حتي ينصلح حال مصر, ويستقيم عودها, ويقوي ساعدها, لابد من تطهيرها وتحريرها من الجراثيم والمفاسد الآتية: أولا: دنس الإرهاب, ومن يموله, ويشجعه. فمكمن الخطر لا يقتصر علي مجموعات المختطفين ذهنيا ودينيا الذين يدبرون وينفذون بقلب بارد العمليات الإرهابية القذرة الخسيسة, من عينة تفجير مديرية أمن الدقهلية, وإنما في الأبواق المكلفة بتبريرها وإضفاء منطقية وشرعية تجيزها, فجريمة هؤلاء أشد وطأة وخزيا. وأنظر وتمعن مليا فيما يكتبه يوميا كبير الكهنة الإعلاميين المدافعين عن جماعة الأشرار, حينما برر قتل الإخوان لسائق لا حول ولا قوة له في المنصورة بقوله:' إن الجريمة كانت وليدة انفعال زائد من متظاهري الإخوان, ولا يكف عن الكلام السمج عن شيطنة الجماعة والحث علي كراهيتها واستئصالها دون أن يتطرق لما ترتكبه من تخريب وعنف وتقويض للمؤسسات كافة. ثانيا: الفكر الإخواني الفاسد المضلل المرتكز علي أن الجماعة ممثلة للإسلام الصحيح الذي يقبله المولي عز وجل, وأن الواقفين خارجها ليس لهم صلة بالدين الحنيف, فهم في عرفهم ومنطقهم من الكفار الجائز قتلهم بدون دية. ولا يخدعك ما يصدر عنهم من بيانات تدين الأفعال الشيطانية التي يروح ضحيتها حماة الوطن من الشرطة والجيش والمدنيين الآمنين, فالسوابق شاهدة علي أن الكذب والتضليل والخداع مكون اساسي في تركيبة هذه الجماعة المخادعة. ولكي لا يخرج احدهم صارخا: اشهدوا ياقومنا أنهم يريدون القضاء علي الإخوان واجتثاثهم, فإن الهدف أن ينقي الإخوان أنفسهم قبل مطالبتهم المصريين بقبولهم وسطهم بعدما ارتكبوه من جرائم يشيب لها الولدان, وأن يراجعوا معتقداتهم ومبادئهم غير السوية منقطعة الصلة بالإسلام وشريعته الغراء, وأن يعتذروا للناس عن سعيهم لهدم كيان الدولة المصرية. ثالثا: طبقة المفسدين الذين يأكلون علي كل الموائد ويبدون استعدادهم الدائم للتخديم علي الأنظمة في كل زمان ومكان, فبالأمس القريب كانوا من رجال حسني مبارك, وبعدها التفوا حول محمد مرسي, ويلحق بهم كتيبة المتاجرين بالثورة والدين الذين لا يتورعون عن فعل اي شي, ولا يهتمون سوي بمصالحهم وما سيعود عليهم من مغانم ومكاسب تتضخم معها حساباتهم المصرفية وكروشهم, فنحن لا نريد عودة وجوه الماضي الكريه بشقيه المباركي والمرسي. لمزيد من مقالات محمد إبراهيم الدسوقي