في الوقت الذي تواصل فيه القوات المسلحة الباسلة جهودها المضنية والشاقة للقضاء علي البؤر الإجرامية التي تعشش في أرض سيناء وتهدد الأمن القومي تواصل الأيادي الخفية عمليات تثبيط الهمم ونشر الشائعات. وآخرها ما يتردد حول استعانة الجيش المصري بقوة دفاع إسرائيلية للمساعدة في القضاء علي الإرهاب. والحقائق المؤكدة علي الارض ان عمليات مكافحة الإرهاب في سيناء تتواصل بتعاون كامل بين القوات المسلحة والشرطة فيما تتواصل الاستعدادات لتنفيذ العملية نسر2 للقضاء علي مكافحة بؤر الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلي أرض الفيروز. في البداية يؤكد اللواء احمد عبد الحليم الخبير العسكري وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن الجهود المخابراتية تتواصل في سيناء لتجميع بيانات عن العناصر الإرهابية, وقد تم تجميع قدر كبير منها تمهيدا لبدء العملية( نسر2) لتطهير سيناء بالكامل من البؤر الإرهابية, وهي عملية سرية يجري التحضير لها في الوقت الراهن. وأضاف عبدالحليم أنه لا صحة إطلاقا لما يتردد من شائعات حول الاستعانة بقوات اسرائيلية لمكافحة الإرهاب في سيناء, مؤكدا أن الشعب المصري واع بالدرجة الكافية ويثق في القوات المسلحة الي ابعد الحدود. ومن جانبه قال اللواء خالد مطاوع الخبير الأمني والاستراتيجي إن العمليات العسكرية والأمنية في سيناء حاليا تستهدف في المقام الأول كل الأنشطة الإرهابية, سواء التي يمارسها مصريون أو عناصر أجنبية. إمارة الجهاد وقال إن كثيرا من العناصر التي هربت من السجون المصرية خلال ثورة25 يناير2011 اتجهت إلي سيناء لاحياء ما يسمي الجهاد وإقامة إمارة اسلامية في شمال سيناء بالاضافة الي عناصر اجنبية قادمة من قطاع غزة عبر الأنفاق الحدودية او التابعة لتنظيم القاعدة بروافده التي أتت من اليمن وسوريا ومالي, بالإضافة إلي عناصر اخري كانت متمركزة في أوروبا وجاءت إلي مصر خلال حكم الإخوان علي أساس أن الساحة أصبحت آمنة ومفتوحة لتكوين بؤرة جهادية في منطقة سيناء. وإشار مطاوع إلي أن هذه العناصر اقامت خلال الفترة الماضية معسكرات تدريب للعناصر الوافدة تحت شعار الاستعداد لاحياء فريضة الجهاد تولي هذا الاتجاه أحد العناصر الهاربة من السجون المصرية إبان أحداث يناير, ويدعي الدكتور رمزي موافي, وهو أحد العناصر التابعة لتنظيم القاعدة الذي تم القبض عليه في مصر قبل الثورة وهو من العناصر المهمة ذات الخبرة في مجال إعداد المتفجرات والسموم الكيميائية. من ناحية اخري ساعدت الاحداث في سوريا ونظام الحكم في مصر علي احياء سيناء كملاذ أمن للعناصر الإرهابية خلال الفترة الماضية, والآن بعد عزل الرئيس محمد مرسي وجدت هذه العناصر نفسها أمام موقف مختلف في مواجهة عمليات متواصلة لتطهير سيناء تقوم بها القوات المسلحة وأجهزة الأمن. ويشير اللواء مطاوع إلي أن منطقة شمال سيناء تقع في المنطقة ج المنزوعة السلاح وفقا لاتفاقية كامب ديفيد مما جعلها مسرحا لانشطة الجماعات الإرهابية التي تعمل الآن علي نشر شائعات بعضها يدور حول اعتزام مصر إلغاء اتفاقية كامب ديفيد, وبعضها يزعم أن القوات المسلحة استعانت بقوات خاصة من الجيش الإسرائيلي لدعم مكافحة الإرهاب في المنطقة( ج), وكلها شائعات ومعلومات غير صحيحة هدفها المزايدة السياسية, وتشويه الصورة الناصعة للجيش المصري. تعديل كامب ديفيد المعروف أن اتفاقية كامب ديفيد تنص صراحة علي تفريغ المنطقة( ج) من القوات العسكرية للجانب المصري, إلا أنه وفقا للظروف الراهنة وتنامي ظاهرة الإرهاب في تلك المنطقة فقد قامت القوات المسلحة باجراء مباحثات مع الجانب الاسرائيلي لتعديل الاتفاقية أو تعليق البند الخاص بحجم القوات العسكرية من الجانب المصري مؤقتا لتمكين القوات المسلحة وقوات الأمن من التعامل مع العناصر الإرهابية في هذه المنطقة. علي صعيد آخر يقول اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني والاستراتيجي إنه لا وجود لجندي أجنبي واحد علي أرض مصر غير أفراد قوات متعددة جنسيات يعملون مراقبين عسكريين لتنفيذ اتفاقية السلام كامب ديفيد في سيناء والتي ليس لها أي دور في أي عمليات عسكرية تقوم بها القوات المسلحة في سيناء غير مراقبة الاتفاقية فقط وهم أفراد محدودو العدد. وأضاف أن ما يتردد حول سماح القوات المسلحة لوحدة قوات خاصة من إسرائيل للدخول الي سيناء للمساعدة في القضاء علي البؤر الإرهابية شائعة هدفها تشويه القوات المسلحة المصرية التي ترفض تماما إقامة أي قواعد اجنبية في مصر. وأشار سيف اليزل إلي أن الجيش المصري وأجهزة الأمن قادرون علي مواجهة أي خارجين علي القانون, سواء في سيناء أو أي مكان آخر, مشيرا إلي أن الشعب المصري يعلم تماما قدر القوات المسلحة ومبادئها التي لا تتزحزح عنها. وفي النهاية يستنكر اللواء سيد شفيق مساعد الوزير ومدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية الشائعات التي تروج بوجود قوات اسرائيلية علي ارض مصر ويصفها بالهراء, مؤكدا أن العمليات الأمنية لمكافحة الإرهاب في سيناء تتم علي قدم وساق والجميع يتكاتف من أجل إنجاز المهمة القومية.