بعد نجاحه في تجسيد العديد من الشخصيات المختلفة في فيلم' نظرية عمتي' اعترف الفنان حسن الرداد بأن هناك من نصحه بعدم قبول الفيلم ودخول منطقة جديدة عليه تماما, لكنه حبه للتجديد جعله يقبل الدور, مفضلا تحدي نفسه لتقديم شخصيات جديدة عليه, ليثبت أنه فنان شامل يصلح لأداء جميع الأدوار 'الرداد' في حواره مع' نجوم وفنون', أبدي سعادته بالوقوف أمام النجمة الكبيرة لبلبة, والفنانة حورية فرغلي, وحسن حسني, والمخرج أكرم فريد والمؤلف عمر طاهر. كيف جاءترشيحك لبطولة فيلم' نظريةعمتي' ؟ الترشيح جاء عن طريق شركة الإنتاج, حيث تلقيت مكالمة تليفونية عن طريق المسئولين في الشركة للحديث عن بطولة فيلم جديد, وكنت وقتها خارج مصر, وعندما عدت ذهبت لمقر الشركة لأفاجيء بأن الفيلم من تأليف' عمر طاهر', الذي أكن له إحتراما كبيرا, وأتابع كتاباته الساخرة, ثم التقيت المخرج أكرم فريد الذي أبلغني أن الفيلم' لايت كوميدي' وهو ما أسعدني كثيرا لأني لست كوميدان, لكن في الوقت نفسه أفضل التنوع في تقديم الأدوار وأبحث دائما عن الجديد. ألم تخشي من تعدد الشخصيات التي تقدمها داخل الفيلم ؟ عندما قرأت السيناريو جذبني الشخصيات الكثيرة التي يلعبها البطل داخل السيناريو, وقد شعرت بتحد كبير في داخلي, حيث إن الفيلم يعتبر بهذا الشكل خمسة أعمال مختلفة عن بعضها البعض, لذلك كنت مستمتعا بكل شخصية ألعبها. خاصة أن كل شخصية مختلفة تماما عن الأخري من حيث الزمان والمكان وطبيعة الشخصية تفرض علي الممثل أن يبحث عن مفرداتها بشكل جيد حتي يستطيع تقديمها للجمهور. لذلك لم أخشي هذه الشخصيات وإنما كنت سعيدا بها, رغم أن كثيرا من أصدقائي حذروني ونصحوني بالبعد عن هذا الدور الذي يضعني في مقارنه مع فنانين آخرين, لكن حبي للتجديد كان أكبر بكثير. هل تعدد الشخصيات جعلت تبدي رأيك في حذف أوإضافة بعض المشاهد؟ أولا الشخصيات مكتوبة بشكل جيد جدا, مما يجعلني أحترم الخط الدرامي داخل السيناريو, وكل شخصية لها خصوصيتها, لذلك لاأتدخل في الحذف أو الإضافة, لأن هذا من اختصاص المخرج والمؤلف, لكن أستطيع أن أبدي وجهة نظر في شكل الأداء, لأن هذا ما أشعر به أمام الكاميرا, وقد جلست مع المؤلف والمخرج وتناقشنا في أمور عديدة طويلا حول طريقة مختلفة لنطق الكلمات في شخصية لاعب الكرة, وكذلك الملامح المتجهمة لأمين الشرطة. وفي رأيي أن هذا جيد لأنه يعطي الشخصية مساحة بصرية للتعبير عما بداخلها من مجرد النظر. كيف استطعت الإمساك بخيوط كل شخصية بمفردها ؟ اعترف بأن الموضوع كان صعب للغاية لأني ألعب شخصيات مختلفة في مدة قصيرة, لذلك عملت علي فصل كل شخصية عن الأخري والبحث في المكونات الداخلية لها, فمثلا لاعب الكرة له معجبين كيف يتصرف معهم وكيف يحافظ علي صورته عند الجمهور, وأمين الشرطة يحتاج للنظرة الحادة والجدية والصرامة في التعامل مع الآخرين, لأنه دائما يقابل أشخاص خارجين علي القانون. وأيضا الجواهرجي لديه أسلوب خاص في التعامل لأن معظم زبائنه في حالة الخطوبة والفرح, كل هذه الأشياء وضعتها أمام عيني واستدعيت جميع الشخصيات التي قابلتها في الحياة العامة لأصل إلي الخيوط الرئيسية للشخصيات, والحمد لله وفقت إلي حد كبير في تقديمها. البعض اتهم الفيلم بأنه نسخة معدله من أفلام أخري مثل' البحث عن الفضيحة' و'طير انت' وغيره ؟ بالسنه لي كممثل لا توجد مشكلة في الاقتباس, وإنما الأهم عندي هو الصياغة الرئيسية المكتوب بها الفيلم, فالسؤال الأساسي: هل نحن نقدم نفس الأعمال القديمة كما هي, أم أن روح الفكرة موجودة ويتم تناولها بشكل جديد ؟, هذا هو الفارق الذي أبحث عنه في كل أعمالي, ولا تنسي أن كل فنان له رؤية خاصة به وشخصية يفرضها علي الدور الذي يلعبه فلا توجد بصمة مثل أخري, لذلك لا أخشي المقارنه بين الأفلام أو حتي الأبطال فيكفي أن تقدم عملا يعجب الجمهور. كيف تأكدت أن الفيلم أعجب الجمهور رغم الإيرادات القليلة التي حققها ؟ بالنسبة لعنصر الإيراد, أعتقد أن الأحداث السياسية التي تمر بها مصر وفرض حظر التجول أثر بشكل مباشر علي إيرادات الفيلم, لأن المدة الزمنية بين عيد الفطر وبين فض الاعتصام وحظر التجول كانت قصيرة للغاية, لكن عقب عودة العروض مرة أخري نزلت لأشاهد الفيلم مع الجمهور في دور عرض مختلفة, ووجدت أن الجمهور يضحك علي بعض المواقف والجمل رغم إختلاف نوعية هذا الجمهور من دار عرض إلي أخري, وهو ما جعلني أتأكد أن رسالة الفيلم وصلت بشكل جيد للمشاهد, وأن هناك إقبال علي الفيلم رغم المنافسة القوية مع نجوم كبار مثل هاني رمزي وغيره. البطولة المطلقة.. هل شعرت بالخوف من هذه الخطوة ؟ هذه أول مرة أتحمل مسئولية فيلم بأكمله, ولا أنكر أنها مسئولية صعبة جدا, لكن لدي إصرار علي النجاح رغم الصعوبات التي تعرض الطريق, وما خفف عني ذلك هو وجود الفنانة العظيمة' لبلبة' التي شجعتني وكانت بمثابة الأم لنا جميعا, وهو ما أعطي شيء من الطمأنية لجميع العاملين بالفيلم. بعد نجاحك في الكوميديا, هل ستستمر أم ستعود للأدوار الجادة ؟ بعد عرض الفيلم جائني أكثر من سيناريو كوميدي, لكن المشكلة أني أحب أدوار الكوميديا الخفيفة التي برع فيها الفنان محمود عبدالعزيز والتي تعتمد علي كوميديا الموقف, لأني لست كوميديان من الأساس, لذلك اعتذرت عن هذه الأعمال, وأبحث حاليا عن سيناريو يقدم لمحه رومانسية لأن الجمهور يحتاج إلي ذلك الآن, حتي يبتعد عن القلق الذي يحيط به من كل اتجاه.