بعد انشغال العروسة وأهلها لعدة أشهر بشراء أثاث المنزل لتجهيز شقة الزوجية، وتجهيز مستلزمات الفرح من اختيار الفستان وموديله والحذاء وخلافه، والبحث عن قاعة الفرح المناسبة فى أحد الفنادق والانتهاء من كل ذلك لتبدأ أم العروسة فى التقاط أنفاسها، إلا وتفاجئها ابنتها بسؤال يقع عليها كالسهم لأنه هنا تعرف أن ابنتها كبرت وستصبح زوجة وأما بعد قليل ألا وهو... هل يجب أن أذهب إلى طبيب أو طبيبة أمراض النساء والتوليد قبل الزفاف؟ نحن لا نريد إنجاب أطفال فى السنوات الأولى من الزواج حتى نستمتع بحياتنا أولا ثم ننجب بعد ذلك!! هنا يتبادر إلى ذهن الأم ما تقرأه وتراه فى الصحف والفضائيات عن فحص ما قبل الزواج واستشارت. د. ريما الخفش استشارى الصحة الإنجابية بمؤسسة المرأة الجديدة قالت.. أولا يجب ألا ننسى أن وثيقة الزواج الحديثة يجب أن يقدم فيها العروسان شهادة طبية تفيد بأنهما خاليان من أى أمراض معدية وأنهما قادران على إنجاب أطفال غير معاقين وليس بهم أمراض وراثية فهو شرط من شروط إتمام الزواج، وللأسف الشديد هناك الكثير من المقبلين على الزواج يقومون باستخراج شهادات بدون الكشف الفعلى عليهم... بالإضافة إلى أن الفحص الطبى قبل الزواج.. قد يكون سببا فى نجاح العلاقة الزوجية ويمكن أن يؤدى إلى اتخاذ القرار الصعب بالانفصال.. فإن الفحص الطبى قبل الزواج أصبح أمرا مهما لتجنب حدوث مشاكل مستقبلية تؤثر على العلاقة الزوجية.. والحقيقة أن المجتمع مازال يرفض وبشدة تلك الحقيقة ويعتبر ذهاب البنت إلى طبيبة أمراض النساء عيبا والحديث عنه أمرا يكثر الجدل فيه بين البنات والأمهات، بل فى بعض الأحيان يعتبره العريس أمرا مهينا وتقليل من رجولته! وأكدت د.ريما أن هناك عدة فحوصات لابد أن يجريها كل من الرجل والفتاة المقبلين على الزواج للتأكد من استعداد الطرفين للزواج من ناحية القدرة الإنجابية والجنسية وخلوهما من الأمراض المعدية مثل التهاب الكبدى الوبائى أو الايدز. وكذلك سلامتهما من الأمراض المزمنة والوراثية مثل أمراض الدم الوراثية مثل فقر الدم، وأنيميا البحر المتوسط، والفول، وأمراض الجهاز العصبى كضمور العضلات باختلاف أنواعها وأمراض التمثيل الغذائى التى تنتج بسبب نقص أنزيمات معينة وأمراض الغدد الصماء خاصة أمراض الغدة الدرقية. وأضافت أن هناك كثير من الفتيات لديهن أسئلة كثيرة خاصة بصحة المرأة والحياة الجنسية بعد الزواج ولكنها بدون إجابات ولا يستطعن مناقشتها مع أمهاتهن، وهنا يجب عليها التوجه إلى طبيب أمراض النساء مع أهلها أو مع عريسها للتعرف على الإجابات الصحيحة لإسئلتها ولإجراء التحاليل اللازمة للاطمئنان على حياتهما بعد الزواج، وأوضحت أن هناك أمراضا تصيب النساء فى بداية الزواج وتسمى «أمراض شهر العسل» منها التهاب مجرى البول والالتهابات الفطرية التى يمكن تجنبها بل والوقاية منها بطريقة سهلة. وتنصح د.ريما حديثى الزواج بعدم الإنجاب مبكرا أو على الأقل خلال ال 6 شهور الأولى من الزواج حتى تتأكد من أن العلاقة الزوجية ناجحة، لأن هناك حالة فشل واحدة للزواج بين ثلاث زيجات ناجحة كل سنة، بالإضافة إلى أن مهمة الزواج نفسها هى مهمة صعبة وعبء ثقيل ومسئولية جديدة يتحملها حديثا الزواج معا ولم يتعرفا عليها من قبل، وبالإضافة إلى مسئولية الحمل والإنجاب فهى مهمة أصعب على المرأة حديثة الزواج، فيجب تأخير الإنجاب قليلا حتى يستطيعا أن يمروا بهذه المرحلة بسلام وحتى لا تكون مسئولية الزواج والإنجاب معا سببا فى فشل الحياة الزوجية.