البومة فى الموروث الشعبى المصري نذير شؤم وخوف بينما تختلف رمزيتها في أوروبا تماما، منذ حملتها آلهة الحكمة أثينا على كتفها. وسبقت مصر القديمة أوروبا في الاحتفاء بالبومة. حيث كانت (تاووكت) تحظى بأهمية كبرى لدى الفراعنة، وكانت طائر رمسيس الثاني المفضل، إلي أن ضربته ذات يوم بجناحها على وجهه فكادت تفقأ عينه فغضب ونقم عليها، وربما تغيرت نظرة المصريين للبومة بعد هذه الحادثة،لكنها ظلت في الكتابة الهيروغليفية رمز حرف الميم، ما يشير إلي أن المصريين القدماء لم يعتبروها مصدر شؤم, وكان جنود اليونان يتخذون البومة رمزا للنصر، وفى الهند كانت رمزا للحكمة والمساندة والنبوة ولكنها تغيرت فى العصور الوسطى وأصبحت رمزا للموت. وكانت عند الرومان أيضا رمزا للموت ويحكى أن موت يوليوس قيصر تم التنبؤ به برؤية البومة. وتقول أسطورة رومانية أن السحرة تحولوا إلى بوم يمص دماء الأطفال. كما ترمز البومة للموت لدي الإنجليز ويؤمنون أن تعليق بومة ميتة وتثبيتها بمسامير على واجهة باب البيت يبعد الموت عن أهله. والبومة طائر ينام نهارا وينشط ليلا مُعتمدا على حاسة سمعه القوية، وعيناهِ الواسعتان تتمتعان برؤية حادة تساعده في اصطيادِ الفئران والأرانب وغيرها من الحيوانات الصغيرة. وريشه ناعم يتيح له طيرانا صامتا لاتحس به الفريسة. ومن أنواعه بوم الجحور، أو بوم المخازن الذى يعيش فى المبانى الخربة، والثلجى الذى يعيش فى القطب، وأشهر أنواعه في مصر « أم قويق « ولونها بني منقط، وبوم المصَّاصة ولونها ذهبي أبيض، و»البعفة» التى تستوطن الصحراء، ولها ريش فوق رأسها كالقرنين. ويقيم البوم عادة فوق أعالي الأشجار، والأماكن الخربة التي لا يرتادها الإنسان، ولا يراها الناس غالبا لكنهم يسمعون صوتها المخيف في الليالي المظلمة، وربما لهذا يعتبرونها نذير شؤم. وعادة مايحدث طائر البوم ضجيجه بعد التهام صيده وإحساسه بالشبع، ويصدر نعيبه بإلحاح، وبعض أنواعه لها صوت مميز، حتي اعتبره البعض طائرا ثرثارا، ويصف العامة السيدة الثرثارة ب»أم قويق» تشبها بالبومة. والبوم حلقة أساسية ومهمة في توازن الطبيعة، لأنه يقضي على الفئران ويمنع الأضرار التي تسببها لبعض المحاصيل الزراعية، ويساعد في منع الأوبئة، وربما لو علم الفلاحون حجم منفعته لهم لامتنعوا عن استخدام المبيدات شديدة السُمِّية، ولتغيرت نظرة المجتمع الريفي لهذا الطائر الذي يخلصهم من القوارض والزواحف، ولتحولوا من اعتباره نذير شؤم ليصبح فأل خير بأنظارهم.