الطريق صعب وشاق ونهايته ليست قريبة ، ورغم ذلك فالنضال لابد أن يتواصل حتى ترفع الدولة يدها تماما عن حرية التعبير ، حتى ولو كان الأخير مسفا ورديئا ومبتذلا. فلا أحد يملك صكوك الغفران ، ولا مبرر البتة لأي تدخل تحت أي مسمي ، فبعد ثورتين عظيمتين إنطلقتا من قيم إنسانية إستقرت عليها الشعوب المتحضرة، يجب أن تسقط الوصاية على البلاد والعباد إلى الأبد. وعلينا أن نتذكر ما قيل عن الحب قصة أخيرة من توصيفات مخجلة كان أصحابها مع الاسف مثقفين ، ولكن سرعان ما تواروا خجلا مع ثناء نقاد بارزين عليه وإعتباره واحدا من الأعمال الرفيعة المستوى . إن الميزة الأساسية لحلاوة روح، هى أنه أعادنا للجدل البيزنطي العقيم ، وكشف تهافتنا على أن نقف ضد حركة الزمن ، لا نستوعب ما حدث من تغييرات مذهلة خلال العقود القليلة الماضية. قد يكون الشريط محل الأزمة ضعيفا من الناحية الفنية، لكن هذا ليس سندا لوأده أو أن يعاد حذف لقطة أو اثنتين ، والذين يروجون لحتمية السلطة الأبوية من بعض الفنانين عليهم هم انفسهم ان يعودوا إلى الوراء قليلا ، وكم هي الاعمال الساذجة التي قدموها سواء للمسرح أو الشاشة الفضية ، صحيح ليس فيها الفاظ نابية، وإن كان هذا مشكوكا فيه ، ولكن ما حملته من أفكار سطحية وتافهة كان تأثيرها أخطر من البورنو جرافيك أو مدرسة المشاعبين والأمثلة كثيرة لا يتسع لها المجال. والمرء يتعجب لاستهجان الفنانة آثار الحكيم وترديدها مقولات عفا عليها الزمن مثل «هل ترضي على زوجتك أن تكشف صدرها؟» فيرد وائل الابراشي بكل إباء وشمم بالطبع لا أقبل، أذن وبالمنطق ذاته علينا تدمير عشرات الافلام وطمس تاريح فنانات كبيرات لمجرد ظهورهن بمايوهات أو بمشاهد جنسية لاغراض درامية بحتة. ولعلها دعوة مفتوحة لعائلة تحية كاريوكا ان تتبرأ منها لدورها اللعوب في شباب امرأة ، وكذا أبناء صلاح أبوسيف كونه أخرج حمام الملاطيلي ، وعلي ورثة سعاد حسنى أن يتنصلوا منها لفيلميها بئر الحرمان وزوجتى والكلب ، والسؤال لماذا نهرب من واقعنا .. نعم لحلاوة روح. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد