فى ظل التطور الذى يشهده الاعلام الخاص فى مصر والمنطقة العربية تبدو مشكلة صناعة الكوادر الإعلامية أهم تحديات القائمين على القنوات فيذهب العديد منهم الى الإستعانة بكوادر اتحاد الاذاعة والتليفزيون المصرى لما لهذه الكوادر من خبرة و كفاءة إلى جانب توفير الوقت والمال فى صناعة كوادر جديدة. وقد شهدت الشهور القليلة الماضية انتقال عشرات الكوادر خاصة المذيعين والمذيعات من قطاعات ماسبيرو المختلفة إلى قنوات خاصة مصرية وعربية وتركت تلك الكوادر فراغا على شاشة التليفزيون المصرى وألقت عبئا على قطاعاته فى تكوين كوادر بديلة فى ظل الظروف الراهنة. ويقول د.محمود علم الدين أستاذ الإعلام إن اتحاد الاذاعة والتليفزيون المصرى يعد هو المصدر الرئيسى للكوادر الاعلامية فى مصر بل والمنطقة العربية وهو الذى أمد قنوات عديدة بالكوادر الناجحة وهذا دور مهم له وأعتقد أن خروج الكوادر من شاشة ماسبيرو إلى الشاشات الخاصة المصرية والعربية يعطى الفرصة لوجوه جديدة ويدفع بدماء جديدة. وأشار إلى أن عملية الانتقال لايمكن الحد منها فلا يستطيع أحد أن يقوم بذلك إذ يمنح القانون العاملين فى اتحاد الاذاعة و التليفزيون الحق فى الحصول على الإجازة و هو ما يتطلب أن تكون قيادات ماسبيرو مستعدة دائما لإيجاد البديل وحول هذه القضية قالت صفاء حجازى رئيس قطاع الاخبار: إن أهم المشكلات التى يعانى منها القطاع الآن هى هجرة الكوادر الجيدة للعمل فى القنوات الخاصة المصرية والعربية وأضافت: إننا نتلقى بشكل شبه يومى طلبات عديدة من الكوادر ومنهم مذيعون للحصول على إجازات للانتقال للعمل فى تلك القنوات و ترك قطاع الأخبار مما يؤثر سلبيا على جودة المنتج و شكل الشاشة وأوضحت رئيسة القطاع أن الإغراءات المادية تدفع هؤلاء الزملاء إلى السعى وراء تلك الفرص وهو ما لا يستطيع اتحاد الاذاعة و التليفزيون مجاراته وتوفيره مؤكدة أنه لا يوجد فى القانون ما ينظم عمليات الانتقال تلك والتى يدفع ثمنها القطاع بعد أن تكبد عناء الانتقاء والتدريب واحتضان الزملاء حتى مرحلة النضج وأشارت إلى أن قوة المذيعين فى قطاع الأخبار بما فى ذلك راديو مصر تصل إلى 222 مذيعا ومذيعة يبلغ عدد الحاصلين على إجازات منهم ليعملوا بالخارج 90 إلى جانب نحو 10 طلبات أخرى موجوة الآن لتصل النسبة إلى ما يقرب من النصف بل تتجاوزها فى بعض القنوات مثل قناة النيل للاخبار التى تضم 50 مذيعا ومذيعة يبلغ عدد الحاصلين على إجازة 26 منهم أى أكثر من النصف و قالت: إن قطاعات اخرى بالتليفزيون تواجه المشكلة نفسها ونحاول التغلب عليها بعمل اختبارات للعاملين داخل القطاع لانتقاء عناصر يمكنها الظهور على الشاشة بشكل جيد وتعويض النقص إلا أن تلك العناصر الجديدة تكون غالبا أقل خبرة وكفاءة. ونوهت رئيسة قطاع الاخبار إلى ضرورة وجود آليات وضوابط تحد من الآثار السلبية لهذا التجريف الذى يحدث للكوادر العاملة دون المساس بحقوقها مع مراعاة مصلحة العمل فى ماسبيرو مؤكدة أن زيادة معدل هجرة الكوادر فى المستقبل يهدد بشكل مباشر شاشة التليفزيون المصرى بسبب صعوبة إيجاد البديل الجيد خاصة فى صفوف المذيعين والمذيعات.