حالة من السخط والغضب تنتاب حاليا مزراعي الأرز بمحافظة كفرالشيخ بسبب تدني السعر الرسمي للأرز التي أعلنت عنه الحكومة خلال الفترة الماضية بواقع 1900 جنيه وهذا السعر أقل من العام الماضي بواقع 150 جنيها للطن الواحد، وكذلك تدني سعر الأرز الشعير في السوق والذي لايتجاوز 1700 جنيه رغم أن السعر قد وصل خلال العام الماضي في الاسواق إلي 2400 جنيه للطن الواحد, مما أدي إلي تحقيق خسائر فادحة للمزارعين من أبناء المحافظة, التي تعد المحافظة الأولي علي مستوي الجمهورية في زراعة وانتاج الأرز, حيث تنتج كفرالشيخ ثلث انتاج مصر من الأرز. ويطالب المزارعون من أبناء المحافظة بضرورة فتح باب تصدير الأرز إلي الخارج لوقل نزيف الخسائر التي يتعرضون لها حاليا بسبب ارتفاع تكاليف الانتاج والأيدي العاملة والتقاوي والأسمدة الأزوتية, ويهددون بعدم زراعة الأرز خلال العام المقبل. يقول منير حمد من قرية أيمون أحد كبار مزراعي الأرز بالمحافظة انه بالرغم من تصريحات المسئولين ووعود المسئولين الوردية بالعمل علي تحسين وضع الفلاح من خلال زيادة أسعار تسليم المحاصيل إلا أن هذه التصريحات مازالت حبرا علي ورق فسعر المحصول يترواح ما بين 1900 جنيه للتجار وإدارة التقاوي والمضارب و1750 جنيها للمستهلكين أي المواطنين العادي وهو ثمن بخس لايتناسب مع حجم ما أنفق علي زراعة الأرز هذا العام. وأشار الدكتور علاء أبوشعيشع من بيلا إلي انه تعاقد مع إدارة التقاوي بوزارة الزراعة هذا العام علي توريد الأرز لها ب 2000 جنيه للطن وقمت بشراء التقاوي منها بسعر3 جنيهات للكيلو الواحد, وتمت زراعة المحصول وانفاق أكثر من 2000 جنيه علي كل فدان ولكن وبعد أن حصدت المحصول فوجئت بأن إدارة التقاوي تحدد 1900جنيه للطن فقط بالرغم من تكبدنا مبالغ كبيرة كمستلزمات للزراعة, مؤكدا أنه لن يقوم بتسليم المحصول بهذا السعر. وتضيف ماجدة صادق عبدالله من أكبر ملاك الأراضي الزراعية بالرياض ان تكلفة زراعة الفدان الأرز هذا العام وصلت لأكثر من 2000 جنيه ما بين تهيئة الأرض للزراعة من حرث3 مرات بتكلفة تصل إلي 250 جنيه وري الأرض وصل لنحو 500 جنيه للفدان بعد قتال بين المزارعين لشراء السولار الذي وصل ل 400 جنيه بل وصول الأمر لمقتل مزراعين ثمنا لحصولهم علي جركن سولار بخلاف التقاوي والأسمدة والتي وصلت في السوق السوداء ل 170 جنيه للشيكارة نظرا لان الزراعة تعطي شيكارتين فقط للفدان والذي يحتاج لأربع شكائر ورش المحصول بواقع5 مرات وتكاليف الحصاد بأكثر من 500 جنيه للفدان الواحد. وأشار علي عبدالمعطي مزارع من احدي قري مركز كفرالشيخ ان الأرز يحتاج لرش مبيدات وهي أصبحت مرتفعة الثمن وأيضا أجرة العمالة والتي وصلت يوميتهم ل50 جنيه للفرد الواحد بعد أن كانت25 جنيها وماكينات الحصاد والتي تتكلف 500 جنيه للفدان, بالإضافة لما يحصل عليه المزارع الذي يشاركنا في الزراعة, حيث يحصل علي نصف المحصول. وكشف عبدالقادر منصور مزارع من مركز فوه عن أن سعر التصدير وصل إلي 4000 جنيه للطن بخلاف السعر العالمي للأرز والذي وصل إلي4500 جنيه وهو ما يظهر حدوث فارق كبير بين السعر المحلي والعالمي وطالب بفتح باب التصدير خاصة ان نحو5 آلاف مضرب للأرز متوقفة بسبب غلق باب التصدير مطالبا بان تدعم الدولة المزارع المصري في الأسمدة والتقاوي والسعر حتي يستطيع مجابهة غلاء المعيشة والظروف الحالية خاصة ان كل الفئات استفادت من ثورتي يناير ويونيو عدا المزارعين والفلاح البسيط. وطالب علي رجب نقيب الفلاحي بكفرالشيخ, بضرورة وضع مواد في الدستور لدعم المزارعين في أسعار المحاصيل كما تفعل العديد من دول العالم خاصة ان الفلاحين معظهم من المستأجرين أو من أصحاب المساحات الصغيرة والحدودة, وقد أصبح محصول الأرز بعد ان كان مصدرا لسعادة الفلاحين أصبح مصدر حزن لهم بسبب تدني السعر ويتجه حاليا المزارعون لزراعة محاصيل غير تقليدية مثل اللب والخضر مما ينذر بحدوث فجوة غذائية من الأرز بمصر ويعرضها إلا أن تتحول إلي دولة مستوردة للأرز وليست مصدرة له. وطالب نقيب الفلاحين وزير الري بإلغاء محاضر المزارعين المهددين بالحبس نتيجة المخالفة بزراعة الأرز, كما طالب بتوفير السولار للفلاحين علي مدار العام حتي لايحدث ما حدث في السنوات الماضية.