أيها الإخوة المواطنون: إنني أشعر الآن وأنا بينكم بأسعد لحظات حياتي, فقد كنت دائما انظر إلي دمشق وإلي سوريا وأترقب اليوم الذي أقابلكم فيه, واليوم حقق الله هذا الأمل وهذا الترقب وأنا ألتقي معكم في هذا اليوم الخالد, بعد أن تحققت الجمهورية العربية المتحدة. كان ذلك جزءا من خطاب الزعيم عبد الناصر في فبراير1958 معلنا وحدة مصر وسوريا, تلك الوحدة التي كانت بين شعبين, في بداية مراحل النضج السياسي بعد الحصول علي الاستقلال, مما جعل الدولتين قوة كبيرة لها ثقلها ولكن بدأت المؤامرات لفض هذا الاتحاد, والذي استمر3 سنوات فقط... وكما نشاهد اليوم فإن سياسة الدول الاستعمارية لا تتغير, فالوحدة قديما بين الشعوب مرفوضة ليستمر الاقتسام وليسهل السيطرة والاحتلال, والآن تحولت الرغبة في تقسيم البلد الواحد الي عدة دويلات مستغلين الانقسام الديني أو العرقي والثقافي وهذا ما يحدث في سوريا اليوم.. أما السودان فكانت بداية دولتهم عندما فتح محمد علي السودان وبني مدينة الخرطوم, بعد أن كانت مجموعة من الممالك المتفرقة.. ثم تحولت الي مملكة مصر والسودان, وبعد ثورة يوليو قرر عبدالناصر إتاحة الفرصة للشعب السوداني لتقرير مصيره من خلال الاستفتاءات وجاءت النتيجة بالانفصال عن مصر, وهي النتيجة التي ارتضتها مصر والمصريون, ثم نجح الغرب حديثا في فصل الشمال عن الجنوب وتبذل الآن محاولات دءوبة لتقسيم الجنوب إلي دولتين.. وأحلامي بوحدة الشعبين السوداني والمصري لا تقوم علي إلغاء دولتهم أو رئيسهم لكنها ضرورة حياه لضمان حقهم في المياه ونتاج طبيعي لكيان واحد يجري في عروقه شريان النيل.. احلم بجمهورية مصر والسودان. لمزيد من مقالات عادل صبري