»الحب والكراهية« مشاعر خلقها الله جلت قدرته كجزء لايتجزأ من قانون الدنيا وبدونهما تتوقف الحياة إذ من المستحيل معرفة الطريقة التى وضعها الخالق جلت قدرته لتسير الحياة على هذا الكوكب وغيره من مجرات.. الحب والكراهية كثيرا مايدفعان الإنسان إلى القرار الخاطيء.. وكلنا يعرف جيدا ماذا فعلت امرأة العزيز عندما شغفها نبى الله يوسف حبا.. وكلنا يعى ماذا فعل قابيل بأخيه لا لشيء إلا لهذه الكراهية التى أثمرتها الغيرة، ولذلك حذر الله سبحانه وتعالى من الهوى وشدد على من يتخذ إلهه هواه.. ومن هنا كانت قيمة العقل الذى ميز الله به بنى آدم على سائر مخلوقاته من نبات وحيوان وغيرهما.. العقل هو الأداة الوحيدة القوية فى هذا الجسد الضعيف الذى يرقى به ابن آدم ليكون إنسانا بعيدا عن الهوى .. لقد بعث محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق وهو بلا منازع وبلا مقارنة القدوة لخلق الله أجمعين وقد شهد له الله بالخلق العظيم.. انظروا إليه عليه الصلاة والسلام حين قال »اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين«... هل يعقل أن يحب رسول الله كافرا.. هل يعقل أن يدخل قلبه رجل يحارب الإسلام والمسلمين.. هل كان من المعقول أن يكون لعمر بن الخطاب أى عاطفة فى قلب رسولنا العظيم.. ولكن إنه الإنسان القوى الذى استطاع أن يفصل بين قلبه وعقله وأن يرى الحقيقة دون أن يغيرها الهوى وأن يرى قوة عمر برغم كراهيته للكافرين فدعا ربه أن يعز الإسلام بكافر. أيوجد الآن على الأرض رجل بهذا الخلق وهذا العقل.. أين نحن الآن من سيد البشر.. إن مانراه من قتل وسفك دماء بريئة وإحراق ممتلكات أناس لايستطيعون تعويضها ودول فى مسيس الحاجة لكل جنيه لايشير إلا لرجال وسيدات فقدوا الصواب.. فقدوا عقولهم التى ميزهم الله بها عن الحيوانات.. ساروا وراء مشاعر الحب لفلان والكراهية لآخر.. من منا يسمع الآن.. أنا لاأحب فلانا ولكنى أشهد له بالكفاءة أو يسمع أننى أحب فلانا رغم ضعفه.. عليكم أن اتخذوا من رسولنا العظيم القدوة وافصلوا بين القلب والعقل وعيشوا الواقع والحقيقة. د. حسام أحمد موافي أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العيني