قبل أعوام كانت برامج التوك شو علي القنوات الفضائية وبرامج التليفزيون المصري مجرد نافذة لمعالجة وتغطية الأحداث الجارية وربما التعليق عليها وتحليلها. بينما تغير الوضع تماما بعد ثورة يناير ليصبح الإعلام المصري مشاركا قويا ومحركا للأحداث ويصبح مقدمو برامج التوك شو اليومية جزءا من الأسرة المصرية يشاركها همومها ليكون في الآونة الأخيرة بحق القوة الناعمة التي تستطيع أن تحكم وتتحكم وتحشد وهو ما أكده البث المباشر للقنوات منذ يوم30 يونيو وساهم في ثورة تصحيح لمسار ثورة يناير فقد استطاع الإعلاميون أن يقوموا بدور مهم لم يتخيله المشاهد وكذلك التليفزيون المصري علي قنواته المختلفة بعد أن تغير وأثبت خلال الفترة الماضية أنه تليفزيون الشعب حقا وانتهت وصمة العار التي كان يعاني منها وتخلص من استقطاب السلطة. وفي هذا التقرير تسرد نجوم وفنون شيئا مما قام به الإعلام المصري المشارك الأكبر في تصحيح مسار الثورة فعلي القناة الأولي والثانية والنيل للأخبار والقنوات المتخصصة جسدت الشاشات علي الهواء الأحداث وبثتها لحظة بلحظة من كل ميادين ومحافظات مصر لتكون شاهد عيان من أرض الواقع. وعلي قناة سي بي سي شارك خيري رمضان ولميس الحديدي في نقل الواقع والتعليق علي الاحداث لحظة بلحظة وبتفاعل ألهب حماسة المشاهدين بما لهما من تجارب ناضجة في العمل الإعلامي أثمرت عن نقل لصورة أرضت فئات المشاهدين. وعلي قناة الحياة لم يتوقف شريف عامر ولبني عسل عن استضافة المحللين والخبراء للتعليق علي الأحداث بشكل متزن. وعلي قناة دريم انضمت د.هالة سرحان لفريق القناة وائل الابراشي واحمد المسلماني ومن الشباب انضمت مني سلمان في أول ظهور لها علي دريم وقدموا نقلا حيا حتي صباح اليوم التالي وهو نهج جديد لم تشهده القنوات الفضائية من قبل حيت كان المشاهدون قد اعتادوا علي انتهاء برامج التوك شو في منتصف الليل إلا إن الاحداث فرضت نفسها حتي صباح الأيام التالية. وعلي إم بي سي مصر واصلت مني الشاذلي في برنامج جملة مفيدة تغطية الأحداث علي مدار الساعة تحت شعار عام علي الرئاسة لMBC مصر مع النقلالحي علي الهواء والتحليلات الإخبارية مع الضيوف الذين تناوب علي استضافتهم المذيعون شيرين عفت, ودينا عصمت, وهشام عاصي, وإبراهيم عبد الجواد, وسهام صالح, ومروة الشبراوي. وعلي قناة المحور دأب عمرو الليثي علي استضافة وجهات النظر المختلفة في برنامج90 دقيقة ووضع النقاط فوق الحروف ومعرفة التفاصيل عن كل جديد علي لسان اصحاب الحدث وكذلك ريهام السهلي التي واصلت التغطيات الحية للمظاهرات من ميادين ومحافظات مصر. وعلي آون تي في انضم لفريقها الكاتب الصحفي نصر القفاص ليقدم فقرة خاصة حول الاحداث وتداعياتها والتعليق عليها ويليها ظهور ريم ماجد ويسري فودة لاستكمال التغطيات تحت شعار وهدف واحد اتخذته معظم الفضائيات وهو تصحيح مسار ثورة يناير وإعادتها للشعب. وعلي القاهرة والناس واصل إبراهيم عيسي متابعاته وتحليله للأحداث وتوقعاته المنطقية وعلي قناة النهار استمر محمود سعد كاشفا للحقائق من خلال تواصله مع المراسلين في كل محافظات وميادين مصر والاتصالات مع المحللين والخبراء وشاهدي العيان من داخل المواقع الحقيقية. اما توفيق عكاشة الذي فجر مواقف كثيرة من خلال قناة الفراعين ونادي نداءات شعبية كثيرة لينبه الكثيرون من مشاهديه وجمهوره فقد استمر لفترة حتي تم قطع البث علي الفراعين واستبدلها بفراعين أكتوبر ليستكمل من خلالها المسيرة. وحول تلك الظواهر الإيجابية للإعلام المصري وكيف ستكون خارطة الطريق له خلال الفترة المقبلة خاصة بعد أن تعرض لكثير من الضغوط التي كانت كفيلة بإبعاده عن دوره ليصبح متفرجا كما كان قديما ومنها خطابات التهديد التي وجهتهتا هيئة الاستثمار والمنطقة الإعلامية الحرة إلي بعض القنوات والذين أعلنوا رفض التهديد قالد.عبد الله زلطة أستاذ الإعلام بحامعة بنها: بالطبع أنا ضد فكرة إرسال خطابات التهديد من جانب هيئة الاستثمار للقنوات الفضائية وضد غلق أي قناة فهيئة الاستثمار لا تملك إغلاق القنوات وليس لها الحق في وقف البث ولكن عليها فقط تحريك الدعوي ضد اي من البرامج أو القنوات تبعا للتجاوز الذي يتم ونحن كإعلاميين ندين غلق قناة الفراعين فما تفعله القنوات هو حق مشروع لتعبر من خلاله القنوات تعبيرا صادقا عن الرأي العام في مصر وتقدم لقاءات وحوارات وكان لها دور في تعبئة الجماهير للخروج إلي الميادين كحق مشروع للتظاهر السلمي. ويقول د.عادل عبد الغفار أستاذ الإعلام والرأي العام بجامعة القاهرة: لابد من بديل لهيئة الاستثمار للتعامل الحرفي والمهني مع القنوات الخاصة فالأسلوب المتبع حاليا لا يناسب منظومة الإعلام والتي تحتاج كلها لإعادة النظر فيها فالهدف الرئيسي هو الحفاظ علي الحرية المسئولة ولذلك فلابد من وجود آلية للمتابعة والتقييم للأداء المهني ولذلك فلابد أن يكون ذلك من خلال هيئة لها استقلاليتها بعيدا عن هيئة الاستثمار لتستطيع عمل التقييم الحقيقي وإلا يكون العقاب هو الإغلاق فقد ولي هذا الزمن.