المتابع لرحلة أشرف عبدالباقى الفنية يكتشف أنها أشبه برحلة "الجوكر" بادواره المتعددة بين ألعاب "الكوتشينة" المختلفة، ففى 1987 قدمه المخرج هانى مطاوع في مسرحية "خشب الورد". وكانت تلك انطلاقته الأولى التى تلتها نجاحات في المسرح والسينما والدراما التليفزيونية، وحتى تقديم البرامج لمع فيه بسبب اختراقه لها بعين الدراما وبأفكار مبتكرة ومتنوعة وبأدائه التلقائى البسيط.. أما آخر مفاجآت أشرف عبدالباقى فهى فرقة "تياترو مصر" المسرحية التى يحاول بها استعادة دور المسرح الخاص في جذب الجمهور من جديد عبر تجربة لها وجاهتها الخاصة وتعتمد على تقديم مسرحيتين جديدتين كل أسبوعين بسعر ثابت، مع عرض مسرحية واحدة أسبوعيا على شاشة إحدى الفضائيات، بما يحقق عنصرى الجذب والانتشار في نفس الوقت.. حول تفاصيل التجربة المثيرة للجدل تدور السطور التالية في حوارنا معه : في البداية، لماذا عدت للمسرح الآن بعد غياب طويل ورغم هجرة الجمهور له؟ آخر مسرحية قدمتها كانت "لما بابا ينام" توقفت في 11 فبراير 2003 بوفاة علاء ولى الدين، ومنذ هذا اليوم ابتعدت مع كل جيلى تقريبا عن المسرح لعدة أسباب رغم انى ولدت في فرق الهواة وقدمت حوالى 80 مسرحية منها حوالى 18 مسرحية للمسرح التجارى، تأليفا وتمثيلا وإخراجا أيضا كانت سببا في شهرتى، وهى كلها تجارب جعلتنى اضع يدى على بعض مشاكل المسرح التى اذا تغلبنا عليها يمكننا إعادة الجمهور إليه مرة اخرى، منها: زمن عرض المسرحية الذى كان يصل إلى 4 ساعات فيسبب الملل للجمهور، سعر تذكرة المسرح التى كانت تصل أحيانا إلى 300 جنيه، توقيت العرض الذى كان يبدأ 11 مساء وينتهى في الفجر تقريبا، وهذا بعض ما أبعد الجمهور عن المسرح خاصة أمام ظروف الحياة الصعبة. وهل تفادت تجربة "تياترو مصر" هذه المشكلات؟ بالطبع، فالتجربة تعتمد على تقديم مسرحيتين كل ليلة، زمن كل منهما ساعة واحدة فقط، وذلك بقيمة خمسين جنيها فقط ، كما أن العروض تبدأ في الثامنة مساء وتنتهى في العاشرة وهو ما يشجع كثيرا من الشباب والأسر للإقبال على مشاهدة العروض، كيف تبلورت الفكرة في ذهنك وما هى أبعادها؟ لمعت الفكرة فى ذهنى منذ حوالى خمس سنوات، وبدأت إعدادها وعرضها على شركة إنتاج ومن خلال جلسات ومناقشات عديدة تم التوصل إلى صيغة تؤدى إلى جذب الجمهور من خلال الذهاب إليه في بيته عبر شاشة التليفزيون، بحيث يتم تقديم عرضين مختلفين كل أسبوعين، وتعرض شاشة التليفزيون الراعى للتجربة عرضا كل اسبوع، بحيث يقبل الجمهور على المسرح بعد ان يشاهد المنتج تليفزيونيا، وهى خطوة جديدة تنفذ لأول مرة. شاهدتُ عرضى "حماصة" و"الزوجة الثانية" ولاحظت انهما تقومان على الإعداد المسرحى عن أفلام سينمائية، فهل يمكن وصف ذلك بالمسرحيات "سريعة التجهيز"؟ هناك عروض إعداد عن أفلام وأخرى إعداد مستقل، فمثلا في عرض "حماصة" لم نستخدم سوى اغنية "حتشبسوت" من فيلم "أجازة نص السنة" ولكن بهدف درامى هو تحقيق نقلة من الزمن الحاضر إلى زمن الفراعنة لمناقشة تأثير ما يحدث الآن على مستقبل الشباب بشكل غير مباشر، حتى العروض المُعدة عن افلام فلابد من ملاءمتها للواقع اليومى الذى نعيشه، بشكل كوميدى مثل عرض "سلامة" المأخوذ عن فيلم "وا إسلاماه"، والميزة في هذه التجربة أننا نقوم بتصوير المسرحية كل ليلة لمشاهدتها ومراجعتها قبل بدء عرض الليلة التالية، لتلافى أخطائنا سواء في الأداء أو في بطء الإيقاع، وتوقيتات إلقاء الإفيهات، فنحن نعتبر أنفسنا طوال الوقت في بروفات عملية يشاهدها الجمهور ألاحظ أنك تتحدث دائما بصيغة الجمع، فهل هذا يعنى انك لا تعتمد فقط على نجوميتك في نجاح التجربة؟ التجربة هى في الأساس تكوين لفرقة مسرحية باسم "تياترو مصر" عمادها هم الشباب، وقد بدأناها بورشة كتابة نقترح جميعا الفكرة ثم قمت أنا بكتابة بعض النصوص فقط ،ومن بين الشباب محمد الصغير مخرج أغلب عروضنا حتى الآن وهو مخرج عرض "شيزلونج" الذى لمع به بعد الثورة على مسرح الدولة، بالإضافة لممثلين شاهدت بعضهم في عروض جامعية وبعضهم عمل معى في مواسم "راجل وست ستات" وبعضهم ظهر في مركز الإبداع على يد المخرج خالد جلال، مثل محمد اسامة وعلى ربيع ووائل السيد وسارة درزاوى ودينا محسن وغيرهم، والحقيقة ان تلك التجربة تمنحهم فرصة للظهور وأجورا محترمة رغم قلتها، في حين يمنحون هم للتجربة أهم ميزة وهى تمتعهم بروح الهواة التى أراها سر نجاح التجربة ...... ...