عندما نقول فريسكا يتخيل كل شخص فينا شط اسكندرية والشخص المحب وذكرياته وهو جالس على هذا الشط ويأكل " الفريسكا" اللى هى مكونة من رقائق بسكويت ممزوجة بالعسل الطازج والمكسرات تؤكل مع صوت الأمواج ورائحة البحر ومشهد الغروب، وتشتهر بها الإسكندرية، بخاصة في فصل الصيف، ويأتي عشاقها من كل مكان، متلهفين في انتظار سماع النداء الشهير «أيوه الفريسكا.. معايا الفريسكا» ليلتهموها على الرمال الساخنة.هنا لم اقصد هذه الفريسكا ، بل اصطحبكم معى من شط اسكندرية للصعيد وهى بلد اجدادنا الفراعنة هم ايضا يعرفون الفريسكا ولكنهم لم يأكلوها بل كانوا يرسمونها على الجدران . والفريسكو Frescoهو أحد أشكال الفن التي يتم من خلالها استخدام الجص كمادة لتمليط أو تجصيص سقف أوجدران بشكل فني. وكلمة فريسكو جاءت من الكلمة الايطالية affrescoو تعني غض أو طري وبلغ التصوير الجصي أعلى مستوى له خلال عصر النهضة الإيطالي في القرن الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين وفى الاونة الاخيرة بدأ يستبدل الجصبمادة الجبس الطرى باستخدام الالوان المائية. وتستعمل للإشارة إلى التصوير على الجدران . وقد توسع استخدام هذا الفن على مر العصور؛ لأنه يعطي صلابة لألوان اللوحة الفنية بفضل تشرُّب الجبس الطري لهذه الألوان. تم العثور على العديد من أعمال الفريسكو في حوض البحر المتوسط، وخصوصًا مصر؛ حيث استُخدِمَ في التصوير الجنائزي على جدران المقابر؛ لإيمان المصريين القدماء بقدرة تواصل المتوفَّى مع الأشكال المصورة على الجدران في الحياة الأخرى باستخدام بعض التعاويذ. نجد أيضًا أعمالاً في اليونان، وأشهرها قصر كنوسوس في جزيرة كريت، والذي يعكس النظرة اليونانية في التصوير الجداري؛ حيث استخدم الفنان عناصر من الحياة اليومية. أما في العصر الروماني فانعكست الطبيعة الحربية والعملية لهذا الشعب على تصوير مناظر الانتصار في الحروب مع تعدد المناظر الأسطورية، كذلك نرى دخول فن الفريسكو البيوت. واستمر استخدام هذا الفن حتى في عصر النهضة. ومن أهم الأمثلة تصوير الفنان مايكل أنجلو تسعة مناظر من الإنجيل على سقف كنيسة سيستينا. ويستخدم فن الفريسكو حاليا فى تزين الفيلات والقصور . لمزيد من مقالات شادية يوسف