الارهاب الأسود يكون مثل الحرباء، ويلدغ في غفلة مثل الثعابين، وينشط في عتمة الليل مثل الخفافيش، وتتنوع خططه الاجرامية واساليبه الارهابية للنيل من البلد الذي شربوا من نيله وشبوا علي أرضه وليس لهم مأوي غيره. ولأنهم دائما يسلكون الدروب العتمة والطرقات الوعرة لتهب نسائم الأمان عليهم فقد هداهم تفكيرهم الشيطاني الي تأجير شقق ومحال تجارية وجراجات ومخازن لاستخدامها مخازن للاسلحة والذخائر لتزويد إخوانهم بها في المظاهرات لقتل الابرياء والنيل من القوات المكلفة بتوفير الأمن والأمان!! أصبحت الشقق المؤجرة قنابل موقوتة سهلة الانفجار في جميع محافظات مصر من اسوان للاسكندرية واستخدمها الارهابيون من ابناء ارض الكنانة، بالاضافة الي عدد من السوريين والفلسطينيين كمخازن لترسانات الأسلحة. ولم تقتصر علي الشقق في المدن السكنية الجديدة فقط بل كانت الأماكن الشعبية أمام بريق آلاف الجنيهات مقابل تأجير شقة لا تصلح حظيرة للدواجن والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا فعلت وزارة الداخلية لمواجهة هذا الخطر الداهم خاصة بعد ضبط كميات هائلة من الاسلحة داخل الشقق والمخازن. وهل اكتفت الوزارة العريقة باستدعاء اصحاب الشقق لسؤالهم ثم الثبات في نوم عميق حتي تقع كارثة أخري نتمني ان يخرج علينا المسئول الكبير بقرار يشرح نفوسنا!! في الآونة الأخيرة نجحت قوات الأمن في ضرب جزء من الارهاب وضبط كميات من المتفجرات كانت كفيلة بتفجير أحياء بأكملها وأطاحت بأرواح الآلاف من الابرياء ليلحقوا بأقرانهم الذين كانوا قربانا لالهة الارهاب والشر حتي يحيا الوطن واتخذ المجرمون من العديد من المناطق مسرحا لارتكاب جرائمهم وكان أبرزها ما حدث في عزبة عرب شركس بالقليوبية عندما استأجر 12 ارهابيا مخزنا للأخشاب داخل العزبة وحولوه الي ترسانات للاسلحة والذخائر في غفلة من صاحب المخزن الذي أغراه المال ونسي التحقق من شخصية المستأجرين وكانت النتيجة استشهاد ضابطين بالقوات المسلحة ومقتل 6 تكفيريين والقبض علي ستة اخرين وضبط 4000 كيلو جرام من المواد المتفجرة و50 قنبلة وأجولة معبأة بالمسامير وصواميل وكميات من البنادق الالية والخرطوش و5 آلاف طلقة وتعد هذه العملية الاكبر منذ اندلاع الارهاب في مصر. حيث كان ينوي الجناة حرق مصر وازهاق أرواح ابنائها الا ان القدر لم يمهلهم بسبب جهود رجال الأمن. ولم يكد المصريون يستيقظون من صدمة عزبة شركس حتي نجح رجال الأمن في إنقاذ مدينة أكتوبر بالجيزة من كارثة جديدة عندما نجحوا في ضبط نصف طن من المتفجرات وكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة داخل شقة بعقار استأجرها أعضاء بالتنظيمات الإرهابية لتجهيز المتفجرات قبل استهداف المصريين وقبلها نجحت أجهزة الأمن بالجيزة في مداهمة مصنع بالمنطقة الصناعية بأكتوبر عندما حضر أعضاء التنظيم الإرهابي من الشرقية لاستئجاره وجعله ستارا لتصنيع المتفجرات وفي أوسيم كانت شقة مؤجرة أيضا هي نقطة الانطلاق لمرتكبي مذبحة كنيسة الوراق التي قتل خلالها 6 أبرياء لم يكن لهم أي ذنب سوي أنهم توجهوا لحضور زفاف أقاربهم ولم يختلف الأمر كثيرا عن ذلك بمدينة الشيخ زايد باكتوبر والتي تم مداهمة شقة مؤجرة بها وإبطال مفعول كميات كبيرة من المتفجرات قبل أن تستخدم في إزهاق أرواح مئات الأبرياء، وفي الشرقية والمنوفية اتخذ سافكو الدماء من شقق مؤجرة ارتكازا لتنفيذ عملياتهم الإرهابية التي حصدت أرواح العشرات من رجال الشرطة والمواطنين الأبرياء بهما. ومن خلال رصد تلك التنظيمات الإرهابية تبين أن تلك العناصر اتخذت من مناطق علي أطراف القاهرة وعواصم المحافظات كأماكن للاختباء بمناطق شعبية وسط زحام البسطاء مستخدمين شققا مؤجرة حتي يصعبوا علي رجال الأمن مهمتهم وعدم الوصول إليهم ولذلك كان هناك تساؤل هل قامت أجهزة الأمن باتخاذ اجراءات لمواجهة تلك الظاهرة ووضع ضوابط لنظام تأجير الشقق حتي يتم إجهاض تلك العمليات الإرهابية، وضبط تلك العناصر وهل عمليات التمويه التي تتخذها تلك العناصر من خلال استئجار شقق أو مبان يمكن السيطرة عليها أم لا؟ وفي محاولة لبحث وجهة النظر الأمنية قرر اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الاسبق أن معركة مصر مع الارهاب ينبغي أن نعلم أنها ستستغرق وقتا طويلا خاصة أنهم سيصعدون من عملياتهم عقب إعلان المشير السيسي الترشح للرئاسة باستهداف منشآت حيوية وعددا من الشخصيات العامة، وعلي الرغم من أن أجهزة الأمن نجحت في مداهمة عدد من البؤر إلا أننا ينبغي أن نعلم أن الحرب ضد الإرهاب بمصر ستستغرق فترة طويلة، فقد ظل الإرهاب لثلاث سنوات في التسعينات إلا أن الوضع يختلف في المرحلة الحالية بعد أن وصل الإخوان للحكم بالإضافة إلي الدعم والتمويل الخارجي الذي جعل الإرهاب أكثر شراسة، وتشير الأوضاع الي مشاركة أجهزة مخابراتية في تلك العمليات. وأضاف نور الدين أن تلك العناصر تتخذ من عدد من المناطق الموجودة علي أطراف العاصمة سواء بالقليوبية أو بالجيزة بمناطق الحوامدية والبدرشين وأكتوبر والمدن الجديدة أماكن لاختفائها حتي يتمكنوا من التوجه لتنفيذ عمليات، والعودة إليها بسهولة وحتي لا تكون المسافات بعيدة فيسهل القبض عليهم، موضحا أنه ينبغي علي أجهزة الأمن أن تنشط مصادر معلوماته للإرشاد عن أي أشخاص مشتبه بهم، بالإضافة الي وضع رقابة علي تأجير الشقق والمزارع والورش، بالاضافة إلي وجود شق شعبي علي المواطنين عن طريق الإبلاغ عن أي أشخاص غرباء عن تلك المناطق خاصة أن أهلها يعرفون بعضهم البعض، مشيرا الي ان الاخوان تفكيرهم نمطي فهم يقومون بالاتفاق مع أحد أنصارهم بتلك المناطق علي تأجير المكان حتي لا يرتاب أحد في منفذي العمليات، ويتولي هذا الشخص إحضار الأطعمة ومتطلبات الارهابيين الذين لا يخرجون إلا لتنفيذ العمليات والعودة مرة أخري حتي لا يتم القبض عليهم.