وردت للصفحة الصحية أسئلة عديدة من بعض القراء المقبلين على الزواج يستفسرون عن أهمية فحوصات ما قبل الزواج ..يجيب عن هذا السؤال الدكتور رءوف رشدي اخصائى الصحة الإنجابية وسكرتير عام جمعية الثقافة الطبية المصرية فيقول .. إن الفحص الطبي قبل الزواج .. قضية شائكة لها أبعاد متباينة فقد تكون سببا في نجاح العلاقة الزوجية وتقويتها ويمكن أن تؤدى دورا مؤثرا في اتخاذ القرار الصعب بالانفصال والرحيل ومهما كانت النتائج إلا أن الحقيقة التي لا تقبل الجدال أن الفحص الطبي قبل الزواج أصبح أمرا مهما لتفادى حدوث مشاكل مستقبلية تؤثر بشدة على العلاقة الزوجية .. والحقيقة الأكثر تأكيدا أن المجتمع مازال يرفض وبشدة تلك الحقيقة ويعتبره عيبا ومجالا لا يجب الخوض فيه أو التلميح إليه , لأنه يحمل في داخله أهانه للطرف الآخر لا يمكن نسيانها أو تجاهلها . أن الحمل وإنجاب الأطفال قد يصاحبه أمور لم يطرأ على بال المقبلين على الزواج ولم يتخيلوا انه من الممكن أن يحدث لهم وبما أنه من الممكن التنبؤ بهذه الأمور طبيا ومن الممكن تجنب بعضها لزم عليهم التأكد منها عن طريق الفحص الطبي قبل الزواج . وقد سنت بعض الدول العربية أنظمة لتطبيقه إذا كانت السعودية والبحرين والإمارات تحث بشكل اختياري على القيام بهذه الفحوصات فان الأردن ومصر سنت نظام يجبر من يريد الزواج بالفحص الطبي قبل عقد القران وإلزام الزوجين باطلاع من يقوم بالتزويج على الشهادات الطبية التي تتضمن نتيجة الفحص الطبي واثبات أرقامها بوثيقة الزواج .
وهناك مجموعة من الفحوصات لابد أن يجريها كل من الرجل والأنثى المقبلين على الزواج للتأكد من استعداد الطرفين للزواج من ناحية القدرة الإنجابية والجنسية وخلوهما من الأمراض المعدية وكذلك سلامتهما من الأمراض المزمنة والوراثية المنتشرة في مصر مثل .. 1- أمراض الدم الوراثية مثال فقر الدم المنجلى وفقر دم البحر المتوسط وأنيميا الفول . 2- أمراض الجهاز العصبي كمرض ضمور العضلات الجذعى وأمراض ضمور العضلات باختلاف أنواعها وضمور المخ والمخيخ. 3- أمراض التمثيل الغذائي التي تنتج بسبب نقص أنزيمات معينة . 4- أمراض الغدد الصماء خاصة أمراض الغدة الكظرية. إذا تبين من الفحص وجود مرض ما , ففي أغلب الأحيان يمكن علاج هذا المرض خصوصا مع الكشف المبكر مما يعنى أن الإحجام عن إجراء هذا لفحص خوفا من اكتشاف مفاجئات غير سارة هو في غير محله ويعطل العلاج . كما أن اكتشاف مرض ما مما ينتج عن اقتران رجل معين بامرأة معينة وليس بغيرها من النساء , هذا المرض لا يمنع اقترانهما بالضرورة حيث أن هناك وسائل يتم بها فحص الأجنة الخاصة بهما وعزل الأجنة المريضة وزرع الأجنة السليمة في الرحم . فحص ما قبل الزواج فوائده :- * منع انتقال العدوى من طرف لأخر في حالة مثل الالتهاب الكبدي الوبائي أو الايدز . * منع انتقال الأمراض الوراثية غير الظاهرة للذرية مثل أنيميا البحر المتوسط * الاكتشاف المبكر والعلاج للأمراض التي تؤدى إلى العقم . * الاكتشاف المبكر والعلاج للأمراض التي تؤدى إلى الضعف الجنسي . * الاكتشاف المبكر والعلاج للأمراض التي تمس الصحة العامة . * منع الحرج والخلافات والانفصال المترتب على الاكتشاف المتأخر لهذه الأمراض . السلبيات :- 1- إيهام الناس أن إجراء الفحص سيقيهم من الأمراض الوراثية وهذا غير صحيح , لأن الفحص لا يبحث في الغالب سوى عن مرضين أو ثلاثة منتشرة في مجتمع معين . 2- إيهام الناس أن زواج الأقارب هو السبب المباشر لهذه الأمراض المنتشرة في مجتمعاتنا وهو غير صحيح 3- قد يحدث تسريب لنتائج الفحص ويتضرر أصحابها لا سيما المرأة فقد يعزف عنها الخطاب إذا علموا أن زوجها لم يتم بغض النظر عن نوع المرض وينشأ عن ذلك المشاكل . 4- يجعل هذا الفحص حياة بعض الناس قلقة مكتئبة ويائسة إذا ما تم إعلام الشخص بأنه سيصاب هو وذريته بمرض عضال لا شفاء له من الناحية الطبية. 5- التكلفة المادية التي يتعذر على البعض الالتزام بها وفى حال إلزام الحكومات يجعل الفحوص شرطا للزواج ستزداد المشاكل حدة وإخراج شهادات صحية من المستشفيات الحكومية وغيرها أمر في غاية السهولة فيصبح مجرد روتين يعطى مقابل مبلغ من المال.