اتفق تماما مع القائلين إن الإخوان ينفذون خطة تخريبية ممنهجة بإشعالهم المظاهرات اليومية في الجامعات, وأنهم يجيدون استغلال ضيق ذات اليد لدي شريحة عريضة من الطلاب بالمراحل التعليمية المختلفة. كمنفذ يجندون عبره الأنصار غير القادرين علي مخالفة أوامر التظاهر والاشتباك مع الشرطة, وأن سير الجماعة خلف نداهة السلطة أعمت بصرها وبصيرتها ونزعت منها العقل والحكمة. لكن الإخوان فوق ما سلف يستثمرون فائض الغضب لدي الشباب الجامعي, فهؤلاء الشباب غاضبون من بؤس ظروفهم المعيشية وعناء وشقاء أسرهم من أجل توفير مستلزمات واحتياجات أولادهم وبناتهم, ويؤرقهم التفكير فيما سيئول إليه حالهم بعد تخرجهم, وأن من سبقهم خاصمهم الحظ وكان عليهم المفاضلة بين الانضمام إلي طوابير ملايين العاطلين أو نسيان أحلامهم وتطلعاتهم بالعمل في مجال تخصصهم والقبول بما يتوافر من أعمال إن وجدت من الأصل. هؤلاء الشباب غاضبون من أن بلادهم محلك سر, فهي في عيونهم لا تتقدم للأمام, لكنها تتقهقر للوراء, وأن أحدا لا يمكنه معرفة إلي أين تتجه, بعد ثلاث سنوات من ثورة المصريين, وحيثما تطلعوا لا يصادفون سوي الأزمات العصية علي الحل, مثل المرور, والمياه الصالحة للشرب, وأنبوبة البوتاجاز, ورغيف الخبز, والمواصلات العامة غير الآدمية, وافتقاد العدالة الاجتماعية, واستشراء الفساد, أما العشوائيات وما يدور فيها فحدث ولا حرج. وغضبهم يتعاظم ويتفاقم مع رؤيتهم للنخبة السياسية والثقافية بكل ما فيها من أنانية مفرطة وعدم اكتراث سوي بمنافعها الذاتية, وتحويلهم ثورة الشعب لتجارة تزيد من حساباتهم البنكية. إذا كان الحال كذلك فما أسهل أن ينفذ الإخوان لعقول الغاضبين وتنويمهم مغناطيسيا بمقولات الشرعية, ونيل حقوق من يعتبرونهم شهداء, والإفراج عن المعتقلين. وتلك مشكلة يلزمها الحلول السياسية الحصيفة, فالأمن يتصدي لمشاغبات وبذاءات وتجاوزات الطلاب, غير انه يحتاج لمن يساعده علي الطرف الأخر للتخلص من فائض الغضب بمعالجة واقعية لمتاعب ومشاكل الناس, بعدها ستعود الجامعات كمحراب للعلم والتقدم وليس للتدمير والخراب كما نري الآن. لمزيد من مقالات محمد إبراهيم الدسوقي