هل هذه هي أسوان التي نعرفها ... بالتأكيد ليست هذه هي المحافظة المسالمة الأمنة، التي لم تشهد مثل هذه الأحداث الدامية عبر تاريخها حتي بعد ضربتيي الفوضي ربوع البلاد عقب ثورة يناير وممارسات الجماعات الإرهابية كانت ليلة أمس الأول في مدينة أسوان ، واحدة من الليالي السوداء التي ستظل محفورة في ذاكرة الأسوانيين ، فالقتل والترويع والتمثيل بالجثث والحرائق ولغة السلاح تصدرت المشهد في مجزرة، هي بكل المقاييس لم تكن متوقعة ، فالنوبة الجميلة ،الطيبة ،المسالمة ،التي ضحت كثيرا وظلمت أكثر وأكثر ،هي عنوان التقاليد والعادات والكرم ،تعرضت لجرح انتفضت منه لتنتقم ، رافعة شعار إتق شر الحليم إذا غضب ، لتكون المحصلة هي مزيد من الدماء وصل إلي 23 قتيلا منهم 6 من أبناء قرية دابود التي تعتبر من أكبر قبائل النوبة الكنزية ، و17 قتيلا من قبيلة بني هلال ولايزال العدد يقبل المزيد بداية الخلاف كان من داخل مدرسة محمد صالح حرب الميكانيكية بمنطقة النفق شرق أسوان .. خلاف بين طالب نوبي دابودي وأخر هلالي ينتمي لقبيلة بني هلال ، بسبب ضياع «تابلت « الحكومة الذي سلمته للطلاب منذ شهور ، وبعد تبادل الإتهامات وتدخل أولاد الحلال ، امتد الخلاف إلي الشارع ليستدعي كل طرف قواته الخاصة وجاء اليوم التالي وأمام نفس المدرسة ، تحولت المنطقة إلي حالة من الفوضي والكر والفر ، زجاجات تلقي علي المارة وأحجار تنهال يمينا ويسارا علي الأهالي وطلبة وطالبات كلية التربية التي تلاصق المدرسة ، حتي وصلت قوات الأمن لتطلق القنابل المسيلة للدموع ويصاب 11 طالبا إلي هنا وكانت الأمور تسير في إتجاه الصلح ، حيث توجه فردان من قبيلة بني هلال إلي دار الضيافة الدابودية بمنطقة الشعبية التي يسكنها الطرفان مجتمعان في حي السيل الريفي الذي يمتد من السيل الجديد جنوبا وحتي خور عواضة شمالا ، وفي نفس الوقت كان طرف ثالث يترقب الموقف ويهمه إشعال نار الفتنة ، خاصة بعد مبايعة قيادات النوبة للمشير عبد الفتاح السيسي قبل أيام ، حيث فوجيء شباب القبيلتين بعبارات مسيئة مكتوبة علي جدران المنازل بطريقة واحدة وإسبراي من نوع ولون واحد ، من هذه الفتنة التي طالت الأعراض انطلقت الأعيرة النارية العشوائية من بني هلال صوب النوبيين فسقط منهم ثلاثة قتلي، سيدة خرجت إلي شارع 11 لتبحث عن إبنها ، وشاب لم يتعدي عمره ال22 عاما ، وطفل سنه 14 عاما ،بينما أصيب 32 أخرون بإصابات مختلفة مابين جروح بأسلحة بيضاء وأعيرة نارية وفور انتقال الأمن المعزز بتشكيلات الأمن المركزي ، هدأت الأوضاع ، ولكن كان الهدوء الذي يسبق العاصفة ، وعقب اجتماع اللواء حسن السوهاجي مساعد وزير الداخلية لأمن أسوان بقيادات دابود ، أملا في إقناعهم بدفن الجثث الثلاثة ، كان الطرف الثالث يعبث وينفث سمومه ، والدماء تغلب في عروق النوبة الطيبة التي هبت للدفاع عن كرامتها من كل القري ، وما أن فرغ المشيعون من مراسم الدفن ، حتي اشتعلت مناطق الشعبية وخور عواضة وزرزارة بمطلع حي الصداقة الجديدة ، وسمع دوي الرصاص في كل مكان ، وفقد الأمن سيطرته علي الموقف تماما وأثر الانسحاب قبل أن يسقط منه ضحايا ، هو في غني عنها الأن ومع نسمات الصباح انتشرت علي المواقع الإلكترونية وصفحات الفيس بوك صور لقتلي وذبحي في مشهد مؤلم لم تعتاده أسوان علي الإطلاق وعبثا حاول اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان تهدئة الأوضاع وفشل ، مما دفعه للاستغاثة بالفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع ، لإنقاذ أسوان من كارثة محققة ، خاصة وإن كل من الدابودية ومنذ التهجير الأول والثاني وبني هلال يسكنون في منطقة واحدة هي الشعبية وعزبة الحدود ، وبقاء الوضع علي ماهو عليه ينذر بالمزيد من دماء الضحايا ، وبالفعل دخل الجيش ليفصل فيما بينهما وسط مباركة شعبية لحين إشعار أخر والسؤال الذي يفرض نفسه ... هل وقعت هذه الأحداث بفعل فاعل ، وهل لمبايعة القيادات النوبية للسيسي دور في إشعالها .. وإلي متي سيظل هذاالسلاح في يد الشباب والمتهورين
الدابودية وبنى هلال فى سطور قبائل دابودى هي تمتد داخل قبائل الكنوز والفاديجكا وكانت قبل تهجير النوبة تقع فى اقصى الشمال وتتميز بالحفاظ على التقاليد والاعراق النوبية وسبق لاكثر من قيادى دابودى تمثيل النوبة فى مجلس الشعب ويعتبر الدابودية الموجودون فى مدينة اسوان وتحديدا فى منطقة الشعيبة وعزبة الحدود امتدادا لقرية دابود التى تقع شمال مدينة كوم امبو على الطريق الزراعى القاهرةاسوان واخرين بين قريتى دندان والرقبة غرب دراو وتحديدا بملجا الشيخ فضل. والخلافات التى تنفجر احيانا بين بنى هلال والدابودية فى اسوان لا تعدو خلافات الجيرة بسبب لعب الاطفال .
قبائل بنى هلال قبائل بنى هلال هى قبائل نزحت الى محافظة اسوان منذ فترة طويلة من محافظة الاقصر واستوطنت فى منطقة الطابية بمدينة اسوان قبل تحويلها الى اكبر مساجد المحافظة حيث تم نقلهم الى مناطق خور وعواضة وزرزارة والسيل الريسى ومنطقة الصحابى .