يعقد الدكتور شوقي علام, مفتي الديار المصرية, مؤتمرا صحفيا,غدا, بدار الإفتاء, بحضور وزيري العدل والأوقاف ووكيل الأزهر, للإعلان عن مشروع لتفنيد ودحض الفتاوي التي تبيح العمليات الإرهابية وتصفها بالاستشهادية, وبيان الفكر الوسطي الصحيح الذي يتبناه الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية. ملامح المشروع, كما يقول الدكتور إبراهيم نجم مستشار المفتي, تتضمن جمع الفتاوي التكفيرية والمقالات المحرضة علي الإرهاب والرد عليها, ومخاطبة وزارات الأوقاف والتربية والتعليم والإعلام بهذه الفتاوي لتوعية المواطنين بأخطارها وبيان أنها فتاوي مدسوسة من هؤلاء لزعزعة استقرار الوطن ومحاولة تعطيل خارطة الطريق. كما يتضمن المشروع عقد دورات تدريبية للأئمة والدعاة للتحذير من خطر تلك الفتاوي علي المجتمع. من جانبهم أشاد علماء الأزهر بتلك المبادرة, وطالبوا جميع مؤسسات الدولة ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بالتعاون مع دار الإفتاء والأزهر والأوقاف لإنجاحها, والعمل معا علي مواجهة الفتاوي المتشددة والمتطرفة, التي أحلت سفك الدماء وتخريب الممتلكات العامة والخاصة, وترويع الآمنين, وقتل رجال القوات المسلحة والشرطة, وتكفير المجتمع, وذلك من خلال الخطاب الديني المعتدل الصادر من أهل الوسطية والاعتدال. ويعتبر الدكتور سعيد عامر أمين عام اللجنة العليا للدعوة هذا العمل مقصدا إسلاميا من باب درء الفتنة وتعليم الجاهل وتنبيه الغافل ورد الأمور إلي نصابها وبيان الصحيح فيها, ولعلها تدرأ مفسدة عظيمة( وذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين) لكي يصل هذا الجهد العلمي إلي كل مسلم علي ظهر الأرض, حتي لا يكون هناك قول علي الله بغير علم( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب). والنبي صلي الله عليه وسلم في صحيح حديثه يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار, فهذه خطوة علمية لبيان الصواب والحق ولعلهم يرجعون, ونناشد هؤلاء بقول الله عز وجل( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا), وحتي تؤتي الثمرة غايتها فليكن هناك تعاون فعال بين الأزهر ودار الإفتاء, وكذلك التعاون الجاد في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وغيرها من مؤسسات الدولة والتنسيق بينها وبين المجامع الفقهية والمؤسسات العلمية. من جانبه أشاد الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين بأسيوط, بالمبادرة التي من شأنها الرد علي أنصاف المتعلمين ممن قرأوا وريقات ثم يحكمون علي الناس بالكفر لأدني شبهة, ولم يقرأوا مثلا أقوال بعض السلف حين قالوا إذا كان كلام المرء يحمل الكفر فيه علي تسعة وتسعين وجها والإيمان علي وجه واحد حمل أمر المسلم علي الإسلام, لأن الخطأ في العفو أحسن من الخطأ في العقوبة. وأضاف: إن جمع فتاوي العلماء وبحوث الباحثين التي تحذر من تكفير الناس علي الشبهة والظنة وإعادة نشرها علي المجتمع, يعرف الناس بالفكر الصحيح, وينبذ العنف والشدة ودعاوي التكفير. وطالب جميع مؤسسات الدولة بدعم المبادرة وفتح قنوات الاتصال المباشرة بين العلماء والطلاب في الجامعات ومراكز الشباب لإلقاء محاضرات تثقيفية مستديمة, وأن يدعي إليها العلماء الموثوق بعلمهم ودينهم من رجال الأزهر أصحاب الفكر الوسطي لنشر ذلك بين طلاب وطالبات الجامعة. وفي سياق متصل أكد الدكتور محمد الشحات الجندي أستاذ الشريعة بكلية الحقوق جامعة حلوان, وعضو مجمع البحوث الإسلامية, أن إطلاق لفظ فتاوي علي المفاهيم المغلوطة التي ينتج عنها إراقة الدماء وإتلاف المنشآت العامة والخاصة, وترويع الآمنين وتفزيع الإخوة في الدين والوطن تحت مسميات مختلفة, مثل الاستشهاد والجهاد علي من يقوم بعمليات انتحارية, هو جريمة نكراء في حق كل من ينتسب إلي الإسلام, ويدعي أنه يفعل ما يفعل من إساءات وأضرار باسم الإسلام, فهذه أفعال الخوارج الجدد, الذين خرجوا علي إجماع الأمة ونصبوا أنفسهم فقهاء, وهم لا يتمتعون بمقومات الفقيه ولا بعدة المفتي, حتي يمكن أن يقال إنهم مؤهلون لوصف هذا العمل التخريبي أو سفك دم مسلم أو غير مسلم, بأن هذا مشروع شهادة, كما يدعي البعض ظلما وزورا. وأكد أن العلاج لهذه الأمور, يجب أن يتم من خلال أن تقوم المؤسسات الدينية وعلي رأسها الأزهر الشريف, من خلال خطابها الديني الوسطي, وأيضا الخطاب الإعلامي, بكشف زيف هذه المفاهيم الخاطئة التي أطلقها البعض علي سوء صنيعه, مثل الاستشهاد والجهاد وقتل الكفرة من إخوانهم في الدين والوطن, بغية تحقيق أهدافهم في الحصول علي السلطة ولا شيء سواها, ولو فقهوا الإسلام الحقيقي لأيقنوا أن الجهاد والاستشهاد إنما يكون في مواجهة الأعداء الذين يحتلون أرض الإسلام, ويهددون المسلمين في دينهم وأموالهم, وفي الشق المقابل يجب علي المواطنين أن يكونوا إيجابيين, ومتعاونين مع جموع الشعب وعلمائه الذين يتسمون بالوسطية والاعتدال, وينشدونهما في كل شيء, واتباع المنهج الوسطي الذي جاء به الإسلام الذي لا يقر الجمود ولا التعصب, كما يجب علي المواطنين التعاون مع أجهزة الدولة للإسهام في استكمال المسيرة وإعادة بناء الوطن, وألا يتأثروا بهذه الدعايات والادعاءات الكاذبة, التي تمزق بعض المشاعر, وتلصق بالإسلام ما ليس فيه وهو منها براء.