التأمين الصحى يعد أكبر مظلة طبية فى مصر تخدم 43 مليون مواطن بما يوازى نصف سكان البلاد حاولنا الاقتراب من مشكلاتهم والتواصل معهم ليس للكمال وإنما لتحسين مستوى الخدمة والعمل على نقل رأى المنتفعين للمسئولين والعكس نقل مشكلات وحقائق الوضع لدى المسئولين وعرضها على الرأى العام. فى البداية يقول ابراهيم العفيفى إنه مريض بمجموعة من الأمراض المزمنة (سكر ضغط صدفية) ويتردد على عيادة الهرم لصرف علاج دورى لكنهم يشترطون عليه الدخول للكمبيوتر للحجز لكشف واحد فقط وتحديد مواعيد أخرى لباقى الأمراض مع العلم بأنه يكرر العلاج الشهرى فقط لكن هذا الإصرار من قبل إدارة العيادة يكلفه عناء الانتقال اليها عدة مرات والكشف كذلك والحجز بالكمبيوتر والتردد على الصيدلية مما يرهقه ويزيد الزحام دون داع ويتساءل لماذا لا يتم تكرار العلاج للأمراض الثلاثة فى يوم واحد ويقول إنه عندما كان يناشد الطبيب الاستشارى والإداريين لإيجاد حل يفاجأ برد عقيم (هذه هى التعليمات) . وتقول فاطمة بيومى مديرة سابقة بالتعليم إنها تتردد على التأمين الصحى تقريبا كل أسبوع لصرف العلاج وتشكو من أن الموظفين فى التأمين بعيادة الهرم يشغلون الأدوار الأرضى والأول والثانى بينما يضطر المرضى للصعود للأدوار العليا وتطالب بنقل مكاتب الموظفين للأدوار العليا والعيادات فى الطوابق الأولي. ويقول سيد (موظف) إنه يأتى للعيادة قبل موعد الطبيب بكثير ليجد عددا كبيرا من المرضى فى انتظار الاستشارى ولتنظيم الأمر يكتبون فيما بينهم قائمة بأسمائهم مرتبة حسب توقيت وصول كل منهم وبزيادة العدد تعدد القوائم وفى كل قائمة 11 اسما لأن الطبيب يوقع الكشف على عدد محدود منهم ليضطر المسجلون فى القائمة التالية إلى انتظار حضور الطبيب التالى والطامة الكبرى أن الطبيب قد يعتذر دون إخطار مسبق. ويقول منتفع آخر أن الأطباء ومنهم استشاريون يعملون بلا أدنى اهتمام بالمريض وبعضهم تحولوا لكتبة ينقلون ما فى الروشتة السابقة دون توقيع كشف أو حتى الإصغاء لشكاوى المريض قائلا ما الفائدة إذن من مشقة الانتقال والانتظار والطوابير، ويتدخل فى الحوار محمد رمضان بالتعليم قائلا: إنه لا يستطيع صعود السلم بسبب حالته الصحية لذا يضطر للوقوف كثيرا فى طابور المصعد الوحيد بالمبنى والبطيء جدا والذى يؤخره كثيرا فى الدور وإن تعطل تصبح المشكلة أكبر. ويشكو منتفع آخر من صعوبة اجراء التحاليل والأشعة التى تطول قائمة الانتظار فيها لنحو أسبوع وبعضها الآخر خارج المبنى وتحديدا فى منطقة المريوطية البعيدة وتتدخل فى الحوار سيدة يبدو عليها الاعياء تصف أدوية التأمين بعدم الفعالية وأنها عندما كانت تشترى علاجها من خارج التأمين تحسنت صحتها ثم تدهورت مع استخدام أدوية التأمين. وترتفع فجأة نبرة صوت أحد المواطنين قائلا إن الأدوية خاصة للأمراض المزمنة بها نقص وأحيانا يتكرر ترددى على التأمين لصرف الناقص منها مضيفا إنه يعانى من فتاء وله زميل يعانى من آلام الغضروف وأنهما وغيرهما يشكون من عدم صرف الأحزمة المناسبة فهو صرف حزاما لكنه ضاق عليه وإذا استخدمه لا يكاد يستطيع التنفس لذ طلب من الاستشارى تغييره لكنه رفض وتكررت الشكوى لدى عدد من المترددين على عيادة التأمين الصحى بالهرم من أن دورات المياه تحتاج لرعاية واهتمام أكثر وكذلك التنبيه على العاملين خاصة الممرضات بحسن معاملة المرضى كما طالب البعض بزيادة عدد الأسرة بالمستشفيات التابعة للتأمين لأنه كثيرا مايتم رفض حالات لعدم وجود أماكن أو حتى تأجيلها فى قائمة انتظار طويلة. ونحن من جانبنا عندما دخلنا على الموقع الالكترونى لهيئة التأمين الصحى وجدنا كثيرا من المعلومات متوقفة عند شهر 3/2009 دون تفسير واضح. احتياجات وامكانات حملنا هذه الهموم والشكاوى إلى الدكتور عبدالرحمن السقا رئيس هيئة التأمين الصحى للرد عليها وحلها أو بعضها فقال إن مظلة التأمين الصحى كبيرة جدا ورغم ذلك فإن الاحتياجات تفوق الإمكانات كما أننا نحرص على التعليم الطبى المستمر للعاملين من أطباء وتمريض فى الجامعات المختلفة ولضمان تدريب واستفادة العامل لدينا نحمله جزءا من تكلفة التدريب والهيئة بها 90 ألف موظف وطبيب وممرض وو... وبدراسة نوعية المترددين وجدنا أن 90% يترددون على العيادات و10% على المستشفيات لذلك كان قرار التوسع خاصا بالعيادات فقط أما مايفتتح الآن من مستشفيات فهو طبقا لخطة سابقة ولكن مواعيد الانتهاء والتسليم هى الآن وسعيا منا لحل مشكلة تكدس المرضى فى العيادات مددنا فترات العمل فى بعض الأوقات حتى الثامنة مساء.. لكننا وجدنا ضعف الإقبال فى هذا الوقت فألغينا الفترة المسائية توفيرا للنفقات كما أن 30% من الأطباء من داخل الهيئة وال70% الآخرين من الخارج بتعاقدات خارجية مع الجامعات والقوات المسلحة والصحة وغيرها ومع ذلك نواجه نقصا فى عددهم لتواضع المقابل المادى لهم خاصة للاستشاريين والاساتذة وتمنعنا الإمكانات من زيادته، لكن هذا لم يمنعنا من محاسبة الجميع سواء طبيب الهيئة أو المتعاقد فنجازى طبيب الهيئة المعتذر دون إخطار وننهى التعاقد مع أى طبيب من الخارج إذا تكرر اعتذاره دون إخطار مسبق وقد أعطيت تعليماتى بنشرة داخلية الآن بعدم صرف المرضى دون كشف خاصة الأمراض المزمنة لأن معظمهم يحتاج تكرار العلاج فقط. وحول تردد المرضى باكثر من مرض مزمن فقد ابتكرنا حديثا عيادات التكرار كما أننى وزعت قرارا منذ فترة بصرف علاج اكثر من مرض فى ذات اليوم وسوف أجدد هذا المنشور والتنبيه على مديرى العيادات بذلك. وأضاف اعترف بأن هيئة بها هذا العدد الكبير من العاملين والمنتفعين لابد من وجود بعض الخلل والتقصير لكننا نواجهه بحسم والدليل على ذلك أننى نقلت الكثير من مديرى العيادات والمستشفيات لتقاعسهم أو لدفع دماء جديدة لتنشيط عجلة العمل. وأضاف أنشأنا كذلك إدارة خدمة العملاء وهذه خارج العيادات والمستشفيات الموجودة بكل منها إدارة خدمة المرضى فقاطعته قائلا: إننى لم أر أيا من هؤلاء فعمم فورا نشرة بقيام هؤلاء بتعليق علامات مميزة وتحركهم وسط المرضى لحل مشكلاتهم. وعن نقص وعدم فعالية الأدوية قال إن عدم الفعالية غير حقيقى وغير علمى لأن الرقابة على الأدوية لايمكن أن تسمح بذلك وكل ماهناك أننا نطبع الاسم العلمى للدواء على العبوة وليس الاسماء التجارية من قبل شركات الدواء فى السوق. كما أكد أن نقص الدواء غير صحيح لأننا نملك مخازن مركزية ونتعامل مع صيدليات خارجية لصرف الأدوية لكن النقص الحقيقى فى بدائل الأدوية فالمريض أحيانا يصر على بديل بعينه ويرفض غيره ومن هنا تنشأ أزمة النقص وحول مستوى الخدمة قال لابد من وجود الجيد والسييء ونحن نحفز الجيد وهذا ليس كلامنا فقد زار محافظا بنى سويف والإسكندرية مستشفيى أبى قير وبنى سويف وقرر كل منهما صرف مكافأة من محافظته للعاملين لتميز وكفاءة الأداء. وحول وجود موظفين فى طوابق سفلى قال فسنسعى لنقلهم ما أمكن ذلك.