لا أحد يدري علي وجه اليقين, ماذا يريد السيد رجب أردوغان رئيس وزراء تركيا من مصر ومن رجالها؟ هل كان يشعر هذا الرجل بأنه خلال العام الذي حكمه الإخوان لمصر, كان هو الذي يدير أمور مصر, وأن مصر في عهد حكم الرئيس المعزول محمد مرسي, أصبحت ولاية عثمانية تابعة للسيد أردوغان, وأنه يحكمها من الباب العالي؟ لقد أصيب الرجل بحالة من عدم الإتزان السياسي, التي من المفترض أن يتمتع بها رجالات الدول والقادة الكبار, خاصة عندما تكون الدولة قوة إقليمية لها وزنها مثل تركيا, منذ أن سقط حليفه الأوحد في المنطقة, وأخذت تتساقط من فمه تصريحات لا تليق لا بالدبلوماسية ولا السياسية ولا حتي من باب العلاقات بين الدول! وفي إطار مسلسل شطحات أردوغان عن مصر, هجومه الأخير علي الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب, العالم الجليل الذي يكن له العالم كله الاحترام والتقدير, غير أن السيد أردوغان يريد أن يسير العالم كله وفق أفقه الضيق ودعمه الأعمي لنظام الإخوان, لم يعجبه موقف الإمام الأكبر ودعمه للدولة المصرية وثورة03 يونيو, وأصر علي الوقوف في نفس خندق الإخوان, في رفضها للإمام الأكبر, قائلا إنه شعر بالإحباط عندما رأي شيخ الأزهر يؤيد ما زعم أنه إنقلاب عسكري في مصر, متجاهلا الملايين التي خرجت في مصر تطالب برحيل مرسي ونظام حكم الإخوان في03 يونيو. وقد تصدت الخارجية المصرية والقوي السياسية لمزاعم أردوغان, وهبت عاصفة شعبية رافضة تلك التصريحات التي لا تنم إلا عن الغطرسة والخوف من مصير مماثل لما حدث لمرسي وإخوانه. وقالت الخارجية في بيان قوي لها, إن مصر ترفض تطاول أردوغان علي قامة إسلامية كبري مثل فضيلة شيخ الأزهر, الذي يمثل أكبر وأعرق مؤسسة وجامعة إسلامية في العالم أجمع. والواقع أننا لا نملك إلا أن نتساءل كما فعل بيان الخارجية عن مغزي ودوافع هجوم أردوغان والمسئولين الأتراك المتواصل علي مصر ورموزها منذ ثورة03 يونيو, وهل هو بسبب فقدان حليف وأخ في التنظيم الدولي, أم أنه خوف من نفس المصير؟! لمزيد من مقالات راى الاهرام