أكد الدكتور شوقي علام, مفتي الجمهورية, أن توزيع الشعارات السياسية ورفع اللافتات الحزبية وتنظيم المظاهرات في مناسك الحج, أمر محرم شرعا وبدعة من بدع الضلالة. لأنه مدعاة للفرقة والتنازع والجدال, وينافي مقصود الوحدة وإخلاص العبادة لله, وفيه استحداث أحوال في العبادة لم يأذن بها الله تعالي, واستخفاف بالشعائر الدينية في استغلالها لقضاء المصالح الدنيوية, وتلبيس علي الناس, وإلهاء للحجيج عن ذكر الله تعالي, كما أنها تثير الضغائن والأحقاد والنزاعات التي تشغل الحاج عن روح العبادة, وتحدث فتنة في الحرم بما تجر إليه أمثال هذه الشعارات والتظاهرات من فوضي وتراشق وتنازع بل وتقاتل في بعض الأحيان حيث يقول جل شأنه: الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحجالبقرة:197 وأوضح المفتي في فتوي له, أمس, حول مشروعية دعوة بعض التيارات لرفع الشعارات السياسية أثناء اجتماع الناس في عرفة, بغرض توزيعها بين الحجاج المصريين وغيرهم, أن السماح بمثل هذه الشعارات والتظاهرات فيه فتح لأبواب الشر والفتنة وذريعة لاحتشاد أهل الفرق والأهواء وأصحاب البدع في مناسك الحج بدعوي نصرة الحق ومحاربة الباطل. ومدعاة للجدال المحرم شرعا في الحج, فقد يعارضها أكثر المسلمين, وإذا وزعت أمثال هذه الشعارات حصل القيل والقال وكثر الحديث والجدال, وتصير المناسك محلا للجدال والخلاف والتنازع والترامي بالتهم والخصومات والأحقاد التي لا يرضاها الله تعالي. وأوضحت الفتوي أن الدعوة لتوزيع هذه الشعارات السياسية والوقوف بها في مناسك الحج ومشاعره يناقض إخلاص العبادة لله تعالي, فإن الإسلام قد حرص كل الحرص علي أن تكون هذه الشعيرة خالصة لله تعالي لا تشوب نيتها شائبة; فقد أمر الله تعالي بإتمام العمرة والحج له وحده; فقال سبحانه: وأتموا الحج والعمرة لله البقرة:196 فجعل الحج له وحده.