أهم إنجازات ثورة يونيو عندي أنها شكلت كتلة سياسية مريحة تضمن المشروعية والقدرة علي بناء مشروع وطني متماسك, والإنجاز الثاني الذي لايقل اهمية هو إسقاط الشعار الكاذب( الشعب يريد) الذي اختطف الوطن وناسه ومؤسساته عامين فيما سمي بمليونيات الابتزاز كل جمعة حتي اكتشفت الأغلبية الصامتة ان كل أهداف يناير2011 كانت إسقاط مبارك ورجاله لكي يعيد الأوصياء من الثوريين إنتاجه بوجوه أخري أشد ظلما وفسادا. وللتاريخ فقد اخطأ البعض بحسن نية فيما اخطأ الآخرون عمدا لتدمير تلك الانتفاضة النبيلة لحساب اجندات شخصية واحتدمت الصراعات والمناورات حول المناصب والسلطة, كما لوكانت مصر والمصريون غنائم حرب علي موائد اللئام, وهكذا اكتشف المصريون ان الأمر الذي بدأ صائبا في غضبة انتهي الي آثاره ضغائن وانقسامات لن تنتهي بعد ان تم استئصال طغاة بأسوأ منهم ولم ترفع يناير وما تلاها من شأن المظلومين بل ازداد طابور هم وهم يشكون من حمق بعض الثوار والحكام الجدد, ونسي الجميع ان الرهان والتوقعات كانت قبل يناير علي ثوره الجياع, وليس عليهم, وعندما ساد الارتباك وبات ظاهرا ان التشخيص الذي كان صائبا في البداية لم يمنع علاج الخطأ في النهاية وان خيارات يناير لم تكن علي ما يرام وظلت الكتلة الصامتة تبتلع طعم الشعارات واكذوبة الرأي العام التي اختطف بها الثوريون المشهد باسم الجماهير الغفيرة, وقاموا بتأسيس خطاب سياسي تحت دعوي انه مجرد إملاء من الرأي العام واستجابة لآراء وأفكار الشعب وبدأت سلسلة من الحروب الرمزية مع أعداء الشعب, وأعداء الإنسانية وفلول الرجعية تبريرا لفشل السياسات الثورية, وانشغل المجتمع بمعارك هامشية لانهاية لها ولم تكن عبارةبالروح والدم ليست إلا عنوانا علي الاحتيال الثوري منذ عام1952 علي الرأي العام, والغريب ان كل تلك الضجة كان يقودها ويغذيها مجموعة لاتزيد علي ألف شخص من كل التيارات يوجهون الدفه ويقيلون ويرفضون باسم الشعب الذي اختطفوه, وقد وصل بعض الثوار والنشطاء مالم يصله كثيرون من الفلول والفاسدين في العهر الوطني تحت اسطورةالشعب يريد, وبدلا من أن تصبح البلاد ورشة للعمل والبناء أصبحت سوقا للمزايدات وتصفية الحسابات والانتخابات وصارت البيوت والمقاهي ومكاتب العمل والأندية منابر تلقي فيها الخطب الانتخابية وتحول الشعب الي قطيع من المستمعين يصفقون لكل خطيب, والاغرب ان كل انتخابات جرت من يناير وحتي الآن جاءت بنتائج عكس كل الشعارات المرفوعة وبعد انتهاء حقبة الشعب يريد بدأت حقبه الشعب لايريد كل الذين ورطوه وخطفوه في غياب اي مشروع بديل لديهم سوي الهدم والانتقام ومظاهرات التخريب والتشويش لإثبات الحضور لأن غياب تلك المظاهرات كانت تعني موتهم سياسيا, وهنا لا اقصد الاخوان وحدهم, ولكن معظم شركاء تلك الحقبة وخلاصة الأمر ان الشعب الذي زعموا تمثيله كان يريد مشروعا وطنيا صناعة مصرية يضمن له العمل والسكن ولقمة العيش والحياة الآدمية كان الشعب يريد وزيرا محترما ومديرا كفءا ومؤسسات قوية وعدالة ناجزة مستقلة وكوب ماء نظيف ومدرسة معقولة ومستشفي به الحد الادني للعلاج, وبرلمانا يعبر عنه, وليس عن الحكومة وحكومه تعمل من اجله وليس من اجل الفرعون وجهاز شرطة خادما له وليس العكس ومعارضة وطنية لا تعمل لحساب اجندات خارجية ومنظمات حقوق الإنسان تدافع عن المقهورين, وليس عن الممولين ومسجدا لله وليس للافراد او الجماعات, للصلاة وليس للمظاهرات والاعتصامات يعلمهم الحب والعدل والرحمة كان الشعب يريد هذا من نخبته وسياسييه وثواره الذين سرقواالتوكيلات وزوروها للحديث باسمه لذلك لم يعد يريد من كل هؤلاء العيشة الكريمة بقدر حاجته أكثر للموت الكريم. ببساطة الكشف علي القوي العقلية والنسيج النفسي اهم الشروط المطلوبة للرئيس المقبل. الاستفتاء المقبل لن يكون علي الدستور فقط ولكن علي شرعية ثوره يونيو وخريطة الطريق والسيسي. مصيبة مصر ان كل قضاياها عادلة يديرها محامون فاشلون, سواء في السياسة أو الإعلام أو الاقتصاد. اهل رابعة هم ما تبقي من الإخوان واقترح عليهم إنشاء حزب سياسي تكون مصر فيه قبل الجماعة. الحل خمسة ملايين متطوع للدفاع الشعبي ممن لم يؤدوا الخدمة العسكرية قبل ان يستنزف الإرهاب الجيش والشرطة. لو مات المصريون يموت التوحيد والإسلام الوسطي, ولو مات الاخوان تنتهي الفتنة. أخطر من الإرهابيين رجال الأعمال الذين يمولونهم من أيام اجتماعات مرسي مع تنظيم بداية. لا أحد في مصر يستحق الراتب كاملا سوي رجال الجيش والشرطة والمخابز ومراسلي القنوات التليفزيونية. أكثر الأحزاب المطالبة بالنظام الفردي لا تستطيع الحصول علي مقعد واحد دون تزوير أو أموال مشبوهة لامستقبل في هذا البلد مالم نعرف مصادر تمويل الانتخابات الرئاسية السابقة حتي لايكون الرئيس المقبل تحت الطلب بمواصفات الممول. كل نقطة دم مصرية هي في رقبة حزب عاصري الليمون قبل الإرهابيين. تصرفات كثيرة من الشرفاء و الوطنيين في مصر تصب لمصلحة إسرائيل للأسف. حوار ماكين يتوج عمرو أديب اهم صحفي تليفزيوني ليخرج ببرنامجه من لغو المحلية للعالمية. ترشيح حمدين للرئاسة يعيد إنتاج خطأ الاخوان في ترشيح مرسي للقضاء علي ما تبقي من الناصريين. يكفي الناصرية فشلا ان تطبيقاتها كانت علي يد صدام والقذافي والأسد وتراها في العراق وليبيا وسوريا. أعظم إنجازات الرئيس عدلي انه بالفعل لا يتدخل في الشئون الداخلية للشقيقة مصر. لمزيد من مقالات سيد علي