يقول اللواء طيار سمير عزيز بعد حرب يونيو67 لم تكن هناك ندية بين القوات الجوية المصرية والاسرائيلية فقد تم تدمير95 بالمائة من قواتنا الجويه واصبح طيارونا بلا طيارات وبعض البطولات الفردية الفدائية لهؤلاء الطيارين. لذلك كان لزاما بناء سلاح الجو المصري من جديد يوم6 يونيو كنا في الجزائر لاستعارة طائرات وحصلنا علي6 طائرات ميج21 غير انه حدث شجار بين الطيارين المصريين علي اسبقية من يعود بها الي مصر فقد كنا20 طيار ا غير ان الاقدمية حسمت الامر وعاد القدامي بها وظل الباقون في الجزائر في انتظار اعداد طائرات ميج-17 وحصلنا علي14 طائرة تم اعدادها وتجميعها لصالح مصر وعدنا بها غير ان وقف اطلاق النار قد بدأ. كانت عملية اعادة بناء القوات الجوية تتم علي محاور متعددة سواء بشراء الطائرات او الاستعارة غير ان الامر الصعب كان اعداد الطيارين وهو امر يستغرق من خمس الي سبع سنين وكانت حرب الاستنزاف هي المدرسة الحقيقية والتأهيل الواقعي والتي استمرت اكثر من500 يوم كان الطيارون القدامي يصرون علي الاشتباك مع الطائرات الاسرائيلية ليتعلموا منهم كيف يقتلونهم وذلك من خلال الحصول علي التكتيك الغربي والحصول علي ادق التفاصيل ونقاط الضعف والقوة,في حين كنا نحن نتبع التكتيك الشرقي وفي نفس الوقت كان صغار الطيارين في موسكو من اجل الطيران فقط علي طائرات ميج21 وهي احدث طراز في ذلك الوقت وبعد عودتهم من الاتحاد السوفيتي تم تدريبهم علي كيفية قتل الطائرة في الجو وخلال عامي71 و72 تدرب الطيارون علي هذه الطائرات وتعرفوا علي امكانياتها في القتال الجوي ونقاط القوة التي يجب استغلالها ونقاط الضعف التي يجب تلافيها واستخدام الطائرة علي اقصي قدرة حتي السرعات القريبة من الصفر والتي تشكل خطورة علي الطائرة طبقا لكتاب الطيران الروسي. من جانبه يقول اللواء طيار نصر موسي الذي شارك في48 طلعه جوية خلال19 يوم قتال من6 الي24 اكتوبر واشتبك7 مرات مع العدو الاسرائيلي واسقط طائرتي فانتوم ذات التسليح والامكانيات الكبيرة بطائرة ميج-21 وحاصل علي نجمة الشرف انه خلال هذين العامين تم نقل الخبرات والاستعداد للقتال الجوي ومواجهة طيران العدو والمعرفة القوية بطائراته من جميع الطرازات وامكانياتها وتسليحها واجهزة الملاحة والرادار والتنشين حتي يتم التعامل معها والقضاء عليها واستغلال نقاط الضعف في هذه الترسانة القوية مع الاستخدام الامثل للامكانيات الخاصة بكل طيار لتعويض نقص الامكانيات في الطائرات المصرية ذات الصناعة الروسية والتي كانت لاتقارن بالاسرائيلية ومع المحاضرات النظرية الخاصة بطبيعة الارض وكل التضاريس ويضيف اللواء نصر عندما حانت ساعة الصفر في الثانيه بعد ظهر يوم6 اكتوبر وجاء يوم رد الاعتبار والكرامه والانتقام كانت القوات الجويه في هذا الوقت تختلف عنها في يونيو67 من حيث الاعداد والطائرات وانواعها والعقيدة القتالية المتولدة من النكسة والتدريب الوطني والقوي من الطيارين القدامي للطيارين الجدد فقد قامت القوات الجوية حسب الخطة الموضوعة بشن حرب تحرير سيناء والتي تبدا بضربة جوية لقوات العدو في سيناء وتم تحقيق مايزيد علي95 بالمائة من الاهداف الموضوعة لهذه الضربة الجوية الاولي في سيناء وكان التخطيط ان تكون هناك ضربة جوية اخري غير ان تحقيق الضربه الاولي لاهدافها الغي الضربة الثانية. وعلي اثر نجاح هذه الضربة قامت القوات المسلحة بالعبور بمقاومة من العدو تقل عن30 بالمائة مما افقد العدو توازنه مما ساعد علي نجاح العبور في6 ساعات. لم تكتف القوات الجوية بهذا بل قامت بحماية حدود مصر الدوليه من اهداف معادية طوال مدة الحرب وكذلك ضرب احتياطيات العدو في سيناء والابرار الجوي خلف خطوطه وقطع طرق الامداد الاستراتيجية مما كان له الاثر في قطع الاتصال بين القيادة الاسرائيلية وقواتها الموجودة في سيناء. من ناحيته قام العدو بشن هجمات علي وسط الدلتا لاخراج قواتنا الجوية من المعركة وقامت بالهجوم علي جميع مطارات الدلتا يوم7 و9و14 و15 اكتوبر كان العدو يتخيل أنه يستطيع اخراج القوات الجوية من المعركة لكنه لم يستطع وكنا له بالمرصاد قبل دخول مياهنا الاقليمية علي خلاف ما يعتقد وتدمير الكثير من طائراته بالتنسيق مع قوات الدفاع الجوي ولم تصل الي مطاراتنا الا اعداد قليلة من طائرات العدو مما اصاب العدو بالجنون وانهارت معنويات طياريه العدو... ثم في يوم9 اكتوبر شن هجوما اخر وحاول الهجوم علي مطارات الدلتا لاخراج قواتنا الجوية من المعركة وخاصة المقاتلات التي كانت تمثل له خطورة اثناء اختراق الحدود المصرية من ناحية الشمال من هنا بدا في تجهيز80 طائرة والاختراق ب40 طائرة الي مطارات الدلتا و40 طائرة تنتظر في البحر لا صطياد الطائرات المصرية التي تطارد قوات العدو ولم تحقق هذه الهجمة ايضا اهدافها والتي ظلت تمثل له قلقا في تدمير احتياطياته في سيناء سواء التعبوية او الاستراتيجية في مواجهة الجيش المصري مما زاد في خفض الروح المعنوية للطيارين الاسرائيليين وزاد من ثقة المصريين وارتفاع حالتهم المعنوية واصبح لدينا خبرات قتال جوي كبيرة وبعد5 ايام قام العدو الاسرائيلي بحشد120 طائرة اخترقت الحدود المصرية80 منها وظلت40 اخري في المياه الاقليمية وكنا لهم بالمرصاد مع خطوط سير هذه الطائرات واسقطنا عددا كبيرا منها ووصل عدد كبير منها الي مطارات الدلتا وكانت معركة المنصورة التي يقول البعض انها استغرقت53 دقيقة ولكني اقول انها استغرقت58 دقيقة بعدد140 طائرة كان نصيب مطار المنصورة40 وكانت المشكلة هو كيفية صد هذا العدد الكبير من الطائرات وبعدد قليل من الطيارين.