خبا الأمل البازغ فى الأفق وشاع مناخ التشاؤم فى المجتمع.. فقد عاد رجال نظام مبارك يطلون برؤوسهم.. يحاولون الإمساك بزمام الأمور وتصدر المشهد السياسى وإعادة الروح الى جسدهم. ظنوا ان المصريين هدأت فى وجدانهم حدة آلام الماضى المبرحة وجراحه الغائرة امام وعثاء تجربة عام موحش فى كنف حكم جماعة الإخوان المسلمين.. ظنوا إمكانية حصولهم على صك الغفران والسماح لهم بالمشاركة فى الحياة. لن يغفر المصريون أبدا لرجال نظام مبارك، ولن يسمح باندماجهم فى نسيج المجتمع.. فقد كتب القدر لهم رحيلا أبديا كالموتي، والموتى لا يبعثون إلا يوم القيامة، قد تكون بينهم وجوه صفحة بيضاء.. لم يدنسها الفساد.. لكنهم كانوا أدواته ولديهم مسئولية تحتم عليهم الرحيل. هناك خطر يتهدد استقرار المجتمع وينذر بثورة ثالثة.. انتبهوا.. فرجال نظام مبارك يتوغلون فى مؤسسات الدولة ووسائل الإعلام الرسمى والخاص.. يغسلون سمعتهم ويبرئون ساحتهم. المشهد السياسى فى عمقه تموج تحولات جذرية تهدد بناء الوطن الذى أندلعت لأجله ثورتان.. تحولات تمهد المناخ لعودة رجال مبارك .. أرحلوا واتركوا وجوها جديدة تقود المرحلة.. فالرحيل سمة الوجود. الحديث عن عودة رجال مبارك تحت مظلة أخري.. لم يعد حديث الخيالات وإنما حديث الحقيقة البازغة.. وإغفالها يقود الى الهاوية.. هناك رموز منهم ارتدوا لباس الثوار للعودة بمنهج مختلف وفكر مغاير يلعب على اوتار كراهية الاخوان وحالة التخبط وانسداد الافق. يجرى استخدام وتوظيف أدوات كثيرة فى مؤسسات المجتمع المختلفة لإعادة تشكيل توجهات الرأى العام واستقطابه ومحو آثار الماضى وكتابة صفحة جديدة بلغة تواكب متطلبات المرحلة.. انتبهوا فالخطر يدق الأبواب بعنف. لمزيد من مقالات عبدالرءوف خليفة