نجح فريق من الباحثين بقسم البيولوجيا الجزيئية بالمركز القومي للبحوث في تطوير الأمصال المضادة لسموم الثعابين المصرية, وتنتشر الثعابين السامة في أماكن عديدة في البيئة المصرية وتمثل لدغتها السامة مشكلة كبيرة, خاصة في المناطق النائية من مصر, لصعوبة إسعاف الضحايا, سواء بإعطاء المصل المضاد لسم الثعبان أو بتر الجزء المصاب في بعض الأحيان. وهناك عائلتان كبيرتان من الثعابين السامة في البيئة المصرية كما تقول الدكتورة عزة مصطفي عبد العاطي الباحثة بقسم البيولوجيا الجزيئية بالمركز القومي للبحوث- أولهما العائلة التي تضم الكوبرا المصرية والثعبان البخاخ والثعبان الأسود المصري, ولهذه العائلة أنياب قصيرة نوعا وغير متحركة, مما يجعلها أقل كفاءة في حقن السم داخل جسم الضحية, وقلما تظهر علي ضحايا هذا النوع من الثعابين آثار الأنياب, مما يجعل هناك صعوبة في التعرف علي نوع الثعبان اللادغ, هذا بجانب نوعية سم هذه العائلة, والتي تؤثر علي الأعصاب والعضلات بصورة تدريجية تبدأ بارتخاء عضلات جفون العين وتنتهي بشلل تام لأعضاء التنفس, مما يعجل بوفاة المصاب ما لم يتم إسعافه بسرعة, أما العائلة الثانية, فهي عائلة الحيات التي تضم الحية المقرنة والحية القرعاء والحية الغريبة السمراء والحمراء والحية الكاذبة, وتتميز هذه الحيات بتركيب ميكانيكي فريد يتيح لها تحريك الأنياب السامة في مختلف الاتجاهات, مما يمكنها من حقن السم في جسم الضحية بكفاءة, كما أن آثار الأنياب تظل واضحة, وتكمن خطورة لدغات الحيات في إحداث نزيف, يعد المسبب الرئيسي لموت الضحية, لاحتواء السم علي الإنزيمات المسببة للنزيف, فعند حدوث اللدغة من احدي الحيات تحدث آلام حادة وتورم شديد ونزيف خلال دقائق من اللدغة, مع تلف في الأنسجة المحيطة بمكان اللدغة, وفي حالة التسمم الشديد يلاحظ وجود نزيف داخل الأعضاء مثل المخ والقلب والرئتين والأمعاء والكليتين, والتفسير المبدئي لحدوث النزيف أن الأنزيمات المسببة للنزيف تعمل علي تحطيم جدران الخلايا المبطنة لجدران الأوعية الدموية, مسببة نزيفا حادا في أنسجة الجسم, بالإضافة إلي وسائل أخري مثل تنشيط العوامل الداخلية المسببة للنزيف أو تكسير الفيبروجين, وهي المادة المسئولة في الجسم عن وقف النزيف أو تثبيط نشاط مجلطات الدم داخل جسم الضحية. ويعد استخدام الأمصال العلاجية لسموم الثعابين هو الحل الأمثل لعلاج التأثيرات العديدة التي تسببها لدغات الثعابين, ويكمن الهدف الأساسي للبحث- كما توضح الدكتورة عزه عبد العاطي- في زيادة أمان وفاعلية استخدام الأمصال العلاجية لسموم الثعابين عن طريق استبعاد مكونات السموم غير الفعالة عند تحضير الأمصال, وذلك من خلال فصل وتنقية ودراسة خواص السموم المسببة للنزيف من السم الخام لبعض الحيات المصرية والتي لها مردود في زيادة فعالية الأمصال. وتوصي الدراسة باستخدام مكونات السموم النقية عند تحضير الأمصال للحصول علي مصل عالي الفاعلية وخفض المحتوي البروتيني للأمصال, بالإضافة إلي خفض التكلفة, كما توصي بتوفير سموم نقية, وهو ما يعد أساسا لتطبيق التكنولوجيا الحديثة للبيولوجيا الجزيئية والهندسة الوراثية, لتحضير أنتيجنات معملية بديلة للسموم وتحضير مصادر لأمصال ثابتة الخواص
