بدأت دول مجلس التعاون الخليجي الست أمس في الكويت قمتها السنوية, وسط انقسامات حول مشروع للاتحاد تقدمت به السعودية, وحول الموقف الذي يجب اتخاذه إزاء إيران بعد الاتفاق النووي مع الدول الكبري. يأتي ذلك في وقت, أكد فيه وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله أن مشروع البيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي سيعتمد إنشاء قيادة عسكرية موحدة لدول مجلس التعاون وأكاديمية خليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية وجهاز الإنتربول الخليجي. وقال الجارالله, في تصريح للصحفيين أمس, إن البيان الختامي سيتضمن ترحيب دول المجلس بالاتفاق التمهيدي الذي وقعته الدول الست وإيران في نوفمبر الماضي حول البرنامج النووي الإيراني. وأضاف أن الوضع في سوريا والمشاركة في مؤتمر جنيف2ستكون حاضرة بقوة ضمن البيان الختامي. وكانت سلطنة عمان فجرت قنبلة من العيار الثقيل السبت الماضي بإعلانها رفضها لمشروع الاتحاد كما هددت بالانسحاب من المجموعة في حال إعلان الاتحاد. وقال وزير الشئون الخارجية العماني يوسف بن علوي السبت الماضي خلال مؤتمر للأمن الإقليمي في المنامة نحن ضد الاتحاد. وأضاف لن نمنع الاتحاد لكن اذا حدث لن نكون جزءا منه. ولم تقم أي دولة علنا برفض مشروع الاتحاد الذي تطرحه السعودية التي تخشي من تعاظم النفوذ الإقليمي لإيران, خصوصا بعد توصلها إلي اتفاق مع الدول الكبري حول برنامجها النووي المثير للجدل. وتتمتع السلطنة بعلاقات جيدة تاريخيا مع إيران, وهي الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تقطع علاقاتها مع إيران في أسوأ مراحل العلاقات الخليجية الايرانية. وفي هذا السياق, قال المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله إن سلطنة عمان لا تريد أن تكون جزءا من أي خطوة يمكن أن ينظر إليها علي أنها موجهة ضد إيران. وفيما بدا توجها من الكويت لتهدئة الخلاف حول الاتحاد, أكد وزير الدولة الكويتي لشئون مجلس الوزراء ووزير الصحة الكويتي الشيخ محمد عبدالله مبارك الصباح أن الاتحاد الخليجي يحتاج إلي روية ومزيد من البحث والدراسة وأخذ آراء الجميع, مستبعدا أن يتم إقرار الاتحاد في القمة الخليجية في الكويت. في حين, هون السعوديون من أي دلائل علي حدوث خلافات. وقال مدير المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل في البحرين إن عمان لها كل الحق في التعبير عن وجهة نظرها وأنه لا يعتقد أن ذلك سيحول دون إقامة الاتحاد. وأضاف أن إقامة اتحاد أكثر ترابطا بين دول مجلس التعاون الخليجي يعد من وجهة نظره أمرا حتميا وأن لعمان حرية الانضمام الآن أو في وقت لاحق لهذا الاتحاد. ومن جهته, قال المحلل السياسي المقيم في باريس انطوان بصبوص مدير مرصد الدول العربية مجلس التعاون الخليجي يعيش عدة أزمات داخلية وجيوسياسية, من الانقسامات بين الدول, الي الغضب السعودي الكبير إزاء السياسة الأمريكية بعد تحالف استمر68 عاما, وصولا إلي التفاوت في الموقف من ايران بعد الاتفاق النووي مع الدول الكبري. كما تدعم السعودية وقطر فصائل سورية معارضة مختلفة ومتناحرة أحيانا. واضطر أمير الكويت لرعاية قمة سعودية قطرية كويتية الشهر الماضي في الرياض لتأمين الحد الأدني من الاجواء الملائمة لانعقاد القمة الخليجية في الكويت. وتخشي دول الخليج الغنية بالنفط من تداعيات الاتفاق النووي الاخير بين ايران والدول الكبري وامكانية ان يؤدي هذا الاتفاق الي تقارب أوسع بين الغرب وجارتها الشيعية الكبيرة ايران. وتأتي القمة بعد أسبوع من جولة قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في بعض دول الخليج بهدف طمأنة المجموعة الخليجية ازاء الاتفاق النووي مع الدول الكبري والذي يخفف العقوبات علي طهران مقابل تجميد بعض النشاطات النووية. إلا أن ظريف لم يزر السعودية أكبر دولة في مجلس التعاون, بالرغم من تأكيده مرارا رغبته بزيارة المملكة.