حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«يهودية دولة إسرائيل» عقبة أمام الجهود الأمريكية
نشر في الأهرام اليومي يوم 24 - 02 - 2014

مع اقتراب موعد تقديم «اتفاق الإطار» للطرفين الفلسطينى والاسرائيلى، برزت قضية الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل التى يتردد أنها سترد فى الوثيقة الامريكية المزمع تقديمها للطرفين كإطار للتفاوض حول التسوية النهائيةوتنص على اعتراف إسرائيل بفلسطين دولة قومية للشعب الفلسطينى واعتراف فلسطين بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودى. وهو المطلب الذى قد يتسبب فى نسف الجهود الدبلوماسية المبذولة من جانب الإدارة الأمريكية حتى الآن كما يشير المراقبون، خاصة أن الفلسطينيين مصرون على أن هذا الاعتراف مطلب غير شرعى وليس له سابقة فى العالم، كما أن الرد الفلسطينى عليه كان دائما بالرفض من كل الفصائل والأطراف الفلسطينية، رغم الإصرار الاسرائيلى على طرحه فى كل تفاهمات جرت من قبل.
رفض فلسطينى حاسم رغم الإلحاح الإسرائيلى
خالد الأصمعى
الاعتراف الفلسطينى بإسرائيل بصفتها دولة قومية للشعب اليهودي، وصفه الفلسطينيون بأنه مطلب غير شرعى ومطلب ليس له سابقة فى العالم اجمع فلم تطلب امريكا الإعتراف بها كدولة مسيحية ولم تطلب اليونان الإعتراف بها كدولة أرثوذكية ولا اية دولة فى العالم تطالب احد بالاعتراف بدين الدولة, وعلق الرئيس عباس "فليسمى دولته ما يشاء ولكن لا يطالبنى بالاعتراف بدين دولته" . كان أول ظهور لمطلب يهودية الدولة فى سبتمبر 2009 خلال مفاوضات التقريب بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل التى كان يقودها المبعوث الأمريكى لمنطقة الشرق الأوسط جورج ميتشل.
ورغم ان الرد الفلسطينى على المطلب جاء حاسما بالرفض من كل الأطراف الفلسطينية فإن اسرائيل استخدمته فى كل تفاهمات جرت، وطرحته على كل مائدة حوار. ورغم ان إسرائيل لا حاجة لها بهذا الاعتراف لأنها تتصرف كدولة يهودية وعلى هذه الأرضية بنت منظومتها القانونية والسياسية, ونفذت نظريتها الإحتلالية التى تقوم على ثلاثية تتابعية احتلال الأرض واقتلاع السكان وإحلال المستوطنين, وهذا ما يطبق الان من احتلال للأرض وإقتلاع للسكان الفلسطينيين بالاغلاق والابعاد مثلما صار فى القدس وجرى فى عمليات التهويد وتغيير المعالم بطرق غير مسبوق من الاستيلاء على المنازل وطرد الأسر الى الشارع وادخال مستوطنين بقوة الشرطة والجيش ونشر الكنس والمدارس التلمودية، وعمليات حفر الانفاق تحت المسجد الاقصى والبلدة القديمة .
ولم يكتفِ نيتانياهو بصيغة اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل فى إطار الاعتراف المتبادل الذى جرى فى سبتمبر عام 1993 بعد التوقيع على اتفاق إعلان المبادئ فى أوسلو بل يريد ويعمل على، انتزاع اعتراف عربى وفلسطينى رسمى باسم منظمة التحرير الفلسطينية ، ينص على الإقرار بأن دولة إسرائيل هى دولة لليهود، وينطوى هذا المطلب اوالاعتراف المطلوب على المساس بحق الفلسطينيين الذين صمدوا على أرضهم فى المناطق التى احتلت عام 1948، وإهدار حق اللاجئين الفلسطينيين فى العودة وفقاً للقرار الدولى 194.. ويبدو من التشبث الإسرائيلى بهذا الطلب وضع العراقيل أمام المسار التفاوضي, لأنها تعلم ان الفلسطينيين لن يقبلوا بهذا الطرح, ولكن هناك اسبابا أخرى منها السعى لإضفاء الشرعية على السياسات العنصرية, ونيل الحق والشرعية والسند القانونى بل والاخلاقى للدعاوى التاريخية عن الحق اليهودى المزعوم فى هذه الأرض منذ 4 الاف عام.
تبادل الأرض والسكان
وتتكشف نوايا إسرائيل فيما نشرته الصحف العبرية عن دعوة افيجدور ليبرمان وزير الخاجية الاسرائيلى إلى بحث وضع عرب 1948 فى المفاوضات الحالية مع الفلسطينيين على أساس تبادل الأراضى والسكان وليس تبادل الأرض مقابل السلام فقط، ويدفع ليبرمان بطرح تبادل الاراضى التى يعيش عليها عرب اسرائيل مقابل اجزاء من الضفة الغربية وهو يريد بذلك التوصل الى اقصى فصل بين اليهود والفلسطينيين وجعل اسرائيل دولة متجانسة قوميا لان الكتلة العربية تشكل خطرا على امن بلاده . وقد طرح مشروعه من قبل على اساس مبادلة الفلسطينيين بأراضى شمال اسرائيل داخل الخط الاخضر فى الناصرة واللد وطبرية التى تحوى قرى وتجمعات عربية من الاراضى التى قامت عليها اسرائيل عام 1948 بأراض فى الضفة الغربية وبالطبع يقصد القدس الشرقية والخليل وبيت لحم.
تطهير عرقى
وقد وصفت حنان عشراوى، عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، المطلب الإسرائيلى بأنه دعوة للتطهير العرقى ويكشف عن نوايا إسرائيل تجاه مليون ونصف المليون فلسطينى، يمثلون ما يزيد على نحو 20% من اجمالى سكان اسرائيل من اصحاب الارض الذين تمسكوا بحقوقهم وبيوتهم اثناء النكبة وزرعوا اقدامهم فى الارض مثل اشجار الزيتون ورفضوا ان يتحولوا الى لاجئين يتعامل معهم الفكر اليمينى الاسرائيلى العنصرى على انهم ترانسفير مؤقت يجب ان يرحل عن جسد دولتهم التى يطالبون بيهوديتها، وأضافت عشراوى أن الجانب الفلسطينى يرفض أن يكون طرفاً فى القرار المتعلق بمصير آلاف الأشخاص الذين جاءوا إلى إسرائيل عبر موجات الهجرة من أبناء الديانة المسيحية، وليس من حق المفاوض الفلسطينى أن يقرر الوضع القانونى لأكثر من مليون ونصف مليون مواطن فلسطينى عربى داخل إسرائيل . وترى النائبة العربية حنين الزعبى عضوالكنيست الاسرائيلى ان تمسك إسرائيل بيهودية الدولة يكشف عن حالة ومشاعر الشعب الاسرائيلى والثقافة الاسرائيلية الشعبية والرسمية تجاه الكتل العربية التى تعيش بالداخل وتسعى لاحداث تطهير عرقى لما يزيد عن مليون ونصف فلسطينى عربى, وهذا ما تؤكده التوجهات العنصرية والممارسات اليومية على الساحة عن طريق التضييق ومصادرة الاراضى ووضع شروط على المواطنه, وقد رفض عرب الداخل الاسرائيلى دعاوى اليمين المتطرف جملة وتفصيلا ليس تمسكا بأسرائيل كوطن بل تمسك ببقائنا على ارضنا وطننا وتمسك بحقوقنا فى هذا الوطن وعلى هذه الارض . وفى الوقت الذى أعلن فيه الرئيس محمود عباس يوم الجمعة الماضى من باريس فشل واشنطن حتى الآن فى تحديد اتفاق إطار، بعد 4 أشهر من جولات جون كيرى وزير الخارجية الأمريكية، بما يدل على حقيقة أن الإسرائيليين يحتاجون الى مزيد من الوقت لترسيخ وتغيير الوقائع وتهويد الارض، مؤكدا أن الهوة فى كل الخلافات المطروحة مازالت واسعة بين الحقوق الفلسطينية المشروعة والمطامع الإسرائيلية غير العادلة وأبرزها المطلب غير المشروع بيهودية الدولة. من ناحيته أعلن الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، أن عملية المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق تسوية سياسية مع الجانب الفلسطينى تصب بشكل أساسى فى مصلحة تل أبيب التى تسعى إلى الاعتراف بها ك "دولة يهودية" كمطلب اساسى لا نقبل التفاوض عليه.
محاولة جذب ليهود العالم
وقد كشفت دراسة لمنظمة أوربية تعمل فى مجال حقوق الإنسان ونشرتها الصحافة الإسرائيلية والفلسطينية ان من الأهداف التى تتضمنها عملية تعميم فكرة يهودية إسرائيل، محاولة جذب مزيد من يهود العالم إلى إسرائيل، فالحركة الصهيونية وإسرائيل تعتبران اليهود فى جهات الأرض الأربع بمثابة المادة البشرية لتحقيق أهداف إسرائيل التوسعية من جهة، وركيزة لاستمرار المشروع الصهيونى برمته فى المنطقة العربية من جهة أخرى. وتسعى إسرائيل بالتعاون والتنسيق مع الوكالة اليهودية إلى تمويل حملات كبيرة ومنظمة فى المستقبل من أجل جذب نحو 200 ألف من الأرجنتين، وعدة آلاف من يهود الفلاشا فى إثيوبيا، فضلا عن محاولات حثيثة لاجتذاب نحو 80 ألفا من يهود الهند وجنوب إفريقيا، هذا فى وقت باتت فيه أبواب هجرة يهود أوروبا وأمريكا الشمالية فى حدودها الدنيا بسبب انعدام عوامل الطرد منها.

تساؤلات حول فرص نجاح كيرى فى الاتفاق النهائى
واشنطن توماس جورجيسيان:
مع اقتراب موعد تقديم «اتفاق الاطار» من جانب جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى للطرفين الاسرائيلى والفلسطينى تفجرت القضية التى قد تتسبب فى نسف الجهود الدبلوماسية المبذولة حتى الآن من جانب كيرى وفريقه الخاص بعملية السلام. وهى قضية الاعتراف ب «يهودية دولة اسرائيل» التى سيأتى ذكرها حسب ما قيل ضمن اتفاقية الحل النهائى للتسوية السلمية بين الجانبين. وحسب ما تردد دون تأكيد أو نفى من الجانب الأمريكى بما أن «اتفاق الاطار» بصياغته النهائية لم يطرح بعد رسميا فقد حرص كيرى على أن تضم هذه الوثيقة الأمريكية التى ستقدم للطرفين كاطار للتفاوض حول التسوية النهائية فى المرحلة المقبلة عبارة تشير الى أن الاتفاق يشكل ويتضمن "اعتراف اسرائيل بفلسطين كدولة قومية للشعب الفلسطينى واعتراف فلسطين باسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي". وجاء دان شابيرو سفير أمريكا لدى تل أبيب منذ أيام لكى يكون آخر من تطرق من المسئولين الأمريكيين للأمر الشائك المطروح اذ أشار فى حديث مع الاذاعة الاسرائيلية الى أن اتفاق الاطار يتضمن الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية!
وبما أن رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتانياهو سيكون فى واشنطن خلال الأسبوع القادم فمن المؤكد أن يثار هذا الأمر من جديد وبشكل أوسع خاصة أن نيتانياهو ( كما تردد) كان مصرا وملحا فى لقاءاته مع كيرى على امتداد الشهور الماضية على أن تكون «يهودية دولة اسرائيل» ضمن «اتفاق الاطار» وبصياغة واضحة حتى "يقطع الطريق أمام تفسيرات وتكهنات أخرى. وحسب ما قاله بعض المراقبين لملفات التفاوض الاسرائيلى الفلسطينى فان نيتانياهو وغيره من السياسيين الاسرائيليين يريدون بهذا الطرح الغاء أو شطب "ملف العودة أو عودة اللاجئين الفلسطينيين" الى الأبد ومن ثم عدم طرحه للتفاوض مستقبلا. وذكرت تقارير صحفية أن نيتانياهو طرح الأمر أيضا على رؤساء منظمات يهودية أمريكية التقوا به أخيرا فى اسرائيل قائلا لهم هذه هى الأرض اليهودية وهذه هى الدولة اليهودية". ومن المقرر أن يلتقى نيتالنياهو الرئيس الأمريكى بارك أوباما فى البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل (3 مارس) كما أنه خلال زيارته للولايات المتحدة سيلقى خطابا أمام المؤتمر السنوى ل «ايباك» أكبر جماعة نفوذ «لوبي» ممول لاسرائيل فى أمريكا. والعدد المقدر لحضور المؤتمر السنوى 14 ألفا. و«ايران» هى الهم الأكبر والخطر الأعظم فى نظر "ايباك" ولذلك اختلفت مع الادارة الأمريكية بشأن الصفقة الاخيرة مع ايران بخصوص برنامجها النووى وسعت لاقرارعقوبات جديدة ضد ايران من خلال الكونجرس. وبجانب ايران فان المفاوضات الجارية حاليا مع الفلسطينيين والمقترحات الأمريكية بشأن التسوية النهائية و«يهودية دولة اسرائيل» والترتيبات الأمنية والمستوطنات الاسرائيلية ستكون مطروحة للنقاش سواء فى لقاءات نيتانياهو مع مسئولى الادارة أو قيادات الكونجرس وأيضا فى جلسات المؤتمر السنوى ل «ايباك».
وبما أنه تم طرح قضية "يهودية دولة اسرائيل" وتبنت الادارة الأمريكية هذا الأمر فكان من الطبيعى أن يتساءل الصحفيون والمراقبون حول ما حدث فى الموقف الأمريكى من تحول وتغيير. فى الايجاز الصحفى اليومى للخارجية الأمريكية يوم 19 فبراير 2014 طرح سؤال على مارى هارف نائبة المتحدثة باسم الخارجية " هل يمكن أن توضح لى الموقف الأمريكى الرسمى وهل أمريكا تعترف حاليا باسرائيل كدولة يهودية؟ فجاء رد هارف: انها تعترف.. وأعتقد أن الرئيس قالها مرارا إننا نساند اسرائيل كدولة يهودية ثم ذكرت هارف ما قاله الرئيس الأمريكى فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 24 سبتمبر الماضى نصا وقد أوضحت أن الولايات المتحدة لن تتخلى أبدا عن التزامنا تجاه أمن اسرائيل ولا عن دعمنا لوجودها كدولة يهودية" واختتمت هارف ردها على السؤال المطروح قائلة وبالتالى قلناها مرارا وهذا هو موقفنا".
ولم يتردد بعض المراقبين فى التذكير بأن الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى خطاب «حالة الاتحاد» الذى ألقاه أمام الكونجرس يوم 28 يناير الماضى قال " الدبلوماسية الأمريكية تدعم الاسرائيليين والفلسطينيين بينما هم ينخرطون فى محادثات صعبة ولكنها ضرورية من أجل انهاء النزاع هناك، وتحقيق الكرامة ودولة مستقلة للفلسطينيين وسلام دائم وأمن لدولة اسرائيل دولة يهودية التى تعرف أن أمريكا ستكون دائما بجانبها وكانت الخارجية الأمريكية خلال الشهور الماضية ومع تكرار الزيارات المعلنة وغير المعلنة للمبعوث الخاص بعملية السلام مارتن انديك ولفريقها الدبلوماسى والأمنى لاسرائيل والضفة الغربية تعمدت وأصرت على القيام بما يوصف ب «الدبلوماسية الهادئة». وبالتالى عدم الادلاء بأى تصريحات عن مضمون اللقاءات ومسار المفاوضات وطبيعة الأفكار والمقترحات المطروحة على مائدة المفاوضات. كما لم تقم بالرد على أى سؤال أو استفسار يتم طرحه من جانب الصحفيين فى الخارجية واكتفت فقط بالتذكير بالخطوط العامة للمطلوب تحقيقه فى نهاية المطاف، كما حرصت على عدم الانجراف الى مصيدة النفى أو الاثبات أو التفسير أو التبرير لما كان يتردد ويتسرب من خلال الاعلام الاسرائيلى أو الاعلام الفلسطيني.
قضية "يهودية دولة اسرائيل" فتحت أبوابا جديدة أمام الصراع التفاوضى الدائر حاليا. وكان من الطبيعى أن يعترض الجانب الفلسطينى على هذا التوصيف المدرج فى «اتفاق الاطار» خاصة أن مصر والأردن قد وقعتا من قبل على اتفاقيات سلام مع اسرائيل بدون الاعتراف بيهوديتها. كما أن هذا الأمر بالذات لم يثر من قبل مع المفاوض الفلسطيني. وفى السياق ذاته فان الجانب الأمريكى كطرف ضامن ومساعد و"سمسار" و"وسيط نزيه" للتسوية السلمية لم يتطرق للأمر ذاته من قبل. كما أنه (أى الجانب الأمريكي) لم يتقبل من قبل ما كان يقول به ويردده نيتانياهو أو غيره بأن عدم حسم هذا الأمر يعد أكبر عائق أمام تحقيق اتفاق سلام. ولكن السؤال الذى يفرض نفسه: هل بحسم هذا الأمر بالشكل الذى يريده نيتانياهو سيكون الطريق ممهدا أمام كيرى لكى يسرع من جهوده الدبلوماسية المكثفة ويزيد من فرص تحقيق نتائج ملموسة أم العكس تماما؟ ثم ما هى فرص كيرى فى اقناع الطرف الفلسطينى بقبول هذه الصيغة والصياغة..ترى ما هى تفاصيل "اتفاق الاطار" الأخرى فيما يخص الدولة الفلسطينية وحدودها واقتصادها وترتيباتها الأمنية واتصالاتها وتفاعلها مع دول المنطقة والعالم؟ ثم أين غزة من هذه المعادلة الدبلوماسية و«الطبخة الأمريكية» (اذا جازالتعبير)؟ بعض الدوائر الأمريكية المعنية باسرائيل ودول الجوار طرحت فى الفترة الأخيرة كل هذه الأمور.. وفى انتظار الاجابات عنها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.