يدرك القادم الي سدة وزارة الاعلام حجم المخاطر التي تحيط بمصير خطواته ويؤمن بأنه يمضي فوق حقل ألغام في لحظة ما قد يأتي الوقت وينفجر في وجهه لغم يلقي به خارج الوزارة. في ماسبيرو المعادلة الاعلامية معقدة وتحتاج صياغة مختلفة تعيد التوازن في الآداء وتغلق منابع الفساد وتعين الوزير علي تحقيق المصداقية أمام الرأي العام. سارت خطا الاعلام في الطريق الخطأ منذ ثورة يناير ولم يستطع من تولوا زمام أموره وضع أقدامه صوب الاتجاه الصحيح. لحسن الطالع ألهم القدر رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري اختيار وزير الاعلام من داخل ماسبيرو.. حتي يتسني الاسراع في وتيرة الاصلاح وانحاز لأحمد أنيس لخبرته السابقة كرئيس لاتحاد الاذاعة والتليفزيون وامتلاكه لادوات تعينه علي آداء مهمته دون مزيد من الخسائر. وامتلاك الوزير الجديد لادواته لا يجعله بمنأي عن مرمي الخطر كمن سبقوه فالمناخ مازال سائدا ويتعين عليه اتخاذ اجراءات عاجلة في اتجاهين.. الأول.. إصلاح الفساد المالي والاداري للجهاز الوظيفي للعاملين بقطاعات اتحاد الاذاعة وتحقيق العدالة في الأجور بلائحة مالية متوازنة واعادة النظر في قواعد ترقية القيادات الاعلامية لتكون اكثر تحررا من قيود تحول دون اختيار الأفضل ولغلق الطريق أمام القيادات الفاسدة التي مازالت تؤدي دورها في غياب قواعد المحاسبة وحركة الترقيات الأخيرة خير شاهد علي فساد الاختيار. والثاني اعادة المصداقية المفقودة لاجهزة الاعلام والعمل علي ايجاد رؤية منهجية للخطاب الاعلامي وتعد مهمة الوزير صوب ذلك هي الأخطر والتحدي الأكبر.. باعتبارها تتطلب بعض الوقت وتحقيقها يحتاج إلي تغيير جذري في نمط فكر القيادات والكوادر القائمة علي انتاج الرسالة الاعلامية. هذه هي خريطة الطريق التي يتعين علي وزير الاعلام أحمد أنيس العمل بها لإعادة صياغة أجهزة الاعلام وضبط ايقاعها علي نحو يعيدها للناس.