مشكلة الطاقة من المشاكل المزمنة التي تواجهنا ورغم ان الحلول موجودة ومتاحة لكن لاتوجد الارادة للاتجاه نحوها بقوة, التبريرات غير منطقية, والطاقة التقليدية أسعارها في ارتفاع متزايد لم يعد المواطن قادرا علي تحملها وتكلفة الدعم الحالية مرتفعة تمثل عبئا علي الدولة, مشتقات البترول التي تحتاجها محطات توليد الكهرباء تتناقص. الحل إذن في الطاقة البديلة, وعلي رأسها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح, ووفقا لكلام وزارة الكهرباء علي موقعها الرسمي فإن استثمارات مصر في مجال الطاقة الشمسية ستحقق عائدا كبيرا في حالة استغلال المساحات الصحراوية الشاسعه في اطار برنامج' الديزرتك' الذي سيقام بالتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي لتصدير فائض الكهرباء الي أوروبا. وان مصر جادة في برنامجها لاستغلال الطاقة الشمسية علي نطاق كبير لتوليد الكهرباء في اطار استراتيجية مصر تنيوع مصادر الطاقة لتسهم الطاقة المتجددة بنسبة20% مع حلول عام2020. وهذه المحطة ستنتج100 ميجاوات وتصل تكلفتها الي4 مليارات جنيه ويسهم في تمويلها صندوق التنمية الافريقي, وستضاف قدرة المحطة الي الشبكة القومية لمواجهة التطور في الاحمال الكهربائية ومواجهة عملية التنمية. السؤال الآن: وفق كلام الوزارة فان هذه الطاقة بعد ست سنوات ستمثل20% من اجمالي الطاقة الموجودة وسوف تصدر منها لأوروبا, فماذا ستفعل مع الاحتياج المتزايد للكهرباء من عام لآخر ولماذا لا نتوسع وبنسبة أكبر ونعتمد علي مصادر عديدة لتوليد الكهرباء؟ يري الدكتور أحمد السيد غيطاس( رئيس معمل الابحاث الشمسية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية) ان الدولة غير مهتمة بهذا التوجه بشكل جدي رغم توافر الشمس بكثافة عالية طوال السنة باستثناء ايام الشتاء المحدودة, لدينا مصادر عديدة للطاقة أهمها الطاقة الشمسية, ولها شقان ضوئي وحراري. الشق الضوئي يعني تحويل الطاقة الضوئية من الشمس الي طاقة كهربائية من خلال مايعرف بالخلايا الشمسية التي تحول الضوء لكهرباء, وهذا متوافر ومنتشر في العالم ويستخدم بتوسع في معظم الدول أما في مصر فاستخدامه محدود في بعض الاماكن. أما الشق الحراري اي نستخدم حرارة الشمس بتحويلها الي كهرباء فالضوء والحرارة يتم توليد الكهرباء منهما, وقد بدأ استخدام الشق الحراري من فترة قريبة في مشروعات هيئة الطاقة المتجددة مع شركات دولية. والخلايا الشمسية يتم تركيبها علي الأسطح وعلي واجهات المنازل وعلي الشبابيك وعلي الأعمدة, وخير دليل الاعمدة الموجوده علي طريق مصر اسكندرية, وفي الخارج وصل الامر لانتاج سيارات تعمل بالطاقة الشمسية, وحتي في المنازل تستخدم هذه الخلايا بشكل جمالي يشبه السيراميك تزين واجهات المنازل وفي نفس الوقت تغطي حاجته من الطاقة, باختصار العالم المتقدم توسع في استخدام هذه الطاقة رغم فقدانه لنعمة الشمس حيث تسطع لديهم15 يوما في السنة. أما نحن فالشمس تسطع طوال العام, ومع ذلك مازلنا نستخدمها في اطار محدود رغم احتياجنا لها, صحيح انها مشروعات عملاقة والبحث العلمي فيها محدود, لكنه موجود لدينا كتطبيقات بمعني انه عندنا معامل نادرة لكيفية انتاج الطاقة الشمسية من خلال الخلايا وهي تكنولوجيا عالية, ولدينا علماء في هذا المجال وما ينقصنا فقط اهتمام وجدية المسئولين. وعن ارتفاع تكلفة الخلايا الشمسية يقول الدكتور احمد: هناك عرض وطلب في الموضوع اي كلما توسع الاستخدام قلت التكلفة فلو اتجهنا بقوة نحو استخدام الطاقة الشمسية سوف تنخفض التكلفة بشكل كبير وهو توجه عالمي. طاقة الرياح يواصل الدكتور احمد رصده لمصدر اخر هو طاقة الرياح قائلا: تستخدم الرياح كمصدر للكهرباء من خلال توربينات يتم تركيب ريش عليها وتثبت علي اعمدة ارتفاعها150 مترا ومع شدة الرياح تدور الريش والتوربينات فتتولد الطاقة الكهربائية, وهذا يتطلب مكانا, تتوافر فيه رياح بسرعة معينة طوال السنة وبالتالي فالأماكن التي تتوافر فيها هذه الشروط محدودة والموقع المناسب عندنا علي الساحل الشرقي لسلسلة جبال البحر الاحمر في الزعفرانة, وهذه الطاقة انتاجها اعلي وأوفر في التكلفة فالتوربين الواحد يولد500 ميجاوات, وهي طاقة كبيرة ولو هناك حقل مكون من20 توربينا يمكنه تغذية مدينة بأكملها بالكهرباء. ولا ننسي ان البترول بصرف النظر عن مشكلاته ففي تقديرات العالم ان المخزون الاستراتيجي منه يقل سنويا وربما ينضب خلال30 عاما, ومن هنا لابد من وجود طاقة بديلة. يقول الدكتور عبدالله جاد( الاستاذ بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء): ان الطاقة البديلة مهمة لندرة الطاقة التقليدية ونحن رغم توافر الشمس لكننا تخلفنا عن دول اخري في المنطقة تستخدم الطاقة الشمسية بتوسع مثل الاردن وتركيا ونجد هناك اعتمادا اساسيا عليها في الفنادق والمنازل, ونحن نحتاج للتعامل مع شركات من هذا النوع لان التوسع في الاستخدام يقلل التكلفه. وعندنا ايضا طاقة الرياح في فترة الخماسين والرياح الشمالية في الشتاء علي السواحل وفي الواحات يمكن توليد الطاقة منها. يؤكد الدكتور اسلام حمزة( باحث في علوم الفضاء) ان توليد طاقة من الرياح محدود الاستخدام في مصر وربما يقتصر علي محطة الزعفرانة ويقول نحن كعلماء دورنا ان نحدد للمسئول الاماكن المناسبة لاقامة هذه المحطات بناء علي سرعة الرياح او سطوع الشمس اذا كانت خلايا شمسية ومدة توليد الطاقة, وكيفية انشاء المحطة, وكمية الطاقة المتولدة كل هذه المعلومات نحصل عليها من صور الاقمار الصناعية, وبناء علي صور وحسابات معينة وعلي متخذ القرار ان يستفيد من هذه المعلومات في خطط التنمية. أنا شخصيا اشتغلت علي مشروع لتوليد الطاقة من القمامة باستخدام تكنولوجيا حديثة لكن المشكلة التي تواجهنا عدم وجود تمويل, وربما هو السبب في عدم انتشار الطاقة البديلة.