في أثينا القديمة عاش اليونانيون تحت قهر قانون ظالم يمنح الأب الحق في طلب إعدام ابنته في حالة رفضها الزواج من الشخص الذي رشحه لها, ورغم أن العرف كان يمنع الحاكم من تطبيقه إلا فيما ندر. فقد تقدم إيجوس والد الجميلة هرميا إلي حاكم المدينة تيسيوس بطلب لإعدام ابنته لرفضها الزواج من ديميتريوس الفتي المختار ابن العائلة النبيلة, وبين هذه الشخصيات وتلك التي تحمل أسماء مثل ليساندرا, هيلينا, أوبرون وتيتيانا, دارت أحداث مسرحية من أروع كوميديات الكاتب الإنجليزي الأشهر ويليام شكسبير, والتي تجسدت أمامنا ديكورات وأزياء بكثير من الرؤي خلال معرض حلم ليلة صيف الذي افتتح مؤخرا في مركز الإبداع الفني بقيادة المخرج المسرحي خالد جلال وتحت إشراف الفنانين القديرين د ناجي شاكر, ومصممة الأزياء نعيمة عجمي. 25 طالبا وطالبة من أبناء الدفعة الثالثة لمركز الإبداع الفني قدموا العديد من الرؤي والابتكارات الفنية تخص تصوراتهم المختلفة عن طبيعة شخصيات هذا العمل المسرحي المثير, ورغم أن أغلب هؤلاء الطلاب هم من خريجي كليات الفنون في الأساس فإن هناك ايضا من التحق بالمركز ولا يملك سوي موهبته, ورغم هذا فقد فاجأ الجميع بأعمال غاية في الابتكار والدقة في التنفيذ, ولم لا؟! فقد تتلمذ هؤلاء المبدعون الشباب من طلبة الديكور علي يد الفنان د. ناجي شاكر مصمم عرائس أوبريت الليلة الكبيرة الشهير وصاحب فكرة تحويله من مسلسل غنائي إذاعي إلي مسرحية للعرائس, وهو نفسه من صرح لي بأن هؤلاء الشباب أعظم مليون مرة من جيله في شبابهم بسبب أفكارهم المجنونة وتواصلهم العجيب مع التكنولوجيا, لذلك رأينا في إبداعات تلامذته زينب حبيب, سماح حمدي, سمية أبو العز, عمر رأفت, محمد عبدالرءوف, ندي شريف, ندي عبدالمجيد, نهي محمد علي, وياسمين حمدي, أروع ابتكارات الديكور, فمنهم من صمم ديكورات مبنية علي فكرة انعكاس الإضاءة من زوايا مختلفة فوق مجموعة من المثلثات المفرغة ومنهم من صمم كرسي العرش في صورة قاعدة حمام!. أما طلبة الأزياء فقد تألقوا وتأنقوا من خلال مانيكاناتهم التي ارتدت أبهي حللها لدرجة تشعر معها وكأنك في دفيليه أو عرض واقعي للأزياء, والسبب في هذا اصرار مصممة الأزياء نعيمة عجمي علي منح كل طالب الفرصة في التعبير عن قدراته الفنية, بينما تابعت تنفيذ الأعمال مصممة الأزياء الشابة مروة عودة, وكان أبرز الأزياء المقدمة هو زي استخدم فيه مصممه عمر رأفت فكرة إعادة التدوير لعدد من علب الكانز, وكراتين البيض, وأغطية الزجاجات, وغيرها من الخامات التي تبدو مع الإضاءة في صورة تمنح مرتديها صفة الكرنفالية أو البهلوانية, بالإضافة لأعمال أخري لكل من أحمد سامي, أسماء عبدالشافي, آيات محي الدين, تغريد عز, رحاب سعد, زينب حبيب, علا أحمد, سماح حمدي. أما صانع هذا العرس الفني خالد جلال فقد تم تكليفه من قبل د.صابر عرب وزير الثقافة, وبناء علي هذا النجاح بتكرار هذه التجربة في محافظات مصر.