مازال عند كثير من الناس لا سيما الشباب ظاهرة كظاهرة علة الصوت واستعمال مكبرات الصوت وآلات التنبيه في السيارات الأمر الذي يسبب الازعاج وتلوث السمع فهل عالج القرآن الكريم مثل هذه السلوكيات؟ يقول الدكتور مبروك عطية الأستاذ في جامعة الازهر, إنه من المؤسف حقا أن نجد مثل هذه الظاهرة السيئة التي تلوث السمع والأفق من ارتفاع الأصوات والغلو فيها والله عز وجل قد أمر بالغض منه كما أمر بالغض من البصر لكننا اهتممنا بغض البصر ولم نهتم بغض الصوت حتي صارت الأصوات العالية التي تكاد تصم آذان الناس من هذا الارتفاع الذي لا داعي له. ومن المواضع التي ينبغي فيها غض الصوت الصلاة والدعاء قال الله تعالي في خواتيم سورة الاسراء: سولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا زوقال الله عز وجل: ز واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلينس فما الذي نفهمه من قول الله تعالي ودون الجهر من القول أليس معناه السر الذي هو دون الجهر وهل ما نسمعه الآن من الأصوات يعد من ذلك!, لقد صارت العادات الحديثة التي أعانت عليها مكبرات الأصوات غيرمنكرة وصارت شهوة ما أنزل الله بها من سلطان, إن هناك من يقوم قبل الفجر بساعة ليفتح المسجد ويضع سماعة الميكرفون علي الراديو ينقل إلي النائمين نقل الإذاعة و شعائر صلاة الفجر فيوقظ الناس الذين ليس لهم عنده الا الأذان وهاهم أولاء قبل الأذان بساعة يزعجون الانس ويشوشون الأفق وازعاج الناس ولو بالقرآن الكريم لا يجوز بإجماع العلماء تو يضيف الدكتور مبروك عطية أنه قد ثبت أن النبي صلي الله عليه وسلم نهي نفرا من أصحابه عن رفع الصوت بالدعاء فقال لهم:( ارعوا علي أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا), وقد سأل الناس رسول الله صلي الله عله وسلم فقالوا هل الله قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه؟فأنزل الله تعالي قوله من سورة البقرة: واذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون والعلماء الذين يعلمون ذلك مع الأسف لا يستجيبون له فهم يستعملون مكبرات الصوت يجاملون من لا علم عنده وشهوة الصوت قد أصابتهم كما أصابت غيرهم وهذا لا يبشر بخير حيث إن من واجب العلماء أن يتصدوا للبدع والخرافات, روي الائمة في الصحيح ان رسول الله صلي الله عليه وسلم سمع رجلا يصلي بصوت مرتفع فنهاه وقال له إنما تسمع ربك لا تسمعني, وهناك سماعات داخلية يمكن إستعمالها لكي يسمع الإمام المأمومين الذين يصلون خلفه ولا داعي إلي استعمال المكبرات الخارجية التي لا طائل من ورائها إلا الازعاج والتشويش وبإجماع العلماء رفع الصوت بالدعاء من العدوان والله قد نهانا عن الاعتداء في الدعاء فهل يرفع أحد صوته بالدعاء وهو يعلم أن ذلك يحول دون إجابة دعائه.!