وسط الإيد الشقيانة.. السيسي يحتفل بعيد العمال في مدينة العاشر من رمضان    ارتفاع في أسعار الذهب بكفر الشيخ.. عيار 21 بكام؟    استقرار أسعار الفاكهة بسوق العبور اليوم الخميس 2 مايو 2024    سفير روسيا لدى واشنطن: اتهامات أمريكا لروسيا باستخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا بغيضة    طقس أسيوط اليوم.. جو ربيعي وانخفاض درجات الحرارة لمدة يومين    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 2 مايو 2024    أسعار الحديد في السوق المصرية يوم 2-5-2024    بحضور السيسي، تعرف على مكان احتفالية عيد العمال اليوم    مظاهرات حاشدة داعمة لفلسطين في عدة جامعات أمريكية والشرطة تنتشر لتطويقها    قوات الجيش الإسرائيلي تقتحم مخيم عايدة في بيت لحم وقرية بدرس غربي رام الله ومخيم شعفاط في القدس    "الحرب النووية" سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة    ملخص عمليات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء    رامي ربيعة يهنئ أحمد حسن بمناسبة عيد ميلاده| شاهد    ماذا يستفيد جيبك ومستوى معيشتك من مبادرة «ابدأ»؟ توطين الصناعات وتخفيض فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة 50% وفرص عمل لملايين    حملة علاج الادمان: 20 الف تقدموا للعلاج بعد الاعلان    نسخة واقعية من منزل فيلم الأنيميشن UP متاحًا للإيجار (صور)    فيلم شقو يتراجع إلى المرتبة الثانية ويحقق 531 ألف جنيه إيرادات    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    الصحة: لم نرصد أي إصابة بجلطات من 14 مليون جرعة للقاح أسترازينيكا في مصر    الصحة: مصر أول دولة في العالم تقضي على فيروس سي.. ونفذنا 1024 مشروعا منذ 2014    ضبط عاطل وأخصائى تمريض تخصص في تقليد الأختام وتزوير التقرير الطبى بسوهاج    الرئيس الأوكراني: نستعد للتوصل إلى اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة    تشيلسي وتوتنهام اليوم فى مباراة من العيار الثقيل بالدوري الإنجليزي.. الموعد والتشكيل المتوقع    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على الإعلامية "حليمة بولند" في الكويت    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    الثاني خلال ساعات، زلزال جديد يضرب سعر الذهب بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    «البنتاجون»: أوستن أكد لنظيره الإسرائيلي ضرورة ضمان تدفق المساعدات إلى غزة    حسن مصطفى: كولر يظلم بعض لاعبي الأهلي لحساب آخرين..والإسماعيلي يعاني من نقص الخبرات    أمطار تاريخية وسيول تضرب القصيم والأرصاد السعودية تحذر (فيديو)    احذر الغرامة.. آخر موعد لسداد فاتورة أبريل 2024 للتليفون الأرضي    عاطل ينهي حياته شنقًا لمروره بأزمة نفسية في المنيرة الغربية    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    وليد صلاح الدين يرشح لاعبًا مفاجأة ل الأهلي    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    أهمية ممارسة الرياضة في فصل الصيف وخلال الأجواء الحارة    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    ترابط بين اللغتين البلوشية والعربية.. ندوة حول «جسر الخطاب الحضاري والحوار الفكري»    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    بسام الشماع: لا توجد لعنة للفراعنة ولا قوى خارقة تحمي المقابر الفرعونية    أخبار التوك شو|"القبائل العربية" يختار السيسي رئيسًا فخريًا للاتحاد.. مصطفى بكري للرئيس السيسي: دمت لنا قائدا جسورا مدافعا عن الوطن والأمة    حيثيات الحكم بالسجن المشدد 5 سنوات على فرد أمن شرع فى قتل مديره: اعتقد أنه سبب فى فصله من العمل    الأنبا باخوم يترأس صلاة ليلة خميس العهد من البصخة المقدسه بالعبور    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. مجاهد الزيات الخبير الاستراتيجي يفسر أسباب التشنج الأمريكي!
نشر في الأهرام اليومي يوم 06 - 09 - 2013

تزاحمت الأحداث وتضاعفت التفاصيل وتداخلت الشئون السياسية في المشهد الراهن, واختلطت بالشأن الخاص لكل منا وأصبحت تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر في المناخ العام بصورة جلية.
بسبب حالة الزخم الثوري التي تفاقمت بعد ثورة30 يونيو وما ترتب عليها من تداعيات وتحديات وأمور ملتبسة لا يستطيع المرء فك شفرتها وقراءتها دون الاستعانة بأهل العلم والدراية.. فالفهم فضيلة كبري خاصة إذا جاء في هذا التوقيت الحرج الذي شاعت فيه هذه العبارة: حد فاهم حاجة؟. لذا توجهنا للمفكر والخبير الاستراتيجي د. مجاهد الزيات مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية سعيا لوضع الأمور في نصابها وتحليلها بموضوعية ورصانة وعمق لما عرف عنه من وطنية ومكانة علمية وبحثية فتحدثنا معه في كل ما يشغل الرأي العام.. فكان هذا الحوار:
كيف تري التعنت الامريكي الاوروبي تجاه ما يحدث في مصر ؟
هناك عدد من الملاحظات أولاها أن أمريكا أدركت منذ ولاية الرئيس بوش الابن واحتلاله للعراق فشل حملتها الدولية علي الإرهاب, وقدرتها علي استئصال تنظيم القاعدة فراهنت علي تنظيمات الإسلام السياسي لتكون جاذبة للتنظيمات الجهادية من الخارج خاصة في أفغانستان وباكستان وغيرهما والتي تهدد المصالح الأمريكية, وقدرت دوائر صنع القرار الأمريكية الاسترايجية, أن هذه النظم يمكن أن تستوعب التجمعات الجهادية وتهدئ من تطرفها ولعل الممارسات التي قامت بها الحكومة المصرية طوال العام الماضي خاصة عدم ملاحقة العناصر الجهادية المطلوبة أمنيا والتي عادت من الخارج, وكذلك الإفراج عن بعض المساجين منهم قد توافق بصورة كبيرة مع الهدف الامريكي بهذا الخصوص, وأن أمريكا كانت تستثمر في مصر حسب تصريحات كبار المسئولين من خلال علاقتها مع جماعة الأخوان والمؤسسة العسكرية, وعندما خرجت المؤسسة العسكرية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي عن إطار الوصاية الأمريكية, وساندت الإرادة الشعبية فحاولت الإدارة الأمريكية من خلال المبعوثين الذين جاءوا إلي مصر والاتصالات بالإبقاء علي نوع من الحضور السياسي لجماعة الإخوان داخل النظام السياسي الجديد وإيجاد نوع من مشاركة الجماعة في إدارة الدولة المصرية لكي يظل المجال الامريكي في تأثير صنع القرار المصري فاعلا, وبالتالي عندما رفضت مصر هذه المحاولات المستميتة وفشلت كلها حدث التشنج الامريكي.
أيضا استمرت' قطر' الحليف الرئيسي للجماعة والمريب في تحركات قطر أنها تتجاوز قدرات هذه الدولة الصغيرة في التعامل مع دولة بحجم مصر, ولعلنا لاحظنا جولة وزير خارجيتها إلي دول الاتحاد الاوروبي قبل انعقاد المؤتمر الوزاري الاوروبي والذي يعد جولة تحريضية ضد التغيير السياسي في مصر بتكليف أمريكي واضح.
لماذا ؟
لان قطر دولة صغيرة تراكمت لديها الفوائض المالية, وتحاول أن تمارس دورا إقليميا يعبر عن هذه القدرة المالية وبالتالي فمواقفها الإقليمية تشهد تناقضات حادة فعلي سبيل المثال يوجد بها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الخارج وتحافظ علي علاقات متطورة مع إيران وراهنت سابقا علي النظام السوري وحزب الله في محاولة لتهدئة مواقفهم السياسية واليوم تحاول أن تقيم حلفا مع تركيا وبالتالي لا توجد سياسة قطرية ثابتة بالإضافة إلي أن قطر أو العائلة الحاكمة بها ذات علاقة وثيقة مع جماعة الإخوان منذ استقرار بعض قياداتها هناك منذ عام(1954).
وكيف قرأت تصريحات الرئيس الامريكي باراك أوباما الأخيرة ؟
أوباما يحاول إمساك العصا من المنتصف, فالموقف الأمريكي لا يزال مرتبكا فهو يتحدث عن ضرورة المحافظة علي الديمقراطية والانتقال السريع إلي حكومة منتخبة, وتطور موقفه مؤخرا بشجب العنف والإرهاب, وفي اعتقادي أن الموقف الامريكي والاوروبي سوف يظل في حدوده الحالية وسيزداد الحديث حول قطع المساعدات ووقف التعاون مع قطاعات مصرية متعددة لمدة لن تتجاوز أربعة أشهر أي عندما نصل إلي انتخابات مجلس النواب بصورة ديمقراطية وفي ظل رقابة مفتوحة, وهذا الانتقال الديمقراطي سوف يسقط كافة الدواعي الأمريكية والأوربية تجاه التغيير السياسي الذي جري في مصر, وبالتالي فكلما أسرعنا بالوصول إلي محطة انتخابات مجلس النواب علي القاعدة التي أرساها الفريق أول عبد الفتاح السيسي, والتأكيد علي أن مصر تتسع للجميع وبناء عليه سوف يتغير الموقف الامريكي والاوروبي.
وما رأيك في إلغاء أوباما لمناورات النجم الساطع ؟
قرار لا معني له ولا ضرر منه لمصر من إلغائها فقد سبق أن ألغتها مصر ورفضت إجراءها عام(2003) بسبب الاحتلال الامريكي للعراق وتحاشي شبهة التنسيق المصري عسكريا مع أمريكا في هذا التوقيت, ثم توقفت منذ عام(2009 وحتي الان), والمصلحة الأمريكية من هذه المناورات أكبر بكثير من المصلحة المصرية, فأمريكا كانت تسعي إلي الاستفادة من أداء الجيوش المحلية في المنطقة والتعرف علي قدرتها والتنسيق معها في مواجهة مخاطر مشتركة, وكانت العلاقات العسكرية قد شهدت خلال( السنوات الخمس)الأخيرة ما يمكن تسميته' التوتر المنضبط'حيث حاولت أمريكا إعادة هيكلة الجيش المصري وتخفيض أعداده ودفعه لمهام أخري مثل مواجهة القرصنة ومكافحة الإرهاب, والمساهمة بصورة أكبر في قوات حفظ السلام, ورفضت القيادة العامة للقوات المسلحة ذلك حفاظا علي القوات المسلحة ومواجهة التهديد الاساسي وهو إسرائيل.
وهل تستطيع أمريكا القيام بقطع المعونة العسكرية ؟
لا تستطيع أمريكا ولا تجرؤ علي قطعها حيث ستفقد كل مجالات تأثيرها بمصر, والحديث الان ينصب علي معونة2013, وللعلم فقد تم توزيع حوالي(80%) من معونة العام الحالي علي المقاولين الأمريكيين أي شركات التصنيع الأمريكية العسكرية لتغطية نفقات عسكرية فالمعونة لا تقدم لمصر نقدا ولكنها تقدم في صورة عقود لشركات السلاح, وبالتالي تصبح شركات السلاح طرفا مستفيدا من المعونة مثل مصر وسوف تتضرر هذه الشركات إذا أوقفت هذه المعونة, وللعلم أن هذه المساعدات إحدي أدوات تنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية وحماية للمصالح الأمريكية, وبالتالي فلا خوف من الحديث عن قطع هذه المساعدات ولكن الحديث عنها يعتبر نوعا من الضغوط التي تتطلب تحركا مصريا لدي جماعات الضغط المستفيدة أيضا من هذه المعونة لمساندة الموقف المصري كما أن إسرائيل وطبقا لمصالحها تري أن قطع هذه المساعدات يمكن أن يؤثر سلبا علي الأمن القومي الاسرائيلي.
لماذا ؟
لان إستراتيجية الأمن القومي الامريكي في الشرق الأوسط تجعل الأولوية لضمان أمن وحماية إسرائيل وما يترتب علي ذلك من أمن الطاقة وتأمين مساراتها ومنع أسلحة الدمار الشامل وكلها عناصر تدخل فيها مصر طرفا أصيلا, وهو ما سيدفع متخذ القرار في أمريكا لمراجعة أي مواقف مضادة تجاه مصر, وقد كشفت تصريحات كبار المسئولين الأمريكيين عن مدي القلق من إقدام واشنطن علي قطع أو تعليق هذه المساعدات فهم يرون أن هذا ربما يدفع مصر إلي التحرر من الضغوط الأمريكية والمطالبة بتعديل الملاحق الأمنية لمعاهدة السلام, وقد وضح القلق الاسرائيلي من خلال كبار أعضاء مجلس الشيوخ الامريكي الذين رفضوا القرار الذي عرض علي المجلس الشهر الماضي لقطع المساعدات بأغلبية(87 مقابل13) وبالتالي لم يعد في مقدور الإدارة الأمريكية سوي تعديل أو أبطاء تنفيذ بعض جوانب هذه المساعدات.
وكيف تري موقف أردوغان من الأحداث الأخيرة في مصر ؟
موقف أردوغان يعود إلي عدد من الأسباب أبرزها أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا كان يعمل تحت مظلة التنظيم الدولي للإخوان, وكان أردوغان يسعي إلي استعادة الإمبراطورية العثمانية القديمة من خلال احتوائه للنظم السياسية التي تسيطر عليها قوي الإسلام السياسي في كل من مصر وليبيا وتونس, بالإضافة إلي أن أردوغان كان بمثابة مرشد للنظام السياسي المصري السابق, وبعض الصحف التركية أشارت إلي أنه نصح محمد مرسي بعدم الاستجابة لمطالب الانتخابات المبكرة وتغيير الحكومة, وبالتالي فهو يشعر بالمسئولية عما آل إليه النظام السابق خاصة وأن أحد مستشاريه المقربين كان يقيم في مصر لفترات طويلة, وكان مرجعا للرئاسة والحكومة في عدد من القضايا, بالإضافة إلي أن اردوغان كان يريد الهيمنة علي مصر ودول الربيع العربي الأخري وإستخدامها كورقة في إطار ضغوطه لقبول تركيا كعضو في الاتحاد الاوربي باعتبارها قوة إقليمية مؤثرة, ثم جاء سقوط النظام في مصر والصعوبات التي يواجهها النظام في تونس والموقف المتدهور في ليبيا ليطيح بأحلام أردوغان في المنطقة ويتبدد الحلم.. لذلك كان علي هذه الدرجة من التشنج والتدخل غير المسبوق في الشئون الداخلية لمصر.
وكيف يمكن للجيش أن يعيد السيطرة علي سيناء في ظل الهجمات المستمرة من قبل الإرهابيين وبعد اغتيال(25) جنديا من الأمن المركزي ؟
إن استيطان التنظيمات التكفيرية والإرهابية في سيناء علي مدي السنوات الأخيرة ارتبط بعدد من الأسباب أهمها الفراغ الامني في السنوات الأخيرة والذي بدأ تداركه خلال الشهرين الأخيرين فلم يكن هناك محاور أمنية( تمركز أمني كبير) علي المنطقة الممتدة من قناة السويس لمسافة(200 كيلو متر) حتي جنوب رفح سوي أكمنة, ونفس الشيء في جنوب سيناء وبالتالي كان هناك فراغ أمني كبير ساهم في اطمئنان هذه التنظيمات الإرهابية وسهولة حركتها, بالإضافة إلي وجود أنفاق غزة حيث كانت يتم تهريب العناصر الهاربة أمنيا إلي داخل غزة ثم تعود وهو ما يصعب من مهمة أجهزة الأمن في ملاحقتها, إضافة إلي تحول بعض قبائل سيناء إلي ممارسة أعمال تتعلق بالأنفاق سواء تهريب بضائع أو سلع وهو ما جعلها مستفيدة من هذا الوضع ورافضة لتغييره, ومع تسلمينا بأن الأغلبية العظمي من قبائل سيناء وطنية وشريفة وقامت بدور كبير في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي لسيناء, إلا إن الأمر يتطلب حوارا مكثفا مع تلك القبائل والقضاء علي محاولات من أبنائها للمشاركة في هذه التنظيمات, حيث أن بعض التنظيمات الفلسطينية الإرهابية عقدت نوعا من الإتفاق مع حماس لعدم القيام بأي أعمال ضد إسرائيل من داخل القطاع في مقابل السماح بتدريب أفرادها وعناصر إرهابية دولية داخل القطاع ثم تعود إلي سيناء لتمارس تهديداتها لاسرائيل من داخل سيناء, وقد أصبحت هذه التنظيمات تضم عناصر فلسطينية ومصرية مثل( جيش الإسلام, وحركة شوري المجاهدين, وأنصار الشريعة, وجماعة التكفير والهجرة) بحيث لا تستطيع أن تقول الآن متي تدخل قيادات هذه الجماعات ومتي تخرج, ثم جاءت عملية اغتيال(25) جنديا من الأمن المركزي لتكشف بوضوح عن تحرك مكثف لهذه التنظيمات خاصة بعد اعتقال زعيم الجهادية السلفية محمد الظواهري, وأعتقد أن سيناء سوف تشهد خلال الأيام القادمة تحركات عسكرية وأمنية لمحاصرة تلك التنظيمات وتمشيط المنطقة الممتدة جنوب رفح حتي الشيخ زويد وجبل الحلال, وأعتقد أيضا الحل الجذري لعملية هروب العناصر إلي غزة ومخاطر الأنفاق التي تهدد الأمن القومي المصري قد يتطلب بناء مدينة رفح جديدة علي بعد لا يقل عن(30) كيلومترا من الحدود بحيث تتولي الدولة بناء مساكن جديدة وتسليمها للسكان الحاليين كمجتمع حضري متكامل مع إزالة المنطقة القديمة من علي الحدود.
وهل من الممكن أن يتم ضرب سوريا في ظل هذه التطورات الأخيرة؟
أستبعد ضربة عسكرية لسوريا رغم كل ما يحدث من حشد عسكري, واجتماعات بين أوباما وفريقه للأمن القومي واجتماع رؤساء الأركان لعدة دول في الأردن وتصريحات القادة الأوروبيين بهذا لخصوص, لأن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع أن يتحرك منفردا, وأمريكا لم تحسم موقفها بعد وأقصي ما يمكن عمله هو توجيه بعض الضربات الصاروخية لمخازن السلاح الكيماوي وهو هدف تسعي إليه إسرائيل وأمريكا, ومن مصلحة أمريكا استمرار هذا النزيف لانه يستنزف الجيش السوري وحزب الله والتنظيمات الجهادية المرتبطة بالقاعدة.
كيف تنظر لاستقالة د.محمد البرادعي وتوقيتها ؟
أعتقد انه خرج من الحياة السياسية المصرية ولكن من المؤكد ان المرتعشين لن يكون لهم مكان في الدولة المصرية الجديدة.
وكيف تثمن مساندة دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية لمصر ؟
الموقف السعودي المساند لمصر جاء طبيعيا بالنظر إلي المواقف السعودية الايجابية تجاه مصر, وموقف خادم الحرمين شخصيا وما يتبعه من تصاعد الموقف السعودي المساند من خلال تقديم مساعدات اقتصادية مباشرة بالإضافة إلي المساندة السياسية التي بلورتها رسالة خادم الحرمين الرافضة للضغوط الدولية, وفي اعتقادي أن الموقف السعودي وفر مظله إقليمية لمصر, أبطلت تأثير الضغوط الدولية واستوعبت الموقف القطري المعادي لمصر وقد نجحت السعودية كما عبر عن ذلك وزير خارجيتها في إقناع الرئيس الفرنسي في إعطاء فرصة لمصر لتنفيذ خريطة المستقبل, وقد عبرت باقي دول الخليج باستثناء قطر عن ترحيبها ودعمها للموقف السعودي تجاه مصر في موقف خليجي موحد, وفي تقديري أن هذا الموقف سوف يعيد مرة أخري المحور المصري السعودي المدعوم خليجيا لصياغة تكتل اقليمي يوازي التحركات التركية الإيرانية, ولتعود به مصر طرفا فاعلا في الساحة الإقليمية بعد أن غابت عنه سنوات وغاب عنها العرب, وان كان ذلك سوف يظل مرهونا بالنجاح في تطبيق خريطة المستقبل والبناء الداخلي القوي.
وماذا عن وضع حسني مبارك قيد الإقامة الجبرية وتخوف البعض من عودة نظامه مرة أخري ؟
لن يعود نظام حسني مبارك مرة أخري علي الإطلاق, لان ثورة(25 يناير,30 يونيو) قضت علي هذا النظام بصورة أساسية, أما خروجه من السجن فيخضع لضوابط قانونية وأحكام قضائية, وعلينا أن نحترمها إذا كنا نريد أن نبني دولة ديمقراطية حديثة, فيوم الأحد كان يوما مشهودا في تاريخنا السياسي المصري حيث تم خلاله محاكمة أركان نظامين سياسيين سابقين, مما يؤكد أن مصر دولة قوية تستطيع بأن تصحح مسارها متي أتيح للإرادة الشعبية التعبير عن نفسها.
وما هو رأيك في الوثيقة التي نشرت حول اجتماع عسكري مخابراتي بمشاركة الموساد وبريطانيا وأمريكا وألمانيا تمهيدا لإحداث فوضي في مصر وضرب الاقتصاد ؟
من حيث الشكل لا تعتبر وثيقة سرية وإلا ما كانت نشرت, ثانيا جميع المصادر التي نشرتها ذكر كل منها بأنه حصل علي الوثيقة دون إيضاح من أين حصل عليها,ثالثا أن من أعد الوثيقة لديه عدم دراية بطبيعة عمل المشاركين فيها فعلي سبيل المثال تحدثت عن مشاركة وكالة الأمن القومي الأمريكي وهي متخصصة في العمل الالكتروني وليست مخابرات عادية هذا من حيث الشكل, أما من حيث المضمون فقد ورد الحديث عن تهريب سلاح من إسرائيل إلي سيناء الأمر الذي يمثل خطرا رئيسيا علي إسرائيل, كما تحدثت الوثيقة بالنص عن الاستفادة من( الأصدقاء) في السودان وحماس, ولا أعتقد أنهم أصدقاء للمشاركين في الاجتماع وربما كانوا أصدقاء للتنظيم الدولي للإخوان, وفي تقديري أن مثل هذا الاجتماع لم يعقد لأنه إذا كانت هناك مشاركة أمريكية عسكرية خاصة بمصر تصبح مسئولية القيادة العسكرية الوسطي الأمريكية والمسئولة عن المنطقة من المغرب وحتي أفغانستان وليس وكالة الأمن القومي, وربما كانت الجهة التي سربت الوثيقة يهمها كثيرا تخويف الشعب والحكومة والتهديد بأن هناك نوايا لضرب الاستقرار والأمن وهناك جهات داخلية وإقليمية يهمها ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.