عقب الاتفاق الإيراني مع الدول الغربية, الذي رعته الولاياتالمتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني, قام وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف بجولة في عدة دول خليجية, شملت الكويت وسلطنة عمان وقطر, ثم أخيرا الإمارات العربية المتحدة أمس. وكان هدف الجولة, كما قال ظريف, طمأنة دول الخليج العربي بشأن الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الدول الغربية. وهي أول جولة يقوم بها ظريف منذ توليه منصبه, ومنذ انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني. وجولة ظريف لم تشمل السعودية, بسبب التوتر القائم بين البلدين, وإن كان وزير خارجية إيران قد أبدي استعداده للقيام بزيارة المملكة العربية السعودية فور تحديد موعد, وهو ما يعني أن الرياض لم تكن مستعدة لاستقبال الوزير الإيراني في الوقت الراهن. وقال مسئولون خليجيون انه بالرغم من أن دول مجلس التعاون الخليجي رحبت بالاتفاق المرحلي بين إيران والدول الخمس الأخري, الذي تم توقيعه في جنيف السبت الماضي, إلا أن الرياض أبدت تحفظات بشأن إلتزام إيران بالاتفاق, وقالت الرياض في بيان إن تنفيذ الاتفاق النووي مرهون بحسن النيات. وقد أكد وزراء خارجية مجلس التعاون هذا المعني بعد اجتماعهم في الكويت منذ يومين, عندما قالوا في بيانهم انهم يأملون أن يؤدي الاتفاق لحل شامل لأزمة البرنامج النووي الإيراني. وأن ذلك يتطلب حسن النية! وفي السياق ذاته, أكد هذه المعاني نفسها وزير خارجية البحرين راشد بن عبد الله آل خليفة أمس الأول عندما قال إن دول الخليج تريد أن تكون واثقة من أن الاتفاق لن يكون علي حساب أمن أي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي, أو علي حساب علاقات التعاون في منطقة الخليج. وللرد علي كل تلك الشكوك من جانب دول الخليج العربي, قال وزير خارجية إيران خلال زيارته للكويت: كونوا علي ثقة من أن إيران لا تخطو أي خطوة تكون علي حساب أي بلد من بلدانكم مؤكدا أن الاتفاق النووي في صالح استقرار المنطقة كلها وأمنها! فهل اطمئنت دول الخليج العربي إلي الاتفاق النووي الإيراني مع المجتمع الدولي؟ وهل نجح الوزير الإيراني في نزع فتيل الشكوك الخليجية تجاه نيات إيران في المنطقة؟! لمزيد من مقالات راى الاهرام