ماذا حدث بسيناء خلال العامين الماضيين؟ فاللون الرمادي هو اللون السائد خاصة بمنطقة وسط سيناء والتي تشهد يوميا توترات مختلفة تارة مع رجال الأمن وتارة أخري بين القبائل بعضها البعض وتارة بين سكان المدينة وأبناء البادية. ومع تدفق السيول الي سيناء انشغل أبناء البادية بالزراعة نتيجة الفراغ الكبير الذي يعيش فيه أبناء هذه المنطقة الصحراوية المليئة بالخيرات والمهملة من أقل مبادئ التنمية خاصة أنها تحتوي علي أكثر من16 خامة تعدينية لم يستغل منها أكثر من10% فقط والباقي يصدر بطريقة خاطئة كمادة خام مثل الرمل الزجاجي ويعاد ونستورده في صورة مصنعة بأضعاف الثمن ولا يحقق أي فرص عمل لأبناء المنطقة خاصة أنهم يجدون فنون الزراعة والأخيرة جميع مقوماتها متوافرة من أرض خصبة بمنطقة تسمي السر والقوارير وتبلغ مساحتها300 ألف فدان ومن أجود أنواع التربة لاسيما أن هذه المنطقة مسمدة ذاتيا من خلال نزول مياه الأمطار من أعالي الجبال آخذة معها مايسمي بالطمي الجبلي وهو أقوي أنواع السماد حسب مايشير إليه خبراء الزراعة فأصبحت هذه المساحة المستوية والمسمدة لا تحتاج إلا الي المياه التي يأمل الجميع منذ سنوات طويلة في ان تصل اليها مياه ترعة السلام لزراعتها. View وسط سيناء in a larger map ويري السيد مراد موافي محافظ شمال سيناء ان استقرار المواطن السيناوي, في منطقة وسط سيناء الاستراتيجية, هو أهم أهداف التنمية التي بدأت ملامحها تظهر علي أرض الواقع.. فالتاريخ والجغرافيا وكل العلوم الاستراتيجية تسير بل وتؤكد ان أبناء هذه المنطقة هم ثروة بشرية يجب استهدافهم بالاستقرار واتخاذ الاجراءات الفورية لتلبية احتياجاتهم اليومية لربطهم بالأرض خاصة مع تدفق السيول الي بعض أراضيها, ومن هنا تسارع الدولة لتحقيق معدلات تنمية عالية بوسط سيناء للارتقاء بمستوي ابنائها وتوسيع قاعدة النشاط الاقتصادي. ويقول المحافظ إن خطط التنمية في المحافظة ركزت علي هذه المنطقة الحيوية والمهمة كجزء من الأمن القومي, بالاضافة الي الامكانات الطبيعية الموجودة بها والتي تتمثل في الخامات المعدنية ذات الجودة العالية التي تزيد علي سبعة وعشرين نوعا من اجود الخامات المعدنية مثل الفحم والرمال بجميع أنواعها والحجر الجيري والطفلة والكبريت وغيرها ثم عامل مهم أيضا وهو التسهيلات التي تعدها المحافظة والدولة للمستثمرين في هذه المنطقة, نتيجة لكل ذلك كانت الثمرة السريعة لبداية مسيرة التنمية الصناعية في منطقة وسط سيناء هي المنطقة الصناعية بوسط سيناء التي تعد محور هذا الفكر, وعلي الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة الموارد المائية والري بإنشاء عدة آبار في مركزي الحسنة ونخل إلا أن هذه الآبار لم يقصد بها تنمية زراعية بمعناها الواسع ولكن توفير جزء من احتياجات المواطنين وكذلك من سيتم توطينهم, اضافة الي ان السيول التي تدفقت أخيرا علي منطقة وسط سيناء سيتم استغلالها الاستغلال الأمثل لزراعة المنطقة بالقمح والشعير خاصة أن هناك أيضا مايقرب من5 ملايين متر مكعب مازالت محتجزة بسد الروافعة وهذا الأمر سينقل الوسط الي منطقة زراعية بالدرجة الأولي, وقامت مديرية الزراعة بتوزيع تقاوي القمح والشعير علي المزارعين بعد ان تم تعويضهم عن تلفيات زراعاتهم. ويقول الدكتور حسن راتب رئيس جمعية مستثمري سيناء ان تنمية الوسط وبعد اقتناع وتسليم بالأمر هو ضرورة أمنية تفرضها علينا مرحلة تحول شكل الصراع في المنطقة الي صراع اقتصادي أشد ضراوة خاصة أن معدلات التنمية سوف تتضاعف سواء في صحراء النقب أو في قطاع غزة خلال السنوات القليلة المقبلة بعد الانتهاء من الصراع العربي الإسرائيلي فإن توازن حركة التنمية علي جانبي حدودنا الشرقية هو السبيل الي تأمينها. ويقول حسام شاهين عضو مجلس الشعب بشمال سيناء إن استغلال مياه السيول في الزراعة سيحقق بلا شك العديد من فرص العمل لأبناء المنطقة, فضلا عن الانتاج الوفير الذي يبشر به خبراء الزراعة خاصة مع تسميد التربة بالمنطقة ذاتيا.