إعتبر المستثمرون المشاركون فى ملتقى الإستثمار العاشر الذى نظمته المجموعة المالية هيرمس بدبى على مدى ثلاثة أيام خلال الشهر الجارى تحت رعاية مكتوم محمد بن راشد أل مكتوم نائب حاكم دبى أنه الاكبر من نوعه على الإطلاق على مستوى المنطقة والعالم حيث عرضت 96 شركة ومجموعة مالية من 14 دولة 25 شركة منها من مصر والباقى من المنطقة العربية ، فرص الإستثمار بها، لنحو 410 مستثمر عالمى يمثلون 220 مؤسسة إستثمار وصناديق إستثمار عالمية أصولها تجاوز ال7 ترليونات دولار، ووفقا لكريم عوض الرئيس التنفيذى بالمجوعة المالية أنه تم خلال أيام الملتقى الثلاث عقد 6500 إجتماع ولقاء بين المستثمرين والشركات المشاركة، وهو ما ستنتج عنه فرص إستثمار واعدة بمختلف أسواق المنطقة العربية وفى مقدمتها مصر. وقال أن هناك إهتمام بالحكومة الجديدة فى مصر وتوقع بحل المشاكل، وأن المستثمر لا ينظر للمشاكل السياسية العارضة فى الوقت الراهن ولكن ينظر للمشاكل الهيكلية مثل دعم الطاقة وعجز الموازنة والدين المحلى وسعر الصرف. وقال أن السوق متعطش لطروحات جديدة على مستوى القطاع الخاص، وهناك إهتمام كبير بالقطاع العقارى. والمستثمر لديه إهتمام بإتاحة الأراضى للإستثمار، وسرعة تحويل أمواله. ويتفق معه محمد عبيد رئيس قطاع السمسرة بالمجموعة والذى يرى أن هناك ما يقرب من 800 مليون دولار أموال للمستثمرين محبوسة و95% منها أموال قديمة، وحبس هذه الاموال يعطى إشارة سلبية عن مناخ الإستثمار فى مصر،وأضاف بأن المشاكل السياسية لا توقف الحياة فى مصر، والمستثمر ينظر للإقتصاد وليس للسياسة. ومن جانبه أكد وائل زيادة رئيس قطاع البحوث بالمجموعة أن زيادة معدلات التدوال فى أسواق مصر وأسواق المنطقة كانت محل إهتمام من المستثمرين حيث يرون أنها مؤشر طيب لعودة الإستثمار، ولكن يبحثون هل هى مؤقتة أم مستمرة. وحذر من أن الشركات المقيدة فى السوق المصرية لا تعكس الحجم الحقيقى للقطاعات التى تمثلها على سبيل المثال قطاع الألبان شركة واحدة مقيدة، وقطاع السيارات كذلك، فلابد من تنمية الوعى وتيسير قيد الشركات بالسوق لتحقيق العمق المطلوب والتنوع أمام المستثمرين. وأشار إلى طفرة فى حجم التداول اليومى فى مصر بسبب مساعدات الخليج من ناحية ، وتمويل عجز الموازنة من البنوك والبنك المركزى من ناحية أخرى. وقال أن زيادة السيولة تتطلب طروحات جديدة وهناك 20 شركة يمكن طرحها من القطاع الخاص قبل أن نفكر فى طروحات من القطاع العام . وطالب الحكومة بحماية متخذ القرار وتحرير أسعار الطاقة، وتطوير منظومة الدعم بالكامل وتيسير إجراءات التقاضى. وفى لقاء مع الشركات والبنوك المشاركة فى الملتقى البداية كانت مع فتحى السباعى رئيس بنك الإسكان والتعمير والذى شارك فى مؤتمر هذا العام بناءا على رغبة المستثمرين الذين رغبوا فى حضوره شخصيا للإستفسار عن مناخ الإستثمار فى السوق المصرية ومستقبل الإستثمار العقارى، وقال أنه لبى الدعوة للحضور لأنه من المهم الرد على إستفسارات المستثمرين خاصة حول أوضاع الإستثمار فى مصر فى هذه المرحلة، وأكد أن المستثمر العالمى مهتم بمقابلة المسئولين عن الشركات والبنوك وجها لوجه حتى يزداد إطمئنانا، ويحصل على إجابات مباشرة من كبار المسئولين فى هذه الشركات. ويرى أن الثقة فى مصر كبيرة ، ويعلم المستثمر وخاصة المؤسسى أن الضغوط على الإقتصاد لم يكن بسبب الأوضاع المالية أو الإقتصادية، كما يعرفون أن أداء الشركات مستقر ومربح ، كما يرون أن الوضع السياسى بدأ فى الإنفراج، ومن ثم نتوقع زيادة الإهتمام بالسوق المصرية حيث أن المستثمر يدخل لأى سوق بحثا عن العوائد. والإهتمام ببنك التعمير والإسكان أن سعر السهم جاذب ، ويوزع عائد طيب، والسهم يتضمن محفظة قوية من العقارات والثروة ، ومن ثم فقد لمست إهتماما بالحوار حول البنك ومستقبله ومشاريعه الجديدة. والمستثمرون يشعرون بالثقة فى الحكومة الجديدة وفى الإقتصاد المصرى بوجه عام حيث يرون تطور فى الوضع السياسى، وتنفيذ لاستحقاقات خريطة الطريق. وأطالب الحكومة فى الفترة المقبلة بالإسراع فى تنفيذ ماتبقى من إستحقاقات خريطة الطريق، والتأكيد على الإستقرار الأمنى ، وإحترام التعاقدات مع المستثمرين، ووضع قواعد تضمن للمستثمر حقوقه، وأتمنى أن تكون هناك حوافز للإستثمار، مثل حوافز ضريبية لمدة معينة، وإعفاءات ، وتسهيلات بطريقة شفافة فى موضوع الأراضى وغيرها. ويرى معتز الألفى رجل الأعمال المعروف ورئيس المجموعة المصرية الكويتية أن المؤتمر كان ناجحا للغاية ، وهناك إنطباع جيد من كل المستثمرين الذين إلتقى بهم عن مصر ، خاصة مع الأسعار الجاذبة للأسهم، والتوقعات الكبيرة بتحرك السوق. وأضاف بأن هناك حالة ترقب للأوضاع السياسية ، ويجب على الحكومة التأكيد على حرية السوق، وتسوية كافة القضايا مع المستثمرين، وإحترام الدولة لتعاقداتها، وتشغيل ألية دخول وخروج الإستثمارات الأجنبية كما كانت فى السابق. ويؤكد أن قرار زيادة الضريبة بنسبة 5% على الأغنياء أو على الدخل لا تخيف المستثمر، فيمكن رفعها للمستثمرين إلى 10%، ولكن ربطها بتوفير المياه والطاقة للمصانع حيث ننتج حاليا بنصف الطاقة، وهو ما يعنى خسائر كبيرة على المستثمر وعلى الدولة وعلى العاملين بالشركات. وأضاف بأنه لمس تفائلا من المستثمرين العرب والأجانب بالحكومة الجديدة. وفى لقاء بالبنوك الأجنبية المشاركة ومنها بنك لندن الشرق الأوسط والذى يعد أكبر بنك إسلامى بين ستة بنوك إسلامية فى لندن تحدثنا إلى هامفرى بيرسى الرئيس التنفيذى وريتشارك وليامز المسئول المالى ووليد خالد العمر المدير التنفيذى ورئيس علاقات المستثمرين حيث أوضحوا أهمية مشاركتهم فى المؤتمر حيث سبق لهم المشاركة فى مؤتمر المجموعة بلندن أكتوبر الماضى، وإشتراكهم فى مؤتمر دبى يرجع إلى قيدهم فى بورصة نازداك دبى العام الماضى، وأوضحوا الإهتمام الكبير الذى لمسوه من المستثمرين المشاركين فى الملتقى من حيث عدد اللقاءات والأسئلة فيما تنحصر مهمتهم فى البحث عن مستثمرين وشركاء فى ذات الوقت. وأوضح مسئولوا البنك إهتمامهم بالشريحة المتوسطة من الشركات والتى عادة يحجم عن إقراضها البنوك الكبيرة، وهذه الشريحة سريعة النمو، وأن البنك على الرغم من إهتمامه بالصكوك إلا أنه لم يصدرها بل يسوقها للغير ويستثمر بها لنفسه، مؤكدين تعامل البنك فى جميع المنتجات المصرفية شرط توافقها مع الشريعة الإسلامية. وأضافوا بأن البنك إستفاد من الأزمة المالية العالمية حيث أنه بنك حديث تأسس عام 2007، وقد غادرت البنوك العالمية الكبيرة بعد الأزمة سوق لندن مما ترك ساحة كبيرة للبنوك الجديدة للنمو والربحية والفرص الإستثمارية. ويعد البنك أكبر بنك إسلامى فى أوربا من حيث رأس المال المقدر بنحو 250 مليون جنيه إسترلينى وحجم الأصول يزيد على 1.2 مليار جنيه إسترلينى، وأكد مسئولوا البنك أنه بنك إسلامى لا يستهدف المسلمين فقط، وأغلب عملاءه من غير المسلمين، ويخططون فى المستقبل للإستثمار والعمل فى منطقة الخليج، ودخول السوق المصرية من خلال شركاء عرب يعرفون أكثر عن أسواق المنطقة، ويستهدفون تنمية الميزانية فى المستقبل لأكثر من مليارى جنيه إسترلينى وزيادة الدخل بنحو 20%. وفى لقاء بمجموعة المنتجعات السياحية كان اللقاء مع أبو بكر مخلوف المدير التجارى، ووائل أبو علم المدير المالى، ومحمد شوقى مدير علاقات المستثمرين حيث أوضحوا أن الملتقى العاشر الذى نظمته المجموعة المالية هو الأكبر على مستوى كافة مؤتمرات الإستثمار التى شاركت بها المجموعة مؤكدين على عدد اللقاءات الكبير الذى تخطى 25 لقاء بمستثمرين عالميين أبدوا إهتماما كبيرا بالإستثمار فى مصرخاصة فى قطاع السياحة. وأكدوا ان مشاريع المجموعة بمراحلها الثلاث تصل لنحو 46 مشروع فندقى ووحدات فندقية، وبعد أكتمال مشروع سهل حشيش سينطلقون إلى فرص إستثمار فى أسبانيا وقبرص والسنغال حيث توجد دراسات جارية بهذا الشآن. وقد تم إنفاق إستثمارات تقدر بنحو 1.1 مليار دولار حتى الأن، وكانت هناك ألغام فى الأرض تم تنظيفها بالتعاون مع القوات المسلحة. ويصل إجمالى العائد على المشروع مليار دولار للإقتصاد المصرى. ويصل إجمالى الإستثمارات 200 مليار جنيه تم إستنفاذ 5.1 مليار جنيه منها حتى الأن. وأكبر الشركاء يتمثلون فى شركات تأمين وبنوك عامة ووطنية ومنها القابضة للتأمين ينسبة 15%، ومصر للتأمين بنسبة 8%، ومصر لتأمينات احياة بنسبة 6.9%، وكاتو للإستثمار بنسبة 11.9%، والأهلى كابيتال بنسبة 8.9%، ورواد للسياحة بنسبة 8%، و40% متداولة فى البورصة، و7% إستثمارات خليجية . وأضافوا أن المستثمر العالمى ينتظر بشائر للإستقرار السياسى حيث أن الشركات المصرية قوية ولم تتأثر وربحيتها عالية حتى الأن. مؤكدين أن وزير السياحة يفعل كل ما بوسعه، وأن كثير من البلدان رفعت الحظر عن مواطنيها من السفر لمصر، وهو ما يؤكد نشاط مرتقب لقطاع السياحة أهم مورد من موارد الإقتصاد المصرى بالنقد الأجنبى. وفى لقاء ببنك بلوم إلتقينا بفادى أوسيران المدير التنفيذى ، وطلال بابا مساعد المدير العام ورئيس القطاع المالى بالبنك حيث أكد لنا فادى أوسيران أهمية المؤتمر الذى أجرو خلاله أكثر من 16 مقابلة مع 19 مستثمر من كبريات المؤسسات العالمية والذين أبدوا إهتماما بالبنك خاصة وأنه يستثمر فى أكثر من بلد عربى، ويتوسع داخل وخارج لبنان. وأكد أن فرع البنك بالقاهرة تحت قيادة محمد أوزالب يحقق أعلى نتائج بين بنوك المجموعة على الرغم من الظروف السياسية فى مصر وهو ما يشجع على المزيد من الإستثمار والنمو الذاتى فى مصر عبر فتح فروع جديدة، حيث تصل حصة البنك فى مصر نحو 6.5% من عوائد المجموعة، و70% من العوائد من لبنان. وأضاف بأن ملتقى هذا العام وهو العاشر لاحظنا كثافة الحضور ليكون أكبر مؤتمر إستثمارى على مستوى المنطقة حتى الأن. وأوضح أن أوضاع البنك مستقرة حتى بالرغم من ظروف لبنان والمنطقة، ونتائج العام الماضى كانت جيدة على مستوى المنافسين وعلى مستوى البنك نفسه. ويصل رأسمال البنك إلى 3.4 مليارات دولار، وتتشكل الملكية بين مؤسسات وأفراد، ونتوسع باستمرار عبر زيادة رأسمال البنك. وبلوم له إستثمار فى أوربا ودبى، وقطر، والسعودية، والأردن، ومصر، وسوريا، ومؤخرا فى العراق. إستراتيجية البنك التحول من مصرف لبنانى إلى مصرف إقليمى. وأعرب عن تفاؤله بالمستقبل فى مصر ولبنان خاصة مع حكومات جديدة فى كلا البلدين. وفى لقاء مع روبندير سين مدير علاقات المستثمرين بدانا جاز أكد أن هناك إهتمام كبير هذا العام بالإستثمار فى المنطقة العربية، وهذا الإهتمام بدأ منذ قرابة السبعة شهور بالمنطقة، وهناك إهتمام من مؤسسات الإستثمار بالمنطقة خاصة مع دخول دول مهمة بمؤشر الأسواق الناشئة، و"داناجاز" مسجلة فى بورصة أبوظبى، ونحن أيضا نصدر "صكوك" إستثمار مسجلة بالبورصة ومدتها خمس سنوات.، والمؤتمر فرصة كبيرة للترويج والتسويق لأدواتنا المالية. ونحن من أكبر المنتجين للغاز فى مصر، ونحن نسعى لتدعيم تواجدنا فى مصر، ولقد استثمرنا حتى الأن فى مصر بنحو 1.8 مليار دولار. ونحن فى حوار مع الحكومة المصرية لتصدير الغاز لمصر للإستهلاك فى السوق المحلية. فى لقاء مع محمد طه نائب رئيس بنك القاهرة أكد أن المؤتمر هذا العام يعد الاكبر من حيث عدد المشاركين من الشركات أو حجم الستثمرين فى اللقاءات المشتركة. وأضاف بأنه إلتقى بعدد كبير من المستثمرين الذين أبدوا إهتماما بالسوق المصرية، وخاصة فى القطاع المالى وقطاعات الأغذية والطاقة، وكانوا حريصين على الإستفسار عن الاوضاع فى مصر، وأداء الإقتصاد، ومناخ الإستثمار. والحكومة الجديدة كان لها وقع طيب لديهم ويأملون فى حل مشاكل المستثمرين العالقة وتحسين مناخ الإستثمار وعودة نشاط الإقتصاد. وبدورها أكدت فاطمة لطفى العضو المنتدب لبنك عودة أن حجم المؤتمر هذا العام هو الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة، وهناك تنوع فى محافظ المستثمرين ومعظمهم من المؤسسات، ولديهم إهتمام واضح بمصر ويتوقعون نهضة إقتصادية كبيرة عقب إنتهاء خارطة الطريق وعودة الإستقرار السياسى والأمنى، ويسألون عن القطاعات الأكثر أهمية للإستثمار فى المرحلة الحالية وخاصة مشروعات البنية الأساسية والطاقة والغذاء. وعلى هامش المؤتمر تم تكريم الشيخ مكتوم محمد بن راشد أل مكتوم لرعايته للمؤتمر وحضوره الشخصى للجلسة الإفتتاحية والتى شارك فيها كل من شريف سامى رئيس هيئة الرقابة المالية ونيفين الشافعى مساعد وزير الإستثمار ومنى ذو الفقار رئيس المجموعة المالية .