في مقالة الدكتور صبحي عطا الله عرف كلمةchaos بالشواش وجعلها تتصدر مقالته والحقيقه أن ترجمة الكلمه السابقه هي الفوضي وأن الشواش ليس لها أصل في اللغه العربيه ففي المعجم الوسيط نجد كلمة شوشه ومعناها خلط الشئ وأساء ترتيبه ومنها كلمة التشويش ومعناها التخليط وكذلك المشوش وهو غير المرتب وفي مختار الصحاح: شوش ومنها التشويش وتعني التخليط والترجمه الانجليزيه لكلمة التشويش هيconfuse ولاتوجد كلمة الشواش في أي من المعاجم العربيه في حين أن كلمة الفوضي توجد في المعجم الوسيط في: قوم فوضي بمعني ليس لهم رئيس وفي معجم الرائد الفوضي هي اختلاط واختلال النظام و(أمرهم فوضي بينهم) أي هم مختلطون يتصرف كل منهم بمنأي عن الآخر.مما سبق نجد أن المقالة قد جانبها التوفيق في تعريفchaos ولكن من أين تم الزج بكلمة الشواش؟ في الحقيقه تم اختراع هذه الكلمه في إحدي الدول العربيه ثم تم نشرها علي شبطة الانترنت فأصبحت متلازمه مع كلمة الفوضي. وهنا يجب أن نقضي علي هذه الكلمه وتظل الفوضي هي التي يتم اسخدامها ومجمع اللغه العربيه الحصن الحصين للغه وقامته الكبيره وعلمائه الأجلاء سوف يرفضون هذه الكلمه ونعلم أيضا أن المجمع يقوم بإضافة كلمات جديده ناتجه من الترجمه عندما لايكون لها مرادف لها. أما عن كلمة الفوضي كظاهره علميه فقد ظهرت في أواخر القرن الثامن عشر وذلك عندما أعلن ملك السويد اوسكار الثاني في عام1887 وبمناسبة عيد ميلاده الستون عن رصد جائزه ماليه كبيره لمن يحل مسأله رياضيه وفيزيائيه كانت تستحوذ علي تفكير العلماء في هذه الفترة وهذه المسأله عباره عن نظام مكون من كثير من الاجسام الفضائيه يحيث يجذب كل منهم الآخر تبعا لقانون الجذب لنيوتن وبحيث لايصطدم أي منهما بالآخر وكان السؤال هوكيف نتوقع حركة هذه الاجسام في أي لحظه زمنيه مستقبليه وكيف نستنج حركتها في الماضي. وقد استطاع العالم الفرنسي هنري بوانكاريه أن يجد حلا للمسألة, وذلك في عام.1890 وقام الملك بتسليمه الجائزة, إلا أن العالم الألماني كارل فيراشتراس أثبت أن العمل الذي قام به بوانكريه لا يمكن أن يكون الحل الكامل للمسألة المطلوبة, حيث أن المتسلسلة التي تعطي الحل لا تظل منتظمة, بل أنها تبدأ بعد فترة من الزمن بالتصرف بسلوك غير منتظم, أي تسلك سلوكا فوضويا, لذلك يعتبر العالم الفرنسي بوانكاريه هو الأب الشرعي لكلمة الفوضي. وفي نفس العام أثبتت العالمة الروسية كافليفسكيا أن حركة جسم صلب يدور في الفراغ حول نقطة مثبتة به هي حركة فوضوية الا في ثلاث حالات فقط. ولم تظهر كلمة الفوضي بعد ذلك الا في عام1960 مع العالم ادوارد لورنتز حسب ما تم وصفها في المقالة السابقة, والتي كانت من نتيجتها ظاهرة الفراشة, وهي أن' حركة جناح فراشة في الشرق الأقصي قد يكون له تأثير عظيم علي نهر الأمازون, أي قد يحدث هناك فيضانا مهولا'. ومنذ ذلك الوقت وحتي الآن, اهتم العلماء في فروع العلم المختلفة بدراسة هذه الظاهرة, ونتج عن ذلك نظرية للفوضي, وهي دراسة نوعية للسلوكيات الغير منتظمة والغير مستقرة, وذلك للوصول لأسباب حدوثها وبالتالي يمكن استنتاج قوانين معينة تفسر حدوث هذه الفوضي وأيضا التنبوء بحدوثها ومواقيت حدوثها ثم القضاء عليها. وبالفعل فقد تمكن العلماء من وضع مباديء لنظرية الفوضي وأمكن بذلك تفسير الكثير من الظواهر المختلفة سواء كانت ظواهر طبية مثل التنبوء بالتذبذب الحادث في قلب الأنسان, ونوبات الصرع التي تصيبه, والجلطة التي تؤدي بحياته, أو كظاهرة مالية وذلك بدراسة أسواق المال وسلوكيات الأسهم والتنبوء بما يحدث بها. أو كظاهرة طبيعيه مثل تقلبات المناخ, وحركة أمواج البحر. وأخيرا هناك الفوضي الخلاقه التي عبرت عنها كونداليز رايس حيث تتم دراسة عناصر والحسابات الخاصه بنظرية الفوضي بمراكز الابحاث السياسيه وكيفية ومواعيد تطبيقها. وفي النهايه فإن ماتقوله نظرية الفوضي هو أن ما يبدو فوضويا ولايظبطه شيء في الظاهر هو في الحقيقه أمر منظم ومنضبط تماما وتتحكم به قوانين طبيعيه في غاية الصرامه والدقة. لمزيد من مقالات ا.د. فوزي السبع