المجتمع الإسلامي يقوم علي التآزر والتماسك بين أفراده بعضهم بعضا, يتعاون كل واحد مع الآخر من أجل تحقيق المصالح المشتركة فيما بينهم وبلوغ النفع العام, كما جاء في الحديث الشريف: المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا ويوضح الدكتور محمد الشحات الجندي أستاذ الشريعة الإسلامية كليه الحقوق جامعة حلوان, أن التكافل الاجتماعي رباط مشترك يجمع بين وحداته من التعاطف والتراحم والمودة والمحبة, بحيث تنصهر أجزاؤه, وهو ما عبر عنه قول الرسول صلي الله عليه وسلم- مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالحمي والسهر وهو الأساس الفكري والروحي الذي يجمع بين أفراد الشعب وينصهر في بوتقة واحدة, يعبر عن الهوية الإسلامية. وعلي هدي هذه الحقيقة, يتأسس بنيان الجماعة الوطنية, وتقوم الوحدة الجامعه بين أفراده وشعبه. وطالما توطدت العلاقات وقويت الصلات بين أبناء الشعب, فإن التعاون والتساند ينبغي أن يتحقق علي أرض الواقع في شئون المعايش والاحتياجات الضرورية المتمثلة في القوت والملبس والمسكن, ويحصل كل فرد علي ما يكفيه منها كما يشير إليه قوله تعالي: إن لك ألا تجوع فيها ولا تعري وأنك لا تظمؤ فيها ولا تضحي طه118-119. ويجب أن يحصل كل فرد علي حقه فيها بدون إراقة ماء وجهه ودون من ولا أذي: إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا الإنسان/9. وفي قوله تعالي: وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم المعارج/24-25 والتعبير بحق المحتاجين ومن لا يملكون القوت الضروري يوجب لهم حقا ثابتا وليس منحة ولا تفضلا, وهو ما يضع حجر الأساس للتكافل الاجتماعي. ومن أجل الحفاظ علي هذا الحق, وحمايته جعله الرسول صلوات الله عليه نموذج المعايش الذي يجب أن يحتذي, وهو مسلك الأشعريين الذين أثني علي منهجهم التكافلي بقوله: إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم, جمعوا ما كان بينهم في إناء واحد وافتسموه فيما بينهم بالسوية, فهم مني وأنا منهم وحرصا علي هذا النموذج التكافلي, يحارب الإسلام جمع المال, وجعله حكرا بين مجموعة بعينها تحوز الثروة, وتمنع تداوله وحرمان الآخرين من أخذ حقوقهم فيه, لقوله تعالي: كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم.