مابين المخاطر والمواقف الإنسانية, تكمن الإثارة في عمل المسعفين والأطباء الميدانيين.. فسواء كان المسعف, أو الطبيب الميداني, فهدفهم جميعا هو تلبية النداءات في حالات الطوارئ والحوادث المختلفة, وإنقاذ حياة المصاب, حالات حرجة وقرارات مسئولة يعيشها المسعفون يوميا في أكثر المهن إنسانية. فهي مهنة تدمج بين المواقف الإنسانية والحكمة والمسئولية التي تشعر بها بعد كل وردية تعمل بها, وتكمن المتعة في هذا العمل بإنقاذ حياة أشخاص, وإن كنت أنت أول من قدم لهم المساعدة والإسعافات لإنقاذ حياتهم, فتشعر حينها انك أنجزت عملا إنسانيا رائعا. 'من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا'هذه الآية الكريمة كانت باعثنا علي الصبر والتحمل في أحلك الأوقات وأشدها ضراوة, هكذا بدأ فتحي محمد حسن- مسعف بالشرقية- حديثه, وبنبرة صوت شديدة الأسف علي شهيد الإسعاف إبراهيم العزب الذي جاءته رصاصة الغدر من حيث لا يدري أحد مصدرها أثناء محاولته إسعاف أحد مصابي رابعة, يقول فتحي إننا نحرص علي إسعاف المصابين بحيادية ودون تمييز وتحت أي ظروف, فمنذ ثورة يناير ونحن نؤدي عملنا تحت صوت طلقات الرصاص ومن داخل الاشتباكات التي تضم عناصر مسلحة, وعلي الرغم من أننا لم نكن يوما طرفا في أي صراع سياسي, إلا أننا نتعرض لإهانات ربما تصل أحيانا إلي حد العنف المفرط فقد أصيب العديد من المسعفين بطلقات نارية أثناء تأدية واجبهم فقد توفي زميل لنا بالمنيا إثر إطلاق النار عليه من مجهولين هو لم يكن ضمن مسعفي الوردية في هذا اليوم لكنه آثر إسعاف المصابين علي راحته تطوعا منه, وأسامه عبد الرجال- سائق إسعاف- فقد إحدي عينيه بعد إطلاق نار عليه من قبل مسلحين في اشتباكات بالسويس أثناء تأدية عمله, ويأتي ذلك نتيجة تخوف البعض من ادعاءات بأننا نسلم المصابين في أحداث العنف إلي الأمن وكذلك ادعاءات ساذجة ومغرضة بأننا شاركنا في نقل أسلحه, ويستطرد إن هذا قد يصيبنا بالإحباط لنتوقف عن أداء عملنا؟ لكن هذا لن يحدث فنحن أصحاب أعز رسالة' إنها الحفاظ علي الحياة'. ويستعيد شريف عبد المنعم- مسعف بحلوان- ذكرياته في الإسعاف إذ تم تكريمه مرتين من قبل وزير الصحة, إحداهما عندما سقطت طائرة قائلا كنت مع فريق الإسعاف وكان مع المصابين متعلقات ومبالغ مالية ضخمة وصممت علي تسليمهم للشرطة بمحضر فكرمتني وزارة الصحة والثانية عندما استطعت ود.رانيا إنقاذ اللاعب محمد الصديق في مباراة الأهلي وطلائع الجيش بعد أن سقط فاقدا للوعي علي أرض الملعب وتم تكريمي بمنحة حج للبلد الحرام, لكنه يناشد المواطنين والجهات بتسهيل مهام المسعفين إذ أن اللحظة في عمر المصاب فارقة.