منذ أن تولي الرئيس حسني مبارك مسئولية الحكم, والصورة الذهنية المرسومة له في عقولنا جميعا نحن المصريين هي صورة رئيس نشيط لايكف عن العمل وبذل الجهد ومتابعة كل صغيرة وكبيرة في البلد. وقد وقر في ضمائرنا جميعا انه رجل أفعال وليس رجل كلام وشعارات, وكان نتيجة ذلك أننا تعودنا من الرئيس دائما أنه يعمل يوميا, وبلا توقف.. ولم نتعود منه انه رجل إجازات أو راحة, ولعل هذا هو أحد الأسرار وراء الحب الجارف من جانب المواطنين العاديين البسطاء للرئيس مبارك, إنه واحد منهم, يتحدث لغتهم, ويشعر بمشاعرهم, ويحس بمعاناتهم, ويسعي الي التخفيف من هذه المعاناة بقدر ما يستطيع, ولذلك كانت عيون المصريين تتعلق بالشاشات وصفحات الجرائد بحثا عن خبر أو معلومة أو تصريح عن صحة رئيسهم المحبوب الذي اعتادوا رؤيته كل يوم, وكانت الرئاسة تشعر بهذه اللهفة لدي المصريين لمعرفة أخبار قائدهم فقدمت يوميا تقريبا ملخصا مختصرا لكل تفاصيل الجراحة التي أجريت للرئيس, وهو الأمر الذي طمأن المصريين وأراح نفوسهم. وبالأمس جاءت الأنباء عن بدء استئناف الرئيس لنشاطه المعتاد وإصداره عدة قرارات, وإجرائه العديد من الاتصالات لتسعد قلوب أبناء الوطن كلهم, فها هم يرون رئيسهم يعود إلي ممارسة نشاطه المعتاد بعد التوقف بسبب العملية الجراحية, وها هو الرئيس الذي اعتادوا منه علي ان يكون شعلة نشاط دائمة لا تتوقف قد عاد بعد أن استجاب المولي عز وجل لدعواتهم بشفائه.