مصر كلها فى انتظار استئناف الدراسة..بعد أن أثار تأجيل موعد بدء الترم الثانى ارتباك الجميع.. أولياء الأمور خائفون على مستقبل أبنائهم.. والطلبة قلقون من الامتحانات وكيفية التعامل معها.. والإدارات التعليمية والمدارس توجه دوامة حذف المناهج فى إطار المدة المتبقية من العام الدراسي.. والمعلمون فى سباق لتلخيص المناهج. قرار التأجيل كان هدفه حماية أبنائنا من انفلونزا الخنازير هكذا قيل- لكنه أثار جدلا واسعا فى الشارع المصرى باعتباره التأجيل الثانى من نوعه وغير المسبوق. »تحقيقات الأهرام« تابعت القضية وكان هذا التحقيق.. فى البداية تؤكد صفاء أبو النجا أم لثلاثة تلاميذ، الاول بالصف الأول الاعدادي، والثانى بالصف الثالث الابتدائى والثالثة بمرحلة رياض الأطفال.. أن القرار لم يؤثر عليها كثيرا لأنها كانت قد قررت عدم إرسال أبنائها فى الأسبوع الأول من بداية الترم خوفا من انفلونزا الخنازير حتى تطمئن على سبل التأمين والاحتياطات التى اتخذتها المدارس لمنع العدوي، خاصة فى ظل الكثافة العالية للفصول وإلا فإنها سوف تبقى أبناءها فى المنزل وتكتفى باستلام كتب الترم الثانى واستذكار الدروس معهم. أما نهلة الرشيدى والتى لديها ابن فى الصف الثانى الثانوى واخر بالصف الثالث الإعدادى وآخرين فى المرحلة الابتدائية فقد استقبلت القرار بغضب شديد وأكدت أن التأجيل يعطل أبناءها عن الدراسة خاصة الذين عندهم امتحان شهادات. وتتسائل كيف يمكن للمدارس إنهاء المناهج فى ظل هذه الوقت الضيق .. واصفة ما يحدث بأنه »كروتة« سوف يدفع ثمنها الطلبة وأولياء الأمور. من ناحية أخرى أصاب الارتباك المعلمين وهيئات التدريس حيث إنهم سبق وقد قرروا تحديد المحذوف والمقرر وسط حالة من الضغط الشديد والآن هم مطالبون بمزيد من الحذف والاختصار بعد قرار تأجيل بداية الترم. حملنا كل هذه المشكلات الى احمد حلمى المتحدث الإعلامى لوزارة التربية والتعليم فقال إن تأجيل الفصل الدراسى الثانى كان قرارا من مجلس الوزراء وليس من وزارة التعليم، مؤكدا أن الوزارة اتخذت جميع الاستعدادات لبدء الترم الثانى فى الموعد المحدد، وتتم حاليا صيانة المبانى وحذف اجزاء من المناهج بما يتناسب مع الفترة المتبقية. وقد قام مستشار كل مادة بحذف الاجزاء غير المهمة من المناهج بحيث تدرس للطالب بشكل مبسط ودون ضغوط عليه فى كل المراحل الدراسية. وحول ما يتردد بشأن تأجيل امتحانات نهاية العام قال المستشار الاعلامى أنه لا تعديل فى مواعيد الامتحانات لأنه سيؤثر على العام الدراسى الجديد مشددا على ان الامتحانات فى موعدها. أما عن افتراضية الغاء الترم الثانى فيقول حلمى إنها مجرد افتراضات من البعض فقرار الغاء فصل دراسى بالكامل ليس قرارا سهلا الا اذا لا قدر الله استدعت الظروف ذلك. وشدد حلمى على أن حذف الاجزاء من المناهج سينطبق على كل المدارس سواء الحكومية أو الخاصة، فالكل يخضع لتعليمات وزارة التربية والتعليم، كما أن هناك أجهزة متابعة وتفتيش على كل المدارس وإبلاغ الوزارة فورا بأى تجاوزات. أما محمد عبد الهادى القطب مدير عام ادارة شرق مدينة نصر التعليمية فقال إن تأجيل الترم الثانى فى المرة الأولى استهدف حماية الطلاب بعد ثبوت حالات وفاة بالانفلونزا ثم بدات جميع المدارس فى الاستعداد لاستئناف الترم حتى صدر قرار التاجيل الثانى من مجلس الوزراء حرصا على سلامة أولادنا فنحن امام نوع من الانفلونزا شرس وخطير حتى إن الانفلونزا العادية تتحور الآن بشكل سريع ويصعب مواجهتها مهما اتخذنا التحصينات. وفيما يتعلق بقلق الطلاب واولياء الامور بشأن المناهج وضيق الوقت قال القطب : المناهج الدراسية مليئة بالحشو وهذا لا يخفى على أحد، ونحن سنقوم بحذف هذا الحشو بما لا يخل بالعملية التعليمية أو التأثير فيها.. أما المواد التى تحتاج الى الفهم مثل العلوم والرياضيات فسنقوم باعطاء ملخص لكل فصل حتى يستوعبه الطالب. وأشار إلى أنه كان هناك هدر فى شرح الدرس الواحد لدرجة أنه يستغرق شهرا، ومع تكثيف الوقت سنعطى للطالب خلاصة هذا الفصل بما يحقق له الفهم المطلوب حيث تقوم الآن مجموعات من الموجهين بتلخيص المناهج بما تناسب مع الوقت المتاح، كما أن الأسئلة فى نهاية العام لن تأتى إلا مما درسه الطالب فقط فلا داعى للقلق نهائيا، كما أننا سنعرض على المسئولين مقترح بتسليم الكتب للطلبة حتى يتسنى لهم مراجعتها ولكن بعد تحديد المحذوف منها. أما هدى فوزى فرج مدير مدرسة الشهيد »كريم يحيى هلال« التجريبية المتميزة للغات »المستقبل 16« فتؤكد أن المدارس حريصة على مصلحة الطالب فى المقام الأول صحيا واعطائه المناهج المقررة عليه فى الترم الثانى دون تقصير وعموما هناك توجيه من وزير التربية والتعليم مع بداية العام الدراسى بأن يأخذ الطالب ملخصا لما درسه فى العام السابق، وفى هذا الترم فسيتم حذف بعض الدروس دون الإخلال بالمنهج. واضافت ان المدرسة أنشأت برنامج »التايلو« لشرح مناهج العلوم والرياضيات على الشاشة بشكل مبسط وواضح لتحقيق أعلى معدل من الاستيعاب، كما أنشانا وحدة تدريب للمدرسين وايضا ورش تعليمية. وفى ظل ضيق الوقت خلال الترم الثانى وضعنا خطة لشرح الدرس فى حصة واحدة بدلا من عدة حصص على أن يقوم المعلم قبل نهاية كل حصة ب 10 دقائق بإجراء امتحان قصير على الدرس يقوم الطالب بحله فى المنزل ثم يراجعه المعلم فى اليوم التالى وأنا أطمئن اولياء لامور الى انه لا داعى للقلق فنحن جميعا نعمل لمصلحتهم.