فى ليلة مرعبة قضتها قرى فى الصعيد والمحافظات الحدودية ولاسيما الساكنة بطون الجبال ومخرات السيول.. راحت الأمطار والسيول تفتك بالبيوت والمزارع والطرق، ولم تنس ايضا ان تزيد من الآلام والدموع لتقتل سيدة وفتاة. المشهد كارثى بكل ما تحمل الكلمة من معنى والجهود رغم بذلها إلا انها لم تفلح كثيرا فى الحد من نسبة الخسائر، فقرى كاملة فى أسيوط هجرت بيوتها حتى الموتى فى مقابر ساحل سليم انهارت، وبينما كانت قرية الحبيرات تبكى إحدى السيدات التى لاقت حتفها كانت قرية القناصر تودع واحدة من فتياتها قتلتها السيول فى ذات الوقت.. وأما تلاميذ البحر الاحمر فالتزموا منازلهم وصارت مدارسها خاوية. إلا أن المفارقة اللافتة للانتباه هى نجاح السيول فيما فشلت فيه أجهزة المحليات، وقوات الامن فى إزالة التعديات على الاراضى الزراعية والمنازل المخالفة للبناء فراحت تهدمها ولتترك لنا حكايات ومشاهد لايمكن أن تنسي. وفى سوهاج: وبعد يوم شهد امطارا غزيرة وعواصف والبرق والرعد وانخفاض درجات الحرارة، وانقطاع المياه والكهرباء بالعديد من القرى لأكثر من 16 ساعة، قام اللواء محمود عتيق محافظ سوهاج يرافقه المهندس علاء ياسين السكرتير العام للمحافظة بجولة تفقدية لمخرات السيول بنزلة عمارة غرب طهطا، وتبين تضرر بعض المبانى القديمة المنشأة بالطوب اللبن. كما تسببت الامطار فى وفاة سيدة، وفتاة، أمس فى انهيار أجزاء من منزلين قديمين بقرية الجبيرات بمركز طهطا، والعتامنة بمركز طما جراء الأمطار الغزيرة. وكان مدير أمن سوهاج اللواء إبراهيم صابر قد تلقى بلاغا يفيد بانهيار أجزاء من منزلين قديمين بمركزى طهطا وطما جراء الهطول الغزير للأمطار على المحافظة. وانتقلت قوات من الشرطة والحماية المدنية إلى مكان البلاغين وتبين من المعاينة والتحريات انهيار منزل قديم مبنى بالطوب اللبن والطين بقرية الجبيرات بمركز طهطا أسفر عن مصرع سعاد محمد بدوى (45 عاما /ربة منزل) , بالإضافة لانهيار حائط من منزل قديم بقرية العتامنة بمركز طما ; أسفر عن مصرع فتاة تدعى هانم عبد الرازق (14 عاما)، وتم انتشال الجثتين ونقلهما إلى مستشفيى طهطا العام وطما المركزى وتحرر محضران بالواقعتين وتولت النيابة العامة التحقيق. كما أضيرت نحو 60 فدانا من الاراضى الزراعية بقرى نزلة عمارة وحاجر مشطا غرب طهطا ونجع موسى ونزلة سعيد بام دومة ونزلة الدويك بمركز طما، وتضررت عشرات المنازل بهذه القري، وأصبحت معرضة للانهيار خاصة، وانها مبنية بالطوب والطين. وفى البحر الاحمر كشفت الأمطار الغزيرة التى كانت قد تعرضت لها المحافظة خلال اليومين الأخيرين عن وجود عجز صارخ فى امكانات الجهاز الحكومى فى مواجهة مثل هذه الأحداث الطارئة حيث تبين نقص فى معدات شفط المياه والتخلص منها بالشوارع التى امتلأ معظمها عن آخره بالمياه فى ظل جهود ضعيفة قامت بها الاجهزة المختصة من خلال معدات قليلة لاتكفى لمثل هذه الظروف. ومن ناحية أخرى أكد أبو الحسن السنوسى وكيل مديرية التربية والتعليم بالبحر الاحمر أن الغالبية العظمى من المدارس التابعة لادارة الغردقة التعليمية قد تعطلت الدراسة بها أمس الاثنين بينما أستقرت فى معظم مدارس الادارات بالمدن الأخري. وأشار إلى أن من بين أسباب تعطل الدراسة بالغردقة تعرض مداخل المدارس، وأفنيتها ومبانيها لامطار غزيرة للغاية وتكوين برك من المياه مما جعل غالبية أولياء الأمور يحجبون أبنائهم عن الذهاب لتلك المدارس. وفى جنوبسيناء قررت سلطات محافظة جنوبسيناء إعادة فتح الطريق الدولى لجنوبسيناء بعد ازالة الرمال والحجارة من على طريق الكيلو 9 بأبوزنيمة وطور سيناء شرم الشيخ ودهب شرم الشيخ الذى تم تحويله لاستمرار أعمال إزالة الرمال والصخور التى تساقطت عليه جراء السيول التى اجتاحت جنوبسيناء أمس الاول ونويبع دهب وإعادة تسيير السيارات مع استمرار غلق طريقى وادى فيران ووتير لتهالكهما. وأعلن اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء أنه تم اعادة فتح كل الطرق التى أغلقت أمس نتيجة السيول موضحا أن كل الطرق تعمل بصورة طبيعية بعد إزالة مخلفات السيول من على الطرق، وأمر بتشكيل لجان وغرف عمليات فى كل مدينة من مدن المحافظة لحصر خسائر السيول والامطار التى تعرضت لها المحافظة أمس الاول، تمهيدا لتعويض المتضررين ورصد الخسائر وعمل خطة لتلافى تبعات هذه الازمة، حيث تعرضت جنوبسيناء أمس الاول لامطار رعدية وسيول عارمة أدت إلى وقوع حوادث وقطع للطرق فى عدة مناطق كما تسببت فى انهيارات أرضية على الطرق، وتم رصد خسائر السيول فى كل المدن حيث خلفت السيول وراءها حريقا فى مبنى سكنى بمدينة دهب نتيجة ماس كهربائي، وآتت النيران على طابقين ولم تخلف وراءها خسائر بشرية فى الارواح كما تسببت فى انهيار جزئى فى أربعة منازل شملت احدى الحوائط والاسقف الخشبية ومزارع فى طور سيناء، وشرم الشيخ وسانت كاترين بالاضافة إلى مصرع شخص صعقا بالكهرباء فى قرية شط القمر برأس سدر واصابة 6 فى نويبع بعد انقلاب سيارتهم. وفى الوادى الجديد أكد المهندس زكريا الزهدى وكيل وزارة الكهرباء بالوادى الجديد اكد ان القطاع انتهى تماما من رفع جميع الاعمدة، والابراج الكهربائية التى انهارت على مدار اليومين الماضيين بسبب الرياح الشديدة والامطار الغزيرة، والتى لحقت ب 5 أبراج فى تفريعة بمنطقة بولاق و 3 أبراج أخرى فى توصيله اخرى بنفس المنطقة وهى أبراج تخص 3 محولات منها اثنان لتشغيل الآبار الجوفية الزراعية والآخر للاثارة العامة، وحاليا الكهرباء تصل المزارع لدى زراعاتهم. وقال الزهرى أن انقطاع الكهرباء انتهى بعد رفع 40 عمود جهد منخفض بمنطقة الداخلة كانت قد انهارت مع الرياح الشديدة والامطار وتم توصيل التيار الكهربائى لها، مشيرا إلى أن القطاع يعمل خلال تلك الفترة على مدار الساعة تحسبا لاى معوقات تقابل شبكات الكهرباء مع موجة الطقس السيئ. ومن ناحية أخرى انتظمت الدراسة فى مدارس الوادى فى ادارات الخارجة وبلاط والفرافرة والداخلة وباريس. وفى أسيوط عاشت قرى محافظة أسيوط المتاخمة للجبال رعبا وهلعا كبيرا بعد انهيار وامتلاء مخرات السيول الموجودة بهذه يالقرى خصوصا قرى وادى الشيح والعتامنة والنواورة بالبدارى بالاضافة لقرى بمركز ساحل سليم مثل الخوالد التى انهارت اعداد من مقابر الموتى بها، كما أدت السيول لغرق عشرات الأفدنة وانهيار لبعض المنازل وقال أحمد كمال من عزبة وادى الشيح التابعة لقرية النواورة مركز البدارى إن السيول تسببت فى إغراق مزرعة وادى الشيح التابعة للقوات المسلحة وهو ما اضطر للهروب من القرية عقب خروج مياه السيول من المخر الذى من المفترض ان ينتهى بترعة القوات المسلحة، لكنها دخلت المنازل. وقال عقيل اسماعيل من ابناء البدارى ان 3 قرى بدائرة مركز البدارى شهدت تهجيرا جماعيا للأهالى بعد غرق عدد كبير من منازل القرى الثلاث والتى غمرتها المياه حيث اسفرت عن تصدع ما يقرب من 13 منزلا وغرق ما يقرب من 10 آلاف فدان . وقال مؤمن عبد الرازق من أهالى قرية العتمانية ان نحو 5 منازل سقطوا فى قرية العتمانية. من جانبه أكد اللواء إبراهيم حماد محافظ اسيوط انه سيتم صرف تعويضات مناسبة للاهالى المضارين جراء السيول التى سقطت على منازلهم واراضيهم وكان المحافظ قد انتقل وعدد من القيادات التنفيذية الى القرى التى اصيبت باضرار بسبب سوء الأحوال الجوية وسقوط السيوط للاطمئنان على الأهالى والتأكد من عدم وجود خسائر بشرية. وفى قنا وعند الكيلو 27 بطريق الصعيد البحر الاحمر واغرقت الامطار مئات الأفدنة من الزراعات غير المقننه , والخاصه بواضعى اليد بالمنطقه الجبلية والواقعه خارج زمام مدينة قنا فى الوقت الذى استبق فيه عبد الحميد الهجان محافظ قنا ومحمد عبد الفتاح ادم سكرتير عام مساعد المحافظة وعدد من المسئولين بالجهاز التنفيذى حركة السيل وقاموا بالانتقال السريع لمتابعة حركته بالمنطقة الجبلية بالطريق الصحراوى الشرقى الجديد الصعيد البحر الاحمر . وفى لفتة انسانية تحسب له أنقذ المحافظ أسرة بالكامل من الغرق ، بعدما حاصرتها المياه من جميع الاتجاهات بناحية الكيلو 25 واستغاثة رب الاسرة ويدعى بسام محمد على بالمحافظ حال تفقده مجرى السيل ليكلف المهندس كمال طربوش رئيس مدينة قنا بتوفير سيارة لتوصيل سبل اعاشة لهم داخل المسكن المتحصنين به من المياه وتوفير معدات لسحب المياه المحيطة بالمنزل. ومن المفارقات الغريبة هو ماحدث فى أسوان حيث حلت السيول محل قوات الأمن فى إزالة المبانى المخالفة التى بنيت على طريق مخرات السيول، حيث هدمت السيول التى سقطت على احد قرى مدينة أدفو 5 منازل مبنية من الطوب اللبن والتى بنيت على إحدى المخرات الطبيعية الواقعة بقرية المحاميد بادفو بالمخالفة . والجميع اعتبر السيول قامت بالعمل الذى كان من المفترض ان يقوم بة مجلس المدينة.