نفى الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، صحة ما ذكرته وسائل الإعلام العالمية حول توقيع اتفاقية بين الأزهر والفاتيكان لمكافحة العبودية، وقال شومان فى تصريحات خاصة ل«الأهرام» أن الدكتور محمود العزب، ممثل الأزهر فى المؤتمر الذى عقد بالفاتيكان لبحث التعاون بين اتباع الديانات فى مجال مكافحة العبودية لا يملك حق التوقيع على اى اتفاقيات باسم الأزهر الا بعد عرضها على شيخ الأزهر ومراجعة ما ورد بها من بنود. وكان الفاتيكان قد أعلن أمس، توقيع اتفاقية مع الأزهر وكنيسة انجلترا، أمس الأول، للمطالبة بإنهاء الرق الحديث خلال 20 عاما، وتطهير كل أنشطة الإمداد والاستثمار الخاصة بالمؤسسات الثلاث من العبودية والضغط على الحكومات والشركات لفعل الشيء نفسه. فيما بثت وكالة رويترز للأنباء تقريرا مطولا أشارت فيه إلى أن العزب وقع على الاتفاقية باسم الأزهر. وأضاف شومان أن ممثل الأزهر عبر عن وجهة نظرنا فى منهج الإسلام فى مكافحة العبودية بجميع أشكالها الحديثة. وأكد شومان أن موقف الأزهر لم يتغير بعدم توقيع اتفاقيات جديدة مع الفاتيكان، قبل مراجعة الأخير للاتفاقيات السابقة وتعديل بعض بنودها بما يتوافق مع رؤية الطرفين ازاء القضايا العالقة ، وهو ما أبلغه الأزهر لوفد الفاتيكان فى اثناء زيارته لمشيخة الأزهر أواخر العام الماضي، مشيرا الى أن الأزهر جمد العلاقات مع الكنيسة الكاثوليكية عام 2011 احتجاجا على إدانة البابا بنيديكت فى ذلك الوقت لما سماه هجمات على المسيحيين فى مصر والعراق ونيجيريا وقوله ان الاقليات الدينية بالدول الثلاث تحتاج لحماية دينية . وكان ممثل الأزهر الدكتور محمود العزب والكنيستان قد أصدروا بيانا مشتركا من روما عن إقامة «شبكة الحرية العالمية» لمكافحة الاستغلال البدنى والاقتصادى والاجتماعى والجنسى للرجال والنساء والأطفال، والذى جعل 30 مليون انسان فى العالم حبيسى العبودية وفقا لما ذكرته وسائل الاعلام العالمية. وقال الأسقف مارسيلو سانشيز سوروندو الذى وقع البيان عن الفاتيكان، إن البابا فرانسيس وصف الاتجار بالبشر والعبودية المعاصرة ابتداء من العمل الجنسى الإجبارى وانتهاء بالعمل بالسخرة فى الزراعة بأنه جريمة ضد الإنسانية، وان هذا المثال النادر من التعاون بين الكنيستين الكاثوليكية والأنجليكانية والأزهر يمكن أن يسهم فى إقامة علاقات أوثق بين الأديان. وقال الدكتور محمود عزب، إن خبرة السنوات الثلاث الماضية من العلاقات المتصدعة مع الفاتيكان تبين أن اللقاء لمجرد الحديث غير كاف.وأضاف أنه بعد انتخاب البابا فرانسيس قبل عام بمجرد أن رأينا علامات إيجابية استأنفنا الاتصالات فى وقت مناسب، كنا فقط نبحث عن جدول أعمال. وقال الدكتور شومان أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أكد فى وقت سابق أن منهج الإسلام واضح فى القضاء على العبودية ومقاومة كل أشكالها المباشرة وغير المباشرة، مشدداً على أن الإسلام يسبق المجتمعات المتحضرة فى احترام الإنسان أيا كان، ويدعو إلى عدم استغلاله واستضعافه، وينهى عن تكليف الضعفاء والعمال ما لا يطيقون، كما ينهى عن تسخير الأطفال والنساء فى العمل. وأدلى الطيب بتلك التصريحات خلال استقباله وفد المنظمة الدولية لمكافحة العبودية الحديثة، برئاسة رضا جعفر، نائب رئيس المنظمة، والذى زار مشيخة الأزهر فى شهر فبراير الماضي، لمطالبة الإمام الأكبر بإصدار بيان يوضح موقف الإسلام من قضية العبودية. كما أكد الطيب استعداد الأزهر للتعاون مع جميع المؤسسات الإنسانية المعنية بمكافحة الأوجه الحديثة للعبودية. وأوضح أن الإسلام يرقى فى احترام الحياة فيشمل مع الإنسان احترام حياة الحيوان والنبات كذلك. وأن الأزهر سوف يصدر بيانا بذلك يذاع على العالم كله، وأنه مستعد للإسهام فى أى جهود عالمية، مع مؤسسة مكافحة العبودية ومع كل المؤسسات الإنسانية التى تدعو لذلك، وتعمل من أجل تحرير البشر من كلّ أشكال العبودية والاستغلال والظلم أينما كان.