منذ أن إندلعت ثورة يناير 2011 والحديث لا ينقطع عن سرقة الآثار .. ونهبها وإهمال المتاحف الأثرية وعدم تأمينها .. وعندما وقعت الانفجارات الأخيرة وطالت المتحف الإسلامي والذي خسر العديد من آثاره ومقتنياته النادرة كذلك عندما قامت مجموعة من اللصوص بسرقة مقتنيات متحف ملوي ونهب قطع أثرية غاية في القيمة والندرة ولا تقدر بمال .. تدافعت الاسئلة وعلامات الاستفهام لماذا نحن المصريين ورغم أن الله أنعم علينا بالآثار والكنوز أننا نجيد إهدارها وإتلافها وضياعها .. فلا تأمين للمتاحف، ولا حماية للآثار . وصار كل شئ من تاريخنا مهددا بالضياع بين براثن الأهمال والتعامل والسرقة .. وفي هذا الملف سنجد الحقيقة كاملة وكيف أصبحت مصر الاثار في طي النسيان والاهمال والتدمير.. فلتقرأ وتتأمل وإذا كان لديك معلومات جديدة تفيد لنحمي ما تبقي منها فلا تحرمنا .. تلك هي معركتنا .. حماية تاريخنا وحاضرنا رغم أن جنوبسيناء تضم العديد من الأماكن الأثرية والقطع نادرة الوجود علي مستوي العالم إلا أنها تفتقر لوجود متحف لعرض آثار وتاريخ سيناء لكن يقام حالياً متحف عام في شرم الشيخ ومتوقف إنشاؤه بسبب ضعف التمويل وتضم المحافظة مخزنا وحيدا يقع بمنطقة تل الكيلاني في طور سيناء ويضم عددا من القطع الأثرية النادرة التي اكتشفتها بعثة آثار مركز دراسات الشرق الأوسط باليابان منذ عام 1984 ولم تتعرض الآثار للسرقة والتهريب حسب إحصائية مديرية أمن جنوبسيناء ومباحث وشرطة الآثار رغم ضعف الحراسات عليها حيث يوجد خفير واحد غير مسلح لتأمينها في حين تم ضبط قطع عديدة كان ينوي المهربون الخروج بها إلي خارج البلاد عبر ميناء نويبع البحري. في البداية أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء بوزارة الآثار أن الآثار التي اكتشفتها بعثة آثار مركز دراسات الشرق الأوسط باليابان منذ عام 1984 تحت إشراف منطقة جنوبسيناء للآثار الإسلامية والقبطية في مناطق تل الكيلاني ورأس راية ودير الوادي بطور سيناء تمثل مرحلة تاريخية هامة منذ القرن الأول الهجري وحتي نهاية أسرة محمد علي ويضم 33 تحفة أثرية جميعها مستخرجة من تل الكيلاني الميناء المملوكي المكتشف علي خليج السويس تشمل مباخر من الفخار من العصر المملوكي القرنين الثامن والتاسع الهجري وخمس قوارير من الزجاج لحفظ العطور أو السوائل الطبية ودينارا ضرب في عهد الظاهر جقمق 842 857ه وجنيها إنجليزيا من عهد إدوارد السابع 1328ه ومجموعة من الشبك العثماني ( الغليون أو البايب) وقطعا من الفخار المطلي من إيطاليا وأسبانيا وقبرص وتحف أثرية مستخرجة من تل رأس راية وهو الحصن الإسلامي المشرف علي خليج السويس (10كم جنوب مدينة طور سيناء) منها مسارج فخارية (المسرجة وسيلة الإضاءة قديماً) عصر إسلامي مبكر بتأثير بيزنطي من القرن الأول والثاني الهجري ومسرجتان من القرن الثاني والثالث الهجري ودينار باسم الخليفة المهدي العباسي 168ه ودينار باسم جعفر بن يحيي البرمكي ضرب 181ه. أشار ريحان الي أن هناك حراسة علي المخزن من قبل مراقبي أمن ومشرفي أمن وحراس تابعين لمنطقة آثار طور سيناء وهناك نبطشيات حراسة علي مدي 24 ساعة وجار إجراءات طلب تسليح للحراس وهناك متابعة مستمرة من قبل منطقة آثار جنوبسيناء للآثار الإسلامية والقبطية لمذكرات طلب التسليح بالإدارات المختصة بوزارة الدولة لشئون الآثار ويطالب د. ريحان بسرعة تسليح حراس الآثار بمناطق آثار جنوبسيناء حتي يتمكنوا من حراستها وتأمينها ضد السطو المسلح والسرقة . أما بخصوص الآثار المكتشفة بواسطة بعثات آثار منطقة جنوبسيناء للآثار الإسلامية والقبطية بمناطق قلعة صلاح الدين بطابا ومنطقة الميناء النبطي بدهب وآثار منطقة دير سانت كاترين وآثار طور سيناء فهي محفوظة بالمخزن المتحفي بمدينة بور سعيد وتشمل أطباقا نادرة من الخزف ذي البريق المعدني الفاطمي وجرار تخزين بضائع من الفخار وعملات وقطعا خشبية وأوانى لاستخدامات مختلفة . وأوضح ريحان أنه تم الكشف عن متحف أثري متكامل تم ضبطه قبل تهريبه الي خارج البلاد بواسطة مهربين عبر ميناء نويبع البحري ويمثل كنزا أثريا متكاملا من آثار مصرية قديمة وآثار يونانية ورومانية وآثار إسلامية أوصت اللجنة المكلفة بمعاينة المضبوطات بمصادر ة 3753 لمصلحة المجلس الأعلي للآثار . ومن المنصورة كتب محمد عطية احد خبراء الاثار بالدقهلية كشف عن وجود قصور شديد في حراسة التلال الاثرية المنتشرة في عدد كبير من مراكز المحافظة خاصة في اثناء الليل وانه باستثناء تلي اثار الربع وتمي الامديد فان غالبية التلال الاثرية التي يبلغ عددها 28 تلا تفتقد للحماية الامر الذي يشجع لصوص الاثار علي اعمال الحفر لسرقة كنوز مصر الاثرية ، وقال ان هيئة الاثار المصرية تستعين بخفراء نظاميين لحراسة هذه التلال الي جانب حراس الهيئة الا ان الخفراء النظاميين عادة لا يؤدون عملهم في حراستها إما كسلا منهم او لضعف تسليحهم لافتا الي ان الحراسة النهارية ليست منتظمة. [وقال الخبير ان غالبية هذه التلال الاثرية تضم قطعا اثرية كبيرة الحجم لا يزال بعضها مكشوفا ومعرضا للسرقة وعوامل التعرية ومنها صلاية منشأة عزت وهي جرانيتية مثل لوحة »نارمر« عليها رسومات لحيوانات ويرجع تاريخها الي 3200 سنة قبل الميلاد حيث تنتمي الي عصر الاسرة الفرعونية الاولي بالاضافة الي وجود بقايا معبد احمس الثاني بتل اثار الربع مركز السنبلاوين وبه احد النوانيس الاربعة الذي يعد اضخم ناموس في مصر كلها ومدينة منديس عاصمة مصر في عصر الاسرة 29 الفرعونية وبها مجموعة توابيت حجرية لكبش منديس وهي كباش مقدسة. [وقال الخبير ان لصوص الاثار عادة ما يكونون عصابات مسلحة تسطو بالاتفاق مع حراس التلال الاثرية عليها..واشار الخبير الي واقعة هجوم 4 من لصوص الاثار وهم من القاهرة علي تل اثار »البويب« في اثناء قيامهم باجراء حفريات ليلا وتم ضبطهم بعد قيامهم بحفر 4 حفر بطريقة بدائية واحالتهم الي النيابة لكن للاسف امرت باخلاء سبيلهم لوجود ثغرات في القانون وحكي ان احد مسئولي الاثار ترك منزله بقريته واستوطن المنصورة بسبب قيام الشرطة باقتحام منزله بحثا عن اثار مسروقة..ولفت الخبير الي ان تل بله كان واحدا من التلال الفرعونية المهمة وكان به معبد للاسرة 21 الفرعونية الا انه تم نهب محتوياته في فترات سابقة ولم يتبق منه الا اجزاء من سوره، في حين اكد احد كبار المسؤلين بمنطقة اثار الدقهلية ان هناك 150 حارسا تابعين لهيئة الاثار يقومون باعمال الحراسة ليلا ونهارا. ويتبع متحف المنصورة القومي قطاع المتاحف بالوزارة، وقفر أحد كبار المسئولين بآثار الدقهلية قضية في غاية الأهمية تتمثل في ان المحافظة التي تضم 28 تلا أثريا. المنوفية كتب رفعت أبو سريع ومحمد العيسوي أن الامر في المنوفية يعد مختلفا وفريدا فالآثار بمحافظة المنوفية تعاني إهمالا جسيما فبعد أن كانت المنوفية بما تحتويه من كنوز العصور الفرعونية وما تلاها مصدرا لأهم الآثار الإسلامية والقبطية والرومانية والفرعونية ومعظم قراها تابعة لهيئة الآثار وعقب استخراج عدد كبير من القطع الأثرية ونقلها إلي مخازن الهيئة تحول المكان الأثري إلي ملعب للأطفال ومرعي للماعز ومقلب قمامة، وفي جبانة قويسنا التي تم اكتشافها عام 1990وعثر بها علي ثلاثة آلاف اثر فرعوني وبطلمي وروماني من جبانة واحدة علي مساحة فدان واحد من اجمالي 365فداناً حددتها البعثات الاستكشافية كمنطقة اثرية بقويسنا مما يؤكد أنها منطقة آثار عالمية إلا أن عدد زوارها صفر لعدم وجود متحف لعرض الكنوز المكتشفة بعد أن فضلت هيئة الآثار الإلقاء بها في العراء ونقل معظمها إلي كفر الشيخ وطنطا. وشهدت قرية سرسنا بالشهداء إهمالا كبيرا فبعد أن كانت محط أنظار هيئة الآثار والمحليات تحولت إلي خرابة ومرعي للاغنام والمواشي في بلد أقيم به أكثر من 500 مقام وضريح إسلامي وقامت شعبة الآثار ببعض أعمال الكشف عن جبانة قويسنا التي تعود إلي العصرين البطلمي والروماني الموجودة في الناحية الجنوبية من الموقع وتوجد اماكن لآثار إسلامية وقبطية قديمة. واكتشفت بعثة الحفائر بكلية الاداب مجموعة من الآثار عبارة عن عملتين من العصرين البطلمي والروماني وبعض قطع البرونز ومجموعة من الأواني الفخارية وبقايا هياكل عظمية تعود للعصرين البطلمي والروماني وتحتاج المنطقة إلي تأمين لمنع السرقات ، واقامة متحف للآثار للحفاظ علي الكنوز الأثرية والتراث الحضاري للمحافظة وهي الآثار التي يتم ارسالها الي متحف أثارطنطا ومتحف أثارجنوب الدلتا ومتحف تل بسطة بالشرقية، ويقول الدكتور محمد عزوز وكيل كلية الآداب: إن المحافظة تضم متحف الزعيم الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام بمسقط رأسه بقرية ميت أبوالكوم في 1997 ويحوي المتحف العديد من الصور والوثائق والمقتنيات الشخصية الهامة التي تخص الزعيم الراحلكما تنتشر بها المناطق الأثرية من بينها: تل البندارية بزاوية بمم - مركز تلا وزوال نشاطه في العصر الروماني وهو يتبع قطاع الآثار الإسلامية والقبطية منذ 1975 و هناك الجبانة الأثرية بكفور الرمل وتقع بجوار منطقة المحاجر بقويسنا وأنشئت في التسعينيات من القرن الماضي وتحتوي علي آثار مصرية ويونانية قديمة وتم اكتشاف أكثر من 3 آلاف قطعة أثرية متنوعة ترجع لعصور مختلفة وتضم توابيت وتماثيل وتمائم وأواني فخارية مختلفة الأشكال والأحجام ومنطقة التل الأثري بكفر أبوالحسن ومنطقة الناوس غرب ضريح أم حرب بقرية مصطاي وتل سرسنا والتل الإغريقي بقرية الفرعونية.