجراء انتخابات حرة يختار فيها من يراه صالحا لتولي شئون الدولة.. وتؤكد بقولها إنها كانت ستقدم علي خطوة الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية إذا لم يكن المشير عبد الفتاح السيسي مرشحا للمنصب. وأضافت: أن آلاف النساء المصريات لديهن القدرة علي قيادة البلاد, إلا أن اتخاذ القرار بعدم منافسته يعكس نضجا سياسيا ووطنيا وإلماما باحتياجات الوطن فى هذه المرحلة، وأنه فى ظل هذه الظروف الحالكة التي تمر بها مصر فإن المشير عبد الفتاح السيسي هو الأصلح لقيادة مصر, وعندما يعلن ترشحه فمن الطبيعي أن يتراجع الكثيرون عن الترشح.. وأكدت سكينة فؤاد مستشارة الرئيس لشئون الدولة أنها طالبت رئاسة الجمهورية بأن يكون لكل محافظ مستشار من النساء وأن تكون شريكا أساسيا في العمل، كما طالبت بتعيين المرأة كمحافظ، فبالرغم من أن هناك كفاءات نسائية لم يتم اختيار امرأة واحدة لمنصب المحافظ، وذلك لأن هناك محاولات تضليل للوعي المصري وثقافة عامة تصور أن المرأة لا تملك الصلاحيات بالرغم من أنها قائدة فى الحياة. وأضافت: من حق المرأة بعد كل ما بذلته في سبيل النهوض بهذا الوطن وبعد المشاركات السياسية الثورية وما تعرضت له من إقصاء في ظل حكم الإخوان أن تظهر علي الساحة باعتبارها صانعة الحياة المصرية.. ويعلق د.حمدي حافظ أستاذ الاجتماع بجامعة جنوب الوادي بقوله: إن عدم مساندة المرأة فى الترشح لمنصب رئيس الجمهورية يرجع إلي الظرف الاستثنائى الذى تعيشه البلاد مما جعل فكرة خوض المرأة لهذه الانتخابات أمرا غير وارد على الإطلاق، وأشار إلى أن المجتمع مازال غير مؤهل بطريقة كافية للسماح لتولى المرأة مثل هذه المناصب الرفيعة ولكن مع مرور الزمن وتحقيق المزيد من النضج والوعى والتقدم العلمي يمكن أن يتقبل المجتمع المرأة كرئيسة للجمهورية.