كل الناس أعداؤك إلا واحد بس هو نافع... خطيبك نافع لازم تحبيه وتسمعى كلامه. لا أدرى لماذا قفز هذا المشهد السينمائى القديم الذى كانت تتكرر فيه العبارة السابقة كثيرا - إلى ذهنى مؤخرا.. ربما لطرافته أو.. لغرابته أو ربما تحديدا لأننى أصبحت أرى هذا المشهد مجسدا على أرض الواقع حاليا!! والمشهد من فيلم أبيض وأسود قديم لا أتذكر اسمه لكننى أتذكر جيدا أحداثه بطلته كانت الفنانة الكبيرة شادية وكانت تتعرض دائما لعملية تنويم مغناطيسى من عمتها - أدت الدور ببراعة - الفنانة زوزو نبيل والتى كانت دائما تريد أن تبعدها عن الجميع وذلك بالإيحاء لها بأن كل من حولها أعداء إلا شخص واحد فقط اتفقت معه العمة لتتمكن من خلاله على الاستيلاء على ثروة الفتاة إلى أن يكتشف الأمر البطل - كمال الشناوى - ويخلص البطلة من أسر عمتها وتأثير التنويم المغناطيسى لنكتشف فى النهاية أن كل الناس من حولها تحبها إلا واحد فقط هو نافع. كان هذا هو ملخص للمشهد السينمائى فهل لاحظت مثلى تشابها مع الواقع الذى نعيشه الآن؟! هل لاحظت مثلا تشابها فى عملية غسيل المخ الممنهج... والتنويم المغناطيسى المنظم والذى يؤكد لك ليل نهار إن أعداء الثورة كثيرون جدا جدا إلا واحد فقط!! وأعداء الثورة على كل جنس ولون.. بره وجوه.. كبار وصغار، عرب وأوروبيين وأمريكان وإيرانيين، بالإضافة إلى أطفال الشوارع وجماعة 6 أبريل - وكفاية والوطنية للتغيير وعلاء عبدالفتاح، ووائل غنيم، وأسماء محفوظ، والبرادعى وحمزاوى، وأيمن نور، وإسراء عبدالفتاح وممدوح حمزة، وعلاء الأسوانى ونوارة نجم وطارق الخولى ومظهر شاهين و... و... وهم الذين يخططون لحرق البلد وتخريب منشآته، أما العدو الأكبر فهم الأمريكان الذين يهددون بقطع المعونة ويأمرون الأشقاء العرب بعدم الدعم والمساندة وغاضبون من المجلس العسكرى لأنه لم يختر البرادعى رئيسا لمجلس انتقالى أو حتى حكومة إنقاذ وطنى. وبالطبع الثوار عملاء ممولون من الخارج والإخوان انتهازيون ومتواطئون.. والسلفيون متشددون متعنتون والأقباط مستقويون بالغرب والليبرالية مدعون والعلمانيون مخربون والإيرانيون على الأبواب والإسرائيليون فى الميدان و«اللهو الخفى هو الفاعل والجانى». وطبعا إحنا لا عندنا قناصة.. ولا بنستعمل الرصاص الحى والخرطوش ما نعرفوش.. ويادوب كل اللى عندنا شوية غازات مسيلة للدموع نلجأ إليها أحيانا عندما يشتد بطش الثوار الأشرار. والبلطجية المجرمون لا نعرفهم ولا نعرف عناوينهم وناسيين ولا بنطلقهم كل حين على الثوار يندسوا بينهم ليشوهوا صورتهم ويقتلوا الشيخ والدكتور والمهندس بدم بارد وبرصاص حى.. وطبعا لا بنخون الناس ولا نزرع الفرقة بينهم ولا نقلب النفوس ولا ندعو الناس للاستفتاء على شعبيتنا علشان تعرف القلة المندسة اللى فى ميدان التحرير أن الميدان مش هو مصر وطبعا لأمن عقيدتنا الدهس.. ولا السحل بل نكتفى بفقع عيون الشباب وتعرية وضرب البنات. ألم أقل لكم أن هذا المشهد رأيته من قبل ولابد أن ننظر فى عيونهم ليتم تنويمنا تنويما مغناطيسيا لنصدق أن الكل أعداء إلا نافع!!