وسط انقسامات طائفية متزايدة واعمال عنف متصاعدة، يتوجه العراقيون إلى صناديق الاقتراع بعد غد للإدلاء بأصواتهم فى أول انتخابات تشريعية منذ الانسحاب الأمريكى قبل 3 أعوام، فى وقت بدء تصويت العراقيين فى الخارج فى 20 دولة عربية وأجنبية ، وفقا لنظام«الاقتراع المشروط» أى بدون بطاقة الناخب الالكترونية أو سجل ثابت للناخب فى محطة أو مركز الاقتراع. ويجرى العراقيون فى الخارج التصويت فى مراكز اقتراع فى 14 دولة من بينها مصر، الولاياتالمتحدة، بريطانيا، ألمانيا، تركيا، الإمارات العربية المتحدة، الأردن وإيران لكثرة عدد أعضاء الجالية العراقية فيها، فيما ستكون هناك محطات انتخابية فى 6 دول وهى فرنسا، أسبانيا، النمسا، النرويج، أيرلندا وفنلندا لقلة عدد أعضاء الجالية العراقية فيها. وفى ظل تصاعد اعمال العنف منذ اكثر من عام، قررت السلطات العراقية منح أفراد القوات المسلحة وقوى الأمن الداخلى حق التصويت اليوم حتى يتسنى لهم التفرغ لحماية الانتخابات الاربعاء، فيما منحت الموظفين الحكوميين عطلة بدأت أمس وتنتهى الخميس المقبل. ورغم ان الناخبين يشكون من النقص فى الكهرباء والبطالة والعنف اليومى الذى بات يحصد أرواح العراقيين أينما تواجدوا وبطريقة عشوائية، فإن الانتخابات تدور أساسا حول رئيس الوزراء وزعيم إئتلاف دولة القانون نورى المالكى نفسه واحتمال توليه رئاسة الحكومة لولاية ثالثة. ويتعرض المالكى الى انتقادات من قبل خصومه الشيعة الذين يحاولون اختراق القاعدة الجماهيرية . وبحسب محللين ودبلوماسيين، فإن المالكى يبقى رغم ذلك المرشح الأوفر حظا فى الانتخابات التشريعية الأولى منذ انسحاب القوات الاميركية. ومن غير المتوقع فوز أى كيان سياسى بالاغلبية المطلقة، ما قد يعنى أن التحالفات السياسية فى فترة ما بعد ظهور نتائج الانتخابات هى التى ستحدد هوية الحكومة العتيدة. ويواجه ائتلاف «دولة القانون» بزعامة المالكى منافسة من قبل إئتلافات شيعية اخرى فى وسط وجنوب العراق على رأسها الكتلة السياسية المقربة من الزعيم الشيعى مقتدى الصدر، والكتلة التى يقودها رئيس المجلس الإسلامى الأعلى عمار الحكيم. وعلى النقيض من الانتخابات السابقة، لا يبدو أن هناك كيانا سياسيا عابرا للطوائف يملك مفاتيح الفوز بمقاعد نيابية فى كل انحاء البلاد. وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد أعلنت أن عدد مراكز التصويت العام بلغت 8 آلاف مركز اقتراع بينها 97 مركزا و520 محطة لنازحى الأنبار، فيما أشارت إلى تخصيص 570 مركزا و2075 محطة للتصويت الخاص، مضيفة أن 2600 إعلامى محلى وأجنبى سيقومون بتغطية الانتخابات.