بينما كانت لندن تتعرض لهجمات الصواريخ الألمانية فى الحرب العالمية الثانية خرج رئيس الوزراء البريطانى فى ذلك الوقت ونستون تشرشل ليقول لشعبه (لا أعدكم إلا بمزيد من الدم والدموع والألم.) هذه المقولة الشهيرة التى لا تصدر إلا عن رجل دولة بحجم تشرشل تقدم نموذجا لعلاقة السياسى بشعبه التى يجب أن تستند للصراحة والمكاشفة وتقديم الحقائق حتى يستوعب الشعب حقيقة ما يدور حوله ويصبح مشاركا فى تحمل المسئولية. ومصر حاليا تتعرض لهجمات شرسة تقودها جماعات إرهابية تساندها دول أجنبية تستهدف الجنود والمسئولين والسياح والمنشآت الأمنية بهدف زعزعة الاستقرار وإعاقة مسيرة التقدم وبناء الدولة. وليس من المتوقع أن تتنازل تلك الجماعات وكذلك من يساندها عن مخططاتهم بسهولة لأنها ترتبط بمصالح إستراتيجية ترى فى هدم الدولة المصرية هدفا لا يجب التخلى عنه وإلا انهارت سياساتهم فى المنطقة، وبالتالى فمن المنتظر أن تستمر أفعالهم الشريرة لفترة طويلة. وانطلاقا من ذلك أتمنى أن يبدأ المشير عبد الفتاح السيسى حملته الانتخابية الرئاسية بخطاب يشرح فيه أبعاد المخطط الذى تتعرض له مصر، ويوضح أننا لم نسع للدخول فى المواجهات الحالية وإنما فرضت علينا لأننا لا نملك إلا التصدى لمن يريد هدم الدولة مهما كان الثمن. وأتمنى أن يشير الخطاب إلى أن على المصريين الاستعداد لمزيد من التضحيات (دم ودموع وألم) خلال الفترة القادمة، لأن ذلك هو الثمن الذى لا مفر منه للحفاظ على استقلال البلاد والسبيل الوحيد لإنقاذ مصر من مخططات تحويلها إلى عراق آخر. يظن كثير من أبناء الشعب المصرى العظيم أن المعركة مع قوى الشر قاربت على الانتهاء، وأن انتخاب الرئيس والبرلمان يعنى عودة البلاد إلى سابق عهدها من الاستقرار وهذا غير حقيقي، والمصارحة هى أفضل السبل لضمان الدعم الشعبى مهما كانت الظروف. لمزيد من مقالات سامح عبد الله