على بعد 800 كيلومتر من القاهرة تقع واحة سيوة الشهيرة بأشجار النخيل والزيتون وطراز منازلها المعمارى المميز بواجهاته الطينية المخلوطة بطبقة الكيرشيف الملحية وبأثارها الفرعونية الفريدة وهذه الواحة التى تقع فى وسط صحرائنا الغربية تبوح باسرارها وكنوزها رويدا رويدا. حيث تم مؤخرا اكتشاف كنز من نوع اخر كان ظاهرا للعيان منذ عشرات السنين ولم يلتفت اليه احد من اهالى سيوة حيث كانوا يظنون انه ابتلاء ويدعون الى ازالته من تلك الواحة الخضراء..انه الملح الناتج من تدفق المئات من الآبار السطحية شديدة الملوحة الى تنساب مياهها بدون ضوابط الى مناطق الزراعات ومنها الى بحيرات كبرى تعرف ببحيرات الصرف وهى المكان الذى يتم فيه صرف جميع المياه الزائدة عن حاجة الزراعة بالواحة وبفعل عمليات البخر تتحول المياه الى ملح من نوع نادر تتهافت الدول الاوربية لاستيراده... !كما تم مؤخرا الكشف بمنخفض القطارة عن احد كنوزه حيث تم العثورعلى مناجم للملح ايضا به وحسب الخبراء يتميز ملح سيوة ومنخفض القطارة بالتركيز العالى جدا بأعلى نسبة فى العالم وتتهافت عليه الدول الصناعية والأوروبية ليس فقط لقدرته العالية على إذابة الثلوج من الطرقات والمطارات وانما لانه يحتوى على ألف وأربعمائة عنصر يدخل فى صناعات عديدة منها الصابون والحرير الصناعى وتكرير الزيوت والغزل والنسيج والكلور والصودا الكاوية والزجاج ومعجون الأسنان والمنظفات الصناعية وعمليات التبريد ووقود الصواريخ والبارود والطوب الحراري. واكد خبراء ان كميات الملح المتوافرة بسيوة تقدر بعدة مليارات من الاطنان وهى ثروة مهدرة بسبب تنازع اكثر من وزارة عليها سواء الزراعة او الرى او البترول وأخيرا محافظة مطروح، وهذا النزاع تفاقم مع دخول الاهالى حيث تقدموا بعشرات الطلبات لاستغلال هذا الملح . وقد شهد العام الماضى قيام بعض أهالى مدينة سيوة بغلق أبواب مجلس المدينة مطالبين بنزع ملكية الأراضى التى تستخدم حاليا كمناجم لاستخراج الملح وتوزيعها على قبائل الواحة أو تسليمها للدولة لاستغلالها مع تخصيص جزء من أرباح استخراج الملح لجمعية سيوة الأهلية التى تم تأسيسها . حديثا لمتابعة الملح وإيقاف التراخيص لحين تنفيذ مطالبهم وذلك بسبب قيام عدد محدود من أثرياء سيوة بشراء الأراضى التى يوجد بها الملح من الأهالى الذين لا يعرفون قيمتها الاقتصادية بأسعار زهيدة وقاموا بتصديره الى أوروبا . وقد صدر قرار من محافظة مطروح بمنع استخراج الملح لحين وضع الضوابط الازمة لاستخراجه مع السماح بأصدار التصاريح اللازمة لاطنان الملح التى تم تشوينها بالفعل والتى تم حصرها بواسطة لجان تم تشكيلها لهذا الغرض.مع تقنين اوضاع اصحابها حيث اكد السكرتير العام للمحافظة انه يوجد 21 من المستغلين لمناجم الملح لديهم مخالفات وسيتم تسوية المديونيات الخاصة بهم وجدولتها بالاضافة الى 27 من المستغلين قاموا بعمل تشوينات جديدة للملح سيتم التصرف فيها بطريقة قانونيةحيث تقوم المحافظة بتحصيل مبلغ 16 جنيها عن كل طن ملح يتم استخراجه .وقد قامت محافظة مطروح بأرسال مذكرةالى رئيس مجلس الوزراء للسماح للمحافظة بالتعاقد مع راغبى استخراج الملح بسيوة ومنخفض القطارة لمدة 3 سنوات وبحد اقصى 15 عاما بمبلغ 8 جنيهات على كل طن مع رسم ايجار سنوى تم تحديده بمبلغ 70 ألف جنيه وتنتظر الرد بالموافقة حتى يتم السماح بإعادة استغلال الملح وتصديره من جديد